الإدمان السلوكي والإدمان النفسي قد يبدو لك نوعي الإدمان نفس الشئ ولكن على العكس هناك عدة فروق بينهما تتعلق بالتأثير على مراكز المخ ومن فيهما له تأثير اعتمادي أكبر ومن الذي يعد مجرد عادة، إلى جانب الأعراض، الأنواع، والأسباب التي تؤدي إلى حدوث كلا الإدمانين وطرق العلاج من كل منهما.
الفرق بين الإدمان السلوكي والإدمان النفسي؟
هناك عدة فروق تفصل الإدمان السلوكي عن الإدمان النفسي تتعلق بالتأثير، الأعراض، الأسباب، وطرق العلاج.
1. التعريف:
الإدمان السلوكي:
الإدمان السلوكي يقع في منطقة رمادية من الإدمان، لأن الطب لا يعترف إلا بإدمان القمار، وتم تصنيفه باعتباره اضطراب في السيطرة على الانفعالات قبل أن يوضع كإدمان في دليل تشخيص الأمراض النفسية عام 2013، وقد نُظر إلى إعادة التصنيف هذه على أنها مهمة لأنها كانت أول اعتراف رسمي بوجود الإدمان السلوكي.
والإدمان السلوكي هو سلوك قهري متكرر يعالج به الشخص حزنه، يأسه، يزود سعادته أو يحافظ عليها، ولا يرتبط هذا السلوك بالمخدرات ولكن يرتبط بأنشطة عادية مثل التسوق المستمر، إدمان الجنس، إدمان الأكل، إدمان العمل، إدمان القمار، وإدمان الوشم.
الإدمان النفسي:
الإدمان النفسي حالة دماغية معقدة ومزمنة تتأثر بالبيئة التي تتميز بتعاطي المخدرات القهري الذي يستمر على الرغم من العواقب الضارة والمعروفة لدى الشخص، وذلك بسبب أن المخدرات مرتبطة بهرمون يسمى هرمون السعادة والذي يفرز بكثرة عند استخدام المخدر.
ولفترة طويلة كان الإدمان النفسي يعني عادة لا يمكن السيطرة عليها لاستخدام الكحول أو المخدرات الأخرى، أما مؤخرا فقد انقسم التعريف ليشمل الإدمان النفسي المتعلق بالمخدرات والإدمان السلوكي المتعلق بسلوكيات عادية لكنها قهرية.
2. الأنواع:
لمعرفة الفرق بين الإدمان السلوكي والإدمان النفسي ينبغي أن نعرف أنواع كل منهما حيث يتنوع الإدمان النفسي والسلوكي على هذا النحو:
الإدمان السلوكي:
رغم أن معظم أنواع الإدمان السلوكي غير معترف بها طبيا إلا أنها موجودة، ويعتقد العديد من الأطباء أنها حالات مؤلمة تغير في حياة الشخص ولكن يمكن علاجها/ وأكثر أنواع الإدمان السلوكي شيوعا:
إدمان القمار:
القمار هو الحالة الوحيدة المعترف بها طبيا للإدمان السلوكي، رغم وجود أنواع أخرى ظهرت مؤخرا هي أشد وأقوى منه، والقمار في حد ذاته ليس إدمانا، لكن التعود عليه وعدم القدرة على التوقف ينذر بمشكلات قريبة فردية واجتماعية وصحية أحيانا.
إدمان الجنس:
الجنس ليس مشكلة في حد ذاته، لكن عندما لا يستطيع الشخص أن يتوقف عن ممارسة الجنس بإمتاع نفسه أو الاستمتاع مع شريكه قد يكون هذا علامة على الإدمان وتحتاج للتدخل لأنها ستؤدي بها إلى ضعف في علاقات عمله، وبالتالي طرده وبالتالي اكتئاب ومشكلات نفسية.
إدمان الانترنت:
هو إدمان حديث، ويحدث للمراهقين غالبا وقد يقضي على مهاراتهم الاجتماعية ويتسبب بهم في الدخول في مشكلات قانونية لأنهم حينها يمكن أن يستخدموا حسابات بصور وأسماء وهمية ويرتكبوا بها جرائم.
إدمان التسوق:
أينما وليت وجهك في الإنترنت، تجد إعلانات تدفعك للتسوق، وتخفيفا من التوتر وهروبا من المشكلات ورغبة في إسعاد الذات أحيانا يندفع الشخص للتسوق، تكرار التسوق لحد الإدمان مشكلة لأنها تسبب لك ضائقة مالية بعد شرائك أشياء لا تريدها ولا حتى تحتاجها.
إدمان ألعاب الفيديو:
إدمان ألعاب الفيديو يحدث للمراهقين غالبا، وقد يكون في نفس مستوى إدمان القمار، وينذر بوجود مشكلات صحية (في العين غالبا وفقرات الظهر) ومشكلات نفسية.
إدمان الطعام:
هل جربت أن تأكل كلما كثرت أحزانك؟ الاستمرا في الأكل يعد من أنواع الإدمان السلوكي الأكثر شيوعا والتي تنذر بمخاطر صحية تتعلق بالسمنة ونفسية تتعلق بالقلق والاكتئاب وقلة الحركة.
إدمان العمل:
نعم يمكن للإنسان أن يهمل أصدقاءه والعائلة في سبيل العمل، ما يسبب له مشكلات صحية خطيرة، فبعض العاملين في مجال الاقتصاد قد يعانون من أزمة قلبية جراء قلقهم المتزايد من صعود وهبوط الأسهم.
إدمان الوشم:
وهو إدمان حديث، لدرجة أن بعض الناس يوشمون أعينهم حتى، وهي تؤدي إلى علامات صحية خطيرة قد تؤدي إلى خسارة العين أو أي منطقة في الجسم، ونفسية نتيجة تلك الخسارة أو المشكلة الطبية.
إدمان الإباحية:
حتى لو لم يتم تصنيف الواحدة منها على أنها إدمان، فهذه السلوكيات تسبب مشاكل حقيقية في حياة الشخص وعلاقاته وعائلته والأصعب أن الشخص قد لا يقدر على التوقف عن الانخراط في مثل هذه الأفعال لذا من المهم معرفة الأعراض لمساعدة نفسك.
الإدمان النفسي:
كما أشرنا، يستخدم مصطلح الإدمان النفسي لوصف عملية البحث عن المخدرات وتعاطيها بشكل قهري رغم من النتائج السلبية وتختلف أنواع الإدمان مسببة اضطرابات تعاطي المخدرات حسب المخدر كالتالي:
اضطرابات تعاطي الكحول:
تعاطي الكحول بشكل مستمر وشراهة يؤدي إلى ظهور سلوك إدماني عليه قد ينتج عنه مشكلات صحية جسدية ونفسية أنت في غنى عنها.
اضطرابات تعاطي الكافيين:
الأشخاص الذي يتعاطون القهوة بكميات كبيرة وباستمرار لا يستطيعون التوقف عنها في يوم ما، والتوقف يعني فساد يوم العمل بالنسبة لهم.
اضطرابات تعاطي الحشيش:
والتي تنتج عن تعاطي الحشيش بشكل مستمر فتجد لدى الشخص ما يشبه الإنفلونزا ومع الاستمرار أكثر قد يعاني الشخص من أمراض نفسية خطيرة.
اضطرابات تعاطي حبوب الهلوسة:
رغم أضرارها الكبيرة إلا أن هناك أناس يتعاطون حبوب الهلوسة لزيادة سعادتهم، وهم معرضون لإدمانها والشعور بآلام وأمراض نفسية وجسدية خطيرة.
اضطرابات تعاطي الأفيون:
الأفيون يستخدم كمادة دوائية، لكن يساء استخدامه من المدمنين فينتج عنه اضطرابات تعاطي الأفيون والتي يمكن أن تكون مؤلمة إلى حد بعيد نفسيا وجسديا.
اضطرابات تعاطي المواد المهدئة، المنومة، أو المزيلة للقلق:
قد يصرف الطبيب لشخص عنده اضراب قلق أو أرق بعض المواد التي يدمن عليها المريض ولا يستطيع الفكاك منها، وهنا يصبح لديه اضطرابات إدمانية تؤثر على صحته النفسية والجسدية.
اضطرابات تعاطي المنشطات:
تعاطي المنشطات بشكل مستمر يرتبط بوجود اضطرابات نفسية وجسدية مؤلمة أحيانا يعاني منها الشخص.
اضطرابات تعاطي التبغ:
نعم السجائر إدمان، لأنها مرتبطة بالنيكوتين والذي يرتبط بالإدمان ويطلبه الجسم باستمرار بمجرد انسحابك منه.
الأعراض:
أعراض الإدمان السلوكي:
يمكن أن يساعدك فهم الإدمان السلوكي وعلامات الخطر على معرفة الفرق بين السلوك الإدماني والسلوك الطبيعي الذي لا يمثل مشكلة بفهم الإنذارات التالية:
- قضاء معظم الوقت في الانخراط في السلوك الإدماني أو التفكير فيه أو الترتيب للانخراط فيه.
- الاعتماد على السلوك كوسيلة للتعامل مع العواطف و للشعور بالسعادة.
- الاستمرار بالرغم من الأذى الجسدي أو النفسي.
- التقليل من مشكلات الإدمان السلوكي على الرغم من الرغبة في التوقف.
- إهمال العمل أو المدرسة أو الأسرة للانخراط في السلوك المدمن في كثير من الأحيان.
- المعاناة من أعراض مثل الاكتئاب والتهيج عند محاولة التوقف.
- فقدان الاهتمام بأي شيء آخر.
أعراض الإدمان النفسي:
تختلف علامات الإدمان النفسي حسب المادة المخدرة التي يتعاطاها الشخص، ولكن بعض الأعراض الشائعة للإدمان النفسي تشمل:
- عدم القدرة على التوقف.
- تغيرات في المزاج والشهية والنوم.
- الاستمرار في التعاطي رغم العواقب السلبية.
- الإنكار والكذب.
- الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
- التفكير والانشغال بالمادة المخدرة.
- المشاكل القانونية والمالية.
- فقدان الاهتمام بالأشياء الأخرى التي كان المدمن يستمتع بها.
- وضع المخدر أولا في الحياة متخطيا بذلك مسؤوليات الأسرة والعمل والمسؤوليات الأخرى.
- السرية والتكتم.
- استخدام كميات أكبر بشكل متزايد من المخدر.
- تناول المزيد من المادة المخدرة أكثر مما تنوي.
- المرور بأعراض انسحاب مؤلمة.
الأسباب:
أسباب الإدمان السلوكي:
تاريخ العائلة:
يُعتقد عمومًا أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإدمان السلوكي أكثر عرضة للإدمان، مثل أولئك الذين عانوا من صدمة الطفولة، سوء المعاملة، أو الإهمال.
المرض النفسي:
هناك نسبة عالية من العوامل المشتركة بين الصحة النفسية والاضطرابات الإدمانية، لذلك من المحتمل أن يكون الأشخاص الذين لديهم تشخيص نفسي أكثر عرضة للإصابة بإدمان على سلوك ما.
الهروب:
بعض الناس يستعمل بعض سلوكيات الإدمان السلوكي كوسيلة للتعامل مع الانفعالات، اليأس، أو حتى كنوع من التعويض.
التعامل مع التوتر:
هناك من يستخدمون السلوك الإدماني كوسيلة للتعامل مع التوتر أو المشاعر الصعبة الأخرى وهؤلا يكونون أكثر عرضة لتطوير إدمان سلوكي.
السمات الشخصية:
قد تؤدي سمات شخصية معينة أيضًا إلى زيادة خطر إصابة الشخص بالإدمان السلوكي، مثل الخجل، الانعزال،ضعف التواصل الاجتماعي، والحرمان وغيرها.
أسباب الإدمان النفسي:
رغم أن المخدرات يمكن أن تخلق حالة جسدية ونفسية سيئة بمرور الوقت، يطور الناس نوعا من التسامح معها رغم الأذى الواقع عليهم وتتضمن بعض العوامل التي يمكن أن تسهم في الإدمان النفسيما يلي:
كيمياء الدماغ:
يؤدي الإدمان إلى تغييرات في دوائر المكافأة في الدماغ بمرور الوقت ما يجعل الشخص ينجرف للحصول على نفس شعور السعادة فيقع في الإدمان.
إدمان فرد في العائلة:
يكون الشخص أكثر عرضة للإدمان إذا كان لديه أفراد من العائلة مدمنون أيضًا.
الجينات:
تشير الأبحاث إلى أن الجينات تزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات الإدمان.
البيئة:
يمكن أن يساهم التعرض لمواد الإدمان والضغط الاجتماعي ونقص الدعم وضعف مهارات التأقلم في تطوير الإدمان.
كيفية علاج الإدمان النفسي والإدمان السلوكي؟
لا يتوقف الأمر عند النقاط السابقة، بل يتجلى الفرق بين الإدمان السلوكي والإدمان النفسي في علاج كل منهما والذي يتم من خلال:
علاج الإدمان السلوكي:
تتضمن بعض خيارات العلاج الأكثر شيوعًا للإدمان السلوكي ما يلي:
1. العلاج النفسي:
يقام العلاج النفسي في جلسات إسبوعية ويقوم فيها الطبيب بالتعرف على تاريخ المريض لمعرفة السبب والدوافع تجاه الإدمان السلوكي، ثم يعرفه على مهارات إدارة الرغبة في التسوق، الجنس، الألعاب أو المقامرة.
2. التأهيل السلوكي:
هو عبارة عن برنامج يتم فيه تغيير السلوكيات الادمانية للمريض طرق تفكيره واستبداله بسلوك آخر إيجابي مع تدريبه علي الهاء عقلة عن السلوك الإدماني والتفكير في أشياء ايجابية.
3. الدواء:
لا تُعتبر الأدوية النفسية عادةً علاجًا مباشرًا للإدمان السلوكي، ولكنها قد تعالج القلق والتوتر الذي يدفعك نحو الإدمان السلوكي.
4. مجموعات الدعم:
يتم استخدام مجموعات الدعم خصوصا لدى الأشخاص الذين لديهم مشكلات إدمان السرقة من المحلات، وإدمان الجنس، والإدمان على المواد الإباحية وغيرها، وتوفر هذه المجموعات سبيلا لك للتخلص من هذه العادات بمشاركة تجربتك مع أناس لديهم نفس ما لديك من اعراض.
علاج الإدمان النفسي:
يمكن علاج الإدمان النفسي وليست كل طرق التعافي واحدة مع كل مريض، لذا قد تستغرق رحلة التعافي وقتا وعموما تشمل أساليب العلاج الشائعة ما يلي:
1. العلاج النفسي:
يمكن استخدام العلاج النفسي والسلوكي المعرفي لمعالجة أنماط التفكير والسلوك التي تساهم في الإدمان وذلك بعد سحب السموم من الجسم والتعامل مع أعراض الانسحاب أولا.
2. العلاج الدوائي:
قد يشمل ذلك الأدوية للمساعدة في علاج أعراض الرغبة الشديدة والانسحاب بالإضافة إلى الأدوية الأخرى لعلاج الاضطرابات النفسية الأساسية مثل القلق أو الاكتئاب وغيرها مما نتج عن المخدرات، وتشمل الأدوية التي يمكن وصفها الميثادون والبوبرينورفين والعلاجات البديلة للنيكوتين والنالتريكسون، ولا ينبغي أن تأخذها دون وصفة طبيب.
3. الإقامة الكاملة:
في بعض الحالات، قد يحتاج الأشخاص إلى دخول المستشفى فترة من الوقت من أجل علاج المضاعفات الخطيرة المحتملة أثناء التخلص من السموم من مادة مخدرة وضمانا لعدم انتكاستهم أثناء العلاج، لذا فالسكن العلاجي والإقامة الكاملة خيار ممتاز لهم.
4. مجموعات الدعم:
يمكن أن تكون مجموعات الدعم الشخصية ولرامج الدعم الجماعي مصدرًا رائعًا للدعم الاجتماعي حيث يتعلم الأشخاص طرقًا جديدة للتعامل مع التعافي وتقليل فرص الانتكاس.