أسباب الاكتئاب عند النساء ” أنا مكتئبة ولا أعرف السبب” جملة تردديها بشكل مستمر تعبر عن مشاعرك بالحزن والاكتئاب وفقدان الطاقة والشغف دون وجود سبب حقيقي وملموس تستطيعين تحديده، ولكن في الحقيقة أسباب الاكتئاب متعددة قد لا تكون ظاهرة ومعروفة بالنسبة لك ولكنها موجودة سواء في ظروف اجتماعية أو اضطراب هرموني يحتاج إلى التدخل وسرعة العلاج.
ما هي أسباب الاكتئاب عند النساء؟
هناك العديد من العوامل الوراثية، الهرمونية، النفسية، والاجتماعية التي تلعب دورًا عند الحديث عن أسباب الاكتئاب لدى النساء أهمها:
1. اضطراب في كيمياء الدماغ:
أحد الأسباب البيولوجية التي ينبع الاكتئاب منها هو عدم التوازن بين الناقلات العصبية التي تشارك في تنظيم الحالة المزاجية، إذ تلعب بعض النواقل العصبية، بما في ذلك الدوبامين والسيروتونين والنورإبينفرين، دورًا مهمًا في تعزيز وثبات الحالة المزاجية.
فوجود الكثير أو القليل جدًا من النواقل العصبية يسبب أو يساهم على الأقل في الاكتئاب لدى النساء، وهو سبب كاف ورئيسي من أسباب الاكتئاب لدى النساء رغم عدم ثبوته قطعيا حتى اليوم.
2. الإصاب بالأمراض المزمنة:
كذلك من أسباب الاكتئاب لدى النساء، المعاناة من مرض مزمن، اضطراب في النوم، أو مرض الغدة الدرقية، حيث تميل معدلات الاكتئاب أيضًا إلى أن تكون أعلى بين الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن والسكري، التصلب المتعدد، والسرطان، لأن العقل والجسد يرتبطان بشكل واضح، فأي تغير في صحة الجسد يكشف عن تغييرات في صحتك العقلية أيضًا.
وقد يكون السبب في هذا أن الإجهاد الناتج عن الإصابة بمرض مزمن قد يحدث نوبة من الاكتئاب الشديد، ناهيك عن أن بعض هذه الأمراض يسبب الاكتئاب بالفعل، كاضطرابات الغدة الدرقية وأمراض الكبد.
3. حدوث الحمل والولادة:
حدوث الاضطرابات الاكتئابية يصل إلى ذروته خلال سنوات الإنجاب عند النساء، وهو ما يعزز الاعتقاد بأن عوامل الاضطراب الهرمونية تلعب دورًا كبيرا في ذلك في حالات الحمل والولادة التي تتعرض لها المرأة.
4. أثناء الدورة الشهرية:
يبلغ الاضطراب الهرموني ذروته أثناء الدورة الشهرية والتي يترتب عليها حالة من الاضطراب المزاجي، وخاصة عند انقطاع الطمث والوصول لسن اليأس.
6. الوراثة وتاريخ الاكتئاب في العائلة:
كذلك من أسباب الاكتئاب عند النساء وجود تاريخ عائلي للاكتئاب أو جينات وراثية تدفع المرأة للاستعداد للاكتئاب، وهذا العامل عامل خطر مهم فكلما زاد عدد المكتئبين في أسرتك زادت فرص احتمالية تعرضك لأعراض الاكتئاب.
7. اضطرابات نفسية:
قد تكون أسباب الاكتئاب لدى النساء لأمور نفسية يتعرض لها النساء أكثر من الرجال، مع ميل النساء إلى أن يكن أكثر عاطفية، وبالتالي تعاد صياغة الأفكار السلبية القديمة أثناء نوبات الاكتئاب، ومن هذه الأسباب القلق، التوتر، الوسواس القهري، التعرض للتنمر، والمعاناة من سمات الشخصية الحساسة.
8. صورة الجسد في الذهن:
قد تساهم مشاكل الصورة الذهنية عن الجسد لدى المرأة والتي تزداد أثناء التطور الجنسي للبلوغ والمقارنة بين الفتاة وأقرانها في الإصابة بالاكتئاب في مرحلة المراهقة.
9. مشاكل في الزواج أو العلاقات:
كذلك تؤثر مهارات التأقلم واختيار العلاقات وخيارات نمط الحياة على النساء بشكل مختلف عن الرجال، فكونك امرأة، يرجح أن تصابي بالاكتئاب من مشاكل الزواج أو العلاقات، ومن عدم إيجاد فرصة للتوازن بين العمل والحياة بضغوط الأهل والزوج والمجتمع وحاجتك في نفس الوقت لتحقيق ذاتك وطموحك.
10. التعرض للصدمات والاعتداءات الجنسية:
في مدن ليست المرأة فيها آمنة لمواجهتها للتحرش في كل شارع وزقاق، تكثر الصدمات النفسية الناجمة عن اعتداء جسدي أو جنسي، وخاصة في عدم وجود مساحة للاعتراف وتلقي العلاح، مما يزيد مشاعر الاكتئاب والحزن ويصاحبها نوبات هلع.
11. تعاطى المواد المخدرة:
تعاطي المواد المخدرة والإدمان أحد أسباب إصابة المرأة بالاكتئاب نظرا لما يخلفه التعاطي من مشكلات نفسية واجتماعية وضياع لحياة المرأة نتيجة اعتمادها على المخدر واعتلال نفسها نتيجته.
كيفية علاج أسباب الاكتئاب عند النساء؟
إذا كنتِ امرأة وتعانين من الاكتئاب، فمن الأفضل أن تلتمسي العلاج فورًا لتحسين حياتك ومزاجك، تتعرضين لاختبارات عادية لمعرفة نوع الاكتئاب وتحديد خطة العلاج المناسبة له بعد معرفة تاريخك الطبي والمرضي:
1. العلاج النفسي:
تشمل خيارات العلاج الأكثر شيوعًا للنساء المصابات بالاكتئاب العلاج النفسي خصوصا في فترات تغيرات الهرمونات وبالأخص وقت الحمل، حيث تؤثر الأدوية على نمو طفلك، وتركز طريقة العلاج السلوكي المعرفي في العلاج النفسي على تعليمك طرق جديدة للتفكير وآليات للتأقلم عند الشعور بالاكتئاب، وفهم العلاقات الصعبة وتحسينها، وتغيير العادات التي قد تساهم في اكتئابك.
2. العلاج بالدعم:
بالإضافة إلى العلاج الفردي، يعد العلاج الجماعي أو العلاج الأسري طريقة مفيدة لعلاج الاكتئاب لدى النساء خصوصا إذا كان التوتر الأسري عاملاً مساهماً في حالة الاكتئاب لديك، ويهدف إلى التخلص من الخلافات الأسرية المسببة للاكتئاب وتعليمك طرق للتعامل معها،وايجاد وسايل للحوار ومناقشة الخلافات مع أفراد الأسرة وخاصة الزوج.
3. العلاج الدوائي:
وهو خيار لا ينبغي الإقدام عليه لو كنت حاملا أو في طريقك للحمل، لكن تساعد الأدوية بالفعل في تجنب الصراع النفسي والاكتئاب والتغلب على أعراض الاكتئاب وتقليلها، من خلال زيادة إطلاق النواقل العصبية المسؤولة عن السعادة مثل السيرتونين والأندروفين.
نصائح تساعدك على علاج الاكتئاب لديك:
إلى جانب العلاج الطبي فإن يقع على عاتقك دور كبير في التخلص من مشاعر الاكتئاب، ويكون ذلك من تغيير أنماط حياتك واتباع سلوكيات وسبل حياتية أخرى تشمل:
1. افصحي عن مشاعرك:
ولا تكتميها فتراكم المشاعر خطر وحمل الهموم بعضها فوق بعض كفيل أن يدع نفسك تتداعى عند موقف بسيط، ساعدي نفسك في الإفصاح ولو في مفكرة خاصة بك أو ابحثي عن مجموعة دعم مع أشخاص تثقين فيهم.
2. تطوعي في العمل الخيري:
واستمري في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والأشياء الممتعة التي تحبينها والتي ترفع من صرتك أمام نفسك من أعمال تطوعية، خدمية، أو حتى مهارات تتعلمينها أو تعلمينها.
3. مارسي أنشطة بدنية:
واستمري في ممارسة المشي بالذات فهو يعدل مزاجك أو أي تحركي ومارسي الرياضة بانتظام، لأنها تقلل إجهادك وتحسن حياتك بشكل كبير.
4. نامي جيدا:
واحصلي على قسط كافٍ من النوم، ثمانِ ساعات في الليلة عدد مثالي وسيقوم بإحداث توازن يومك وضبط مزاجك على نحو يسعدك طول اليوم.
5. مارسي التأمل واليوجا:
فممارسة التأمل التأمل أو اليوجا أو أي تقنية من تقنيات الاسترخاء الأخرى كفيلة أن تدفع عنك خطر الاكتئاب وأن تعزز من مزاجك الجيد.
6. لا تكوني ضحية علاقة مؤذية:
لا تجعلي نفسك ضحية لعلاقة سامة سواء كانت عاطفية او في اطار الصداقة عليكِ أن ترفضي كل صورة من صور الابتزاز أو الاستفزاز بألا تشاركي أي صور خاصة بجسدك على الإنترنت قد تستخدم ضدك من أشخاص آخرين.
7. التزمي بالعلاج:
فعادة لا يعمل العلاج على الفور، ولا تيأسي أبدا من ذلك بل تابعي مع طبيبك وستتحسنين بالطبع ما دمتِ مستمرة في نسق العلاج وفق الخطة التي وضعتماها سابقا.
8. قللي التوتر في المنزل والعمل:
و اطلبي المساعدة في بعض الأمور المجهدة في حياتك، وحملي من معك همومك فمشاركة الهموم يقسمها للنصف وتركها دون مشاركة يضاعفها.