تغير شخصية الإنسان عادي، لكن التغير أثناء المراهقة أمر صعب، لأنك تكون في مرحلة بين الدلال، البلوغ، النضج، والكمال، ناهيك عن أنها مرحلة تغير سريع، فالأمر يشبه العاصفة حقيقة ومجازا، فما هي أبرز عوامل هذا التغير، وكيف نتعامل معه ومتى نطلب تدخل الطبيب لعلاج اضطرابات الشخصية لدى المراهق؟ كل هذه الأسئلة تجد إجابتها هنا، فاقرأ الموضوع كاملا لتعرف عنه كل شيء.
ما هي علامات التغير في الشخصية لدى المراهقين؟
بعض السلوكيات المتمردة، المزعجة، أو القلقة حتى جزء طبيعي وصحي من المراهقة، مع ذلك، عندما تكون التحولات في شخصية المراهق أكثر تطرفًا، فقد تكون مؤشرات على مشكلة تتعلق بالصحة النفسية فكيف تفرق بين التغيرات العادية والتغيرات الخطيرة في سلوك المراهق على النحو التالي:
1. اضطراب النوم:
أحد الأشياء التي يجب فهمها حول النوم عند المراهقين هو أن لديهم بالفعل ساعة بيولوجية مختلفة تمامًا مقارنة بالأطفال والبالغين فجسد المراهق يريد بطبيعة الحال أن ينام بين الساعة 1 صباحًا و 10 صباحًا، لذلك نحن نوعًا ما نجبرهم على الالتزام بجدول زمني لا يناسب ساعتهم البيولوجية، يعني من الطبيعي أن يرغب المراهق في السهر والنوم لوقت متأخر.
لكن إذا كان ابنك المراهق ينام بشكل روتيني طوال اليوم، أو يعزل نفسه عن الأصدقاء، أو يفشل بشكل متكرر في الاستيقاظ للمدرسة، أو إذا كان يعاني من الأرق عدم قدرته على النوم على الإطلاق، أو أنه يحتاج إلى أكثر من 11 ساعة للنوم ليلاً فهذه قد تكون علامات على مشكلة أكبر.
2. العصبية والمزاج المتقلب:
من الطبيعي أن يصاب المراهقون بالاكتئاب الحاد وتقلب المزاج والإحباط وسرعة الانفعال من وقت لآخر، فالمراهقة هي فترة انتقالية بين مرحلتين مرحلة الدلع والدلال ومرحلة الرجول والكمال، ويتعين على المراهقين العمل من خلال المشاعر والأفكار والمشاعر الجديدة أن يحضروا أنفسهم للأعتماد عليها، فكن داعمًا ومنفتحًا للحديث حتى يعرفوا أنك موجود لأجلهم دوما.
أما إذا كانت الحالة المزاجية للمراهق تتصاعد باستمرار، وإذا بدا أنه غير قادر على التعامل بخروج عن السيطرة، وخاصة إذا كان يستجيب بعنف ونوبات هياج، فهذه علامات إنذار لا ينبغي تجاهلها.
3. التحصيل المدرسي:
طبيعي أن لا يرغب المراهقون في أداء الواجب المدرسي، والعكس طبيعي جدا، فمنهم من يصاب بالتوتر والقلق بشدة من تأثير الدرجات على مستقبله قلقا في حدود المسموح، وليس طبيعيا أن يكون ابنك قلقا لدرجة عدم القدرة على استجماع تركيزه للدراسة، أو أن يعانى من صعوبة في النوم لشدة القلق والتفكير كثيرًا في العمل المدرسي، أو إذا كان غير قادر على تنظيم المشاعر تجاه المدرسة فيجب عليك مساعدته بإرشاد نفسي من طبيب نفسي مختص.
4. التحدي أو التمرد:
بعض تحدي المراهقين طبيعي وصحي، الرغبة في الخروج عن المألوف، كسر عن القواعد المنزلية ، والوقوع في مشاكل في المدرسة بشكل دوري كلها تشيع بين المراهقين، ومع ذلك، قد يشير ذلك إلى مشكلة أكبر عندما يبدأ المراهق في إظهار سلوك تمرد أكثر تطرفاً مثل خرق القوانين، مواجهة الاعتقالات المتكررة، أوالفصل من المدرسة، إذا كان تحديهم يهدد بالتأثير على مستقبلهم، فقد حان الوقت لطلب المساعدة الخارجية من طبيب يساعدهم في تعديل سلوكهم.
5. شرب السجائر والمخدرات:
يتفق خبراء الطب النفسي، ومع تشكيك الآباء في ذلك، إلا أن معظم الأطفال يكونوا في وضع يسمح لهم على الأقل بتجربة السجائر قبل العشرين، وينطبق الشيء نفسه غالبًا على استخدام الحشيش، لذا من المهم جدًا التحدث بصراحة مع ابنك المراهق حول ضغط الأقران بالإضافة إلى مخاطر المخدرات، الكحول، والسجائر.
وإذا كان ابنك المراهق يشرب المخدرات أو الكحول أو السجائر، فهذا مدعاة للقلق، وتردده على مصحة نفسية للإدمان أمر عاجل للوقوف على أسبابه وقطعها.
6. الكذب أو حجب المعلومات:
ليس من غير المألوف أن يتحلى المراهقون بالسرية نوعًا ما، وأن يريدو بعض الخصوصية من والديهم عندما يتعلق الأمر بجوانب مختلفة من حياتهم، ومن الطبيعي أيضًا أن يرغبوا في اتخاذ قراراتهم اليومية الخاصة بهم، دون تدخل الوالدين وهذا قد يكون سبب اختيار بعض المراهقين إخفاء الأشياء عن آبائهم من حين لآخر.
ويصبح هذا علامة إنذار إذا تطور إلى الكذب لمرض، أو عندما يبدأ المراهقون في الكذب لإخفاء السلوكيات الخطرة أو الإساءات الجنسية التي قاموا بها أو أقيمت معهم وبشراكتهم.
أسئلة شائعة عن علامات تغير الشخصية لدى المراهقين:
نعرض لك الأسئلة المتداولة عن علامات تغير الشخصية لدى المراهقين وكيفية التعامل معها.
كيف أتعامل مع ابني المراهق؟
هناك بعض الأشياء التي يجب عليك أن تفعلها أثناء تغير ابنك المراهق أهمها معرفة أن التغير عادي، اجلس معه وحاوره واحترم رأيه، لا تتهم أو تصمه بأداءه الدراسي، حافظ على هدوئك، لا تركز على خطأه، وسارع بعلاجه من الإدمان لو كان مدمنا
هل تغير ابني المراهق يحتاج علاج؟
ليس في كل الأحوال أو لتصرفات الطبيعية، أما إذا كان يعاني من اكتئاب أو وصل للإدمان يصبح ضرورة ملحة، و في أي وقت يشعر فيه أحد الوالدين أنه ليس لديه حقًا أي فكرة عما يجب أن يقوم به ليساعد ابنه، فهذا هو الوقت المناسب لإشراك طبيب نفسي محترف، فلا يوجد شخص بالغ لم يمر بتغيرات المراهقة، لكن هناك مراهقون يكافحون بقوة تغيرات أكبر منهم.
ما سبب تغير شخصية المراهق؟
يمكن إرجاع السبب إلى مقارنة المراهق نفسه بأقرانه، ورغبته في الانفكاك من سلطة الأب، بالإضافة لتغيرات في الدماغ فوفقًا لدراسة نرويجية مسح الباحثون أدمغة عشرات المراهقين مرتين على مدار عامين ونصف وطلبوا من الوالدين تقييم سلوكيات المراهق بكل جلسة، واكتشفوا رابطا بين رقة قشرة الدماغ وتحسن حالة المراهق النفسية والسلوكية
هل تتغير شخصية المراهق الولد عن البنت؟
نعم، وأقيمت دراسة هولندية استطاعت الوصول لنتائج مفيدة، حيث قام الباحثون بتحليل البيانات من دراسة متعددة السنوات للمراهقين أعمارهم بين 12 و 22، واكتشف الباحثون ما يلي أظهر الأولاد انخفاضًا مؤقتًا في الضمير أي في النظام والانضباط الذاتي في المراهقة المبكرة، أظهرت الفتيات زيادة مؤقتة في العصابية أو عدم استقرار عاطفي أكبر.