الحشيش والجنون يظهر في تلك الجمل التي نسمعها من متعاطي الحشيش “زوجتي تخوني” زملائي يكرهوني” المخابرات تريد قتلي” “أمي تضع لي جهاز تنصت” فمن أول وهلة لن تصدق ما يقوله، فالكلام يخالف العقل والمنطق وبالتأكيد تشك في قواه العقلية، ولكن ما يبدو لك غير منطقي هو حقيقي تماما في تفكير متعاطي الحشيش، والذي تسيطر عليه الضلالات لدرجة قد تدفعه لإيذاء نفسه ومن حوله، ولا يوجد لها حل سوى سرعة علاج إدمان الحشيش لحماية الشخص وأسرته من خطر يهدد حياتهم.
ما العلاقة بين الحشيش والجنون؟
الجنون أو ما يعرف بذهان الحشيش أو الفصام طبيا، هو أحد الاضطرابات العقلية الناتجة عن تعاطى مخدر الحشيش، فهناك علاقة وثيقة تجمع بينهما، فالحشيش يتسبب في الإصابة بالجنون أو المعروف طبيا بالأمراض العقلية والناتجة عن حدوث زيادة في هرمون الدوبامين والسيروتونين وبالتالي حدوث خلل في كيمياء المخ ينتج عنه إصابتك بهلاوس سمعية وبصرية، فصام، نوبات شك، وضلالات تزداد درجتها بنوع الحشيش والكمية التي يتم استخدامها.
سؤال مهم توقف عنده…
لماذا تأثير الحشيش النفسي يختلف من شخص لآخر؟
“أتعاطى الحشيش منذ 15 عاما ولم يحدث لي شيء”
جملة تتردد كثيرا من متعاطي الحشيش اعتقادا منهم بعدم تأثير الحشيش على صحتهم النفسية، ولكن في الحقيقة فإن تأثير الحشيش يختلف من شخص لآخر علي حسب درجة الاستعداد للإصابة بالمرض نفسي.
فالأشخاص الذين ليس لديهم استعداد للإصابة بمرض نفسي سوف يتأثرون بالحشيش بشكل طفيف يظهر في شكل تغيرات في الشخصية فتلاحظ عليه سمات شك، حساسية زائدة، كثرة الخلافات مع الأصدقاء وأفراد الأسرة ويظهر عليهم أعراض الفصام بدرجة طفيفة ويمكن علاجها.
أما الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بأمراض نفسية فيصابون بالفصام بشكل كبير وتظهر عليهم الأعراض الذهانية بدرجات حادة للغاية تتمثل في الهلاوس، الضلالات، نوبات الشك، العزلة، والشعور بالاضطهاد نتيجة الخلل الكيميائي الحاد في المخ ويتطلب ذلك الخضوع لعلاج الفصام مدى الحياة.
ما الاضطرابات النفسية التي يؤدي إليها الحشيش؟
توغل الحشيش في جسمك يشبه السرطان سوف تتفاجئ بإصابتك بقائمة من الاضطرابات النفسية والعقلية والتي تظهر عليك بشكل مفاجئ وسريع وتشهد معها تدهور حاد في حالتك النفسية وتشمل:
1. الفصام:
سوف تشعر بحالة من التبلد والانفصال عن الواقع يصاحبها عزلة اجتماعية وعدم القدرة علي التفاعل مع ي أي أنشطة خارجية، قد يصاحبها أعراض ذهانية كالهلاوس والضلالات، والناتجة عن الخلل الكيميائي في المخ والذي سببه المخدر.
2. هلاوس سمعية وبصرية:
“أرى أشخاص معي في الغرفة” هناك أصوات تحدثني وتوجه لي الشتائم” أرى الحشرات في كل مكان وتزحف على يدي” ذلك ما يعرف طبيا بالهلاوس السمعية والبصرية أشهر الأعراض النفسية الناتجة عن تعاطى الحشيش بسبب الزيادة الهائلة في هرمون الدوبامين في المخ.
3. ضلالات:
أهلي يريدون قتلي “أنتم تخفون عني الحقيقة” “أنا أستطيع الطيران”
تلك الجمل تعبر عن وجود أفكار غير منطقية وسيطرة الضلالات بشكل تام عليك عند تعاطي الحشيش وأنت مقتنع تماما بصحتها وأنها حقيقية وقد تدفعك أحيانا إلى الانتحار أو ارتكاب جرائم قتل قد تطول حتى أسرتك.
4. الشعور بالاضطهاد:
“المخابرات تراقبني” “زملائي يتجسسون على”
مشاعر الاضطهاد والإحساس بأن العالم يتآمر عليك على غير الحقيقة هي أبرز ما قد يسببه لك الحشيش على الرغم من مخالفتها للواقع تماما.
5. نوبات شك:
“زوجتي تخوني وسوف أقتلها”
هكذا يردد متعاطي الحشيش نتيجة نوبات الشك الغير حقيقية التي تسيطر عليه وقد تؤدي إلى ارتكاب جرائم قتل.
6. خلل في تقدير المسافات والزمن:
الوقت الذي يمر على الإنسان الطبيعي بشكله المعتاد في تقديرك أنت يأخذ فترة أطول أو أقصر والمسافات أيضا قد تراها بشكل مختلف فالخلل الإدراكي للأمور من حولك ناتج عن الاضطراب الكيميائي الذي أحدثه الحشيش في عقلك.
7. الاكتئاب:
هل تعلم أن الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش تزداد نسبة إصابتهم بالاكتئاب 5 أضعفا عن الأشخاص العاديين”
تلك النسبة الهائلة دليل واضح على مدى قدرة الحشيش للإصابة بمرض الاكتئاب، فالخلل الهرموني الحادث في الناقل العصبي السيروتونين و الدوبامين والذي ينخفض أحيانا لأقل مستوياته يتسبب في الشعور بالحزن والتعاسة وما يصاحبه من حالة اكتئاب مستمر.
هل يمكن علاج الاضطرابات النفسية التي يسببها الحشيش؟
من الممكن علاج الاضطرابات النفسية التي سببها الحشيش، ولكن الأمر يتطلب منك التوقف الفوري عن تعاطى المخدر والخضوع لبرنامج علاجي شامل تكون كلمة السر فيه هو العلاج النفسي والذي يعالج أسباب التعاطي ثم وضع خطة لعلاج الاضطرابات العقلية التي سببها المخدر وإعادة للمخ اتزانه الكيميائي مرة أخرى.
1. سحب السموم دون ألم:
بعد أن تتوقف عن التعاطي تواجهك أعراض انسحاب الحشيش يتم علاجها من خلال بروتوكول دوائي فتمر بشكل سهل وبدون أي ألم.
2. العلاج النفسي:
كما سبق وأخبرناك كلمة السر في نجاح خطة العلاج هو العلاج النفسي، وفيه يتم علاج أسباب الإدمان من خلال جلسات علاج نفسي فردي وتأهيل سلوكي يتم فيها الاستماع إليك باهتمام والتحدث مع الطبيب عن مشاعرك والمشاكل التي دفعتك للتعاطي، مع تغيير نظرتك لنفسك وطريقة تفكيرك وسلوكياتك وإحكام السيطرة على الرغبة في المخدر.
علي الجانب الآخر يتم تحديد الاضطرابات النفسيه التي سببها الحشيش وعلاجها سواء بجلسات العلاج النفسي والتي تعيد الاتصال بك وبين الواقع وتصحيح معتقداتك الخاطئة والأدوية التي تعيد للمخ اتزانه الكبيميائي وترجع النواقل العصبية إلى مستواها الطبيعي.
3. التأهيل الاجتماعي:
حتى نضمن عدم عودتك للحشيش نقوم بتدريبك على العيش في العالم الخارجي والتفاعل والاندماج مع الأحداث التي تدور حولك، وتعلم التعامل مع المشاكل ونوبات الاكتئائب والهلع والعزلة التي تشعر بها دون اللجوء للمخدر.
مع الاجتماع مع أسرتك وتدريبهم علي التعامل معك والمشاركة في دمجك الاجتماعي لمنع الانتكاسة.
كلمة أخيرة… الجنون أو ما يعرف بالفصام والاضطرابات العقلية نتيجة طبيعية جدا لتعاطي الحشيش باختلاف درجاته سواء كان بسيط أو حاد، يحتاج منك للحذر الشديد وضروروة التوقف عن تعاطيه وتلقي العلاج.