“العقاقير المخدرة، لا تأخذ ذلك الدواء فسوف تتعود عليه ويسبب لك الإدمان”
جمله قد تقال لك عندما تبدأ في تعاطي دواء مسكن أو مهدئ للجهاز العصبي لعلاج أحد الأمراض، ونظرا لاعتقاد شائع بين الناس أن العقاقير النفسية والمهدئات أو حتى بعض المنشطات مثل الأمفيتامين تسبب الإدمان، نظرا لقدرة ذلك العقار على الاعتماد عليه، ولكن ليست تلك الجملة صحيحة دائما فللعقاقير أنواع ولكل نوع طريقة عمل يجب فهمها ومعرفة الآثار الجانبية الطبيعية والخطيرة، ومتى يمكن أن تسبب لك الإدمان؟ وما هي طرق علاج الإدمان منها؟
ما هي العقاقير المخدرة؟
العقاقير المخدرة هي أدوية طبية طبيعية أو مصنعة معمليا يتم استخدامها في علاج العديد من الاضطرابات النفسية أو بعض الأمراض الجسدية، والتي تهدف إلى تسكين أو تنشيط الجهاز العصبي من خلال التأثير على مراكز المخ وزيادة إفراز النواقل العصبية المسؤولة عن السعادة والنشاط مثل السيرتونين، الأندروفين، النورابنرفين، الدوبامين، والأدرينالين، التي تثير الإحساس بالسعادة والهدوء.
علي الجانب الآخر تلعب تلك العقاقير دور آخر في تأخير انتقال الإشارات العصبية بين مراكز المخ، لذا يتم استخدامها في تسكين الآلام، علاج نوبات الصرع وتشنجات الجسم، وتتعدد أنواعها علي حسب نوع الاستخدام ولكن أيا كان نوع العقار الطبي لا يمكن استخدامه إلا تحت إشراف طبي حتى لا يسبب الإدمان ويحتاج إلى الالتحاق بأحد مراكز علاج الإدمان.
استمر معنا…
استخدامات العقاقير المخدرة:
يتم استعمال العقاقير المخدرة في تسكين الآلام وعلاج الاضطرابات النفسية، وبعض الأمراض الجسدية والتي تشمل:
1. تسكين الآلام الحادة والمتوسطة:
تدخل العقاقير المخدرة وأشهرها مشتقات الأفيون في تسكين الآلام الحادة والمتوسطة من خلال الارتباط بمستقبلات الأفيون في المخ وتقليل انتقال الإشارات العصبية المسؤولة عن الألم، فتقل استجابة الجسم له.
2. علاج فرط الحركة ونقص الانتباه:
يتم استخدام العقاقير المخدرة مثل الأمفيتامينات في علاج فرط الحركة ونقص الانتباه من خلال زيادة إطلاق هرمون الدوبامين المسؤول عن النشاط.
3. علاج الصرع وتشنجات الجسم:
يتم استخدام العقاقير الطبية التي تحتوي على البريجابالين و الجابابنتين في تخفيف نوبات الصرع وعلاج تشنجات الجسم المترتبة عليها، من خلال تقليل انتقال الإشارات العصبية بين خلايا المخ المسؤولة عن حدوث النوبات.
4. علاج القلق والتوتر:
تدخل أدوية البنزوديازيبين في علاج اضطرابات القلق، التوتر، والوسواس القهري عن طريق زيادة إطلاق هرمونات السعادة السيروتونين والأندروفين وبالتالي الحصول على الراحة والاسترخاء.
5. مضادات الاكتئاب:
مضادات الاكتئاب هي أشهر العقاقير المخدرة والمسخدمة في علاج نوبات الاكتئاب من خلال منع امتصاص الناقل العصبي السيروتونين، وبالتالي حدوث استقرار في الحالة المزاجية.
أنواع العقاقير المخدرة:
ليس كما هو شائع العقاقير المخدرة تقتصر على تسكين وتخدير الجهاز العصبي فقط، وإنما هناك أنواع أخرى تعمل على تنشيط وظائف الجسم وتدخل في علاج العديد من الأمراض النفسية، والتي تسبب بعض الآثار الجانبية التي تختفي تلقائيا بعد فترة من الوقت:
1. منشطات الجهاز العصبي:
تستخرج منشطات الجهاز العصبي من مادة الأمفيتامينات والتي تستخدم في زيادة إطلاق هرمون الدوبامين والأدرينالين لتحفيز وظائف الجسم وعلاج حالات نقص الانتباه، فرط الحركة، السمنة المفرطة، وحالات الخدر والاكتئاب، مثل الأديرال، ديكسدرين، وفيفانس، حيث تسبب عند تعاطيها آثار جانبية تشمل:
- زيادة النشاط والطاقة.
- الأرق.
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة ضربات القلب.
- اتساع حدقة العين.
- فقدان الشهية والوزن.
- العصبية.
- الإحساس بجنون العظمة.
2. المسكنات:
تعد مسكنات الألم أو الأفيونات أشهر العقاقير المخدرة والتي تستخدم في تسكين الآلام الحادة والمتوسطة، وتشتق من مادة الأفيون والتي تعمل علي الارتباط بمستقبلات الأفيون في المخ، وتزيد من نشاطها وتقلل الشعور بالألم مثل الأفيون، المورفين، الهيروين، الترامادول، كودايين، أوكسيكوديون، وقطرة ميدرابيد.
وهناك نوع آخر يلعب على نشاط الناقل العصبي جابا والذي يقلل من انتقال الإشارات العصبية في المخ مما يمنع حدوث النوبات، تشنجات الجسم، تسكين الآم، والتهابات الأعصاب والمفاصل مثل دواء ليريكا، ليرولين، نيورونتين، كونفنتين، البريجابالين، الجابابنتين.
وتسبب المسكنات آثار جانبية تشمل:
- الاسترخاء والهدوء.
- النعاس.
- القئ والغثيان.
- الدوخة والدوار.
- الإمسك.
- ضعف التركيز.
- بطء التنفس وضربات القلب.
- الصداع.
اقرأ بالتفصيل عن طرق علاج إدمان قطرة ميدرابيد
3. الأدوية المهدئة:
تستخدم الأدوية المهدئة والمشتقة من مادة البنزوديازبين مثل أتيفان، فاليوم، زاناكس، ديازيبام في علاج حالات القلق، التوتر، واضطراب الوسواس القهري من خلال إطلاق هرمون السيروتونين والأندروفين المسببة للسعادة والاسترخاء، والتي يصاحبها بعض من الآثار الجانبية تشمل:
- دوخة ودوار.
- نعاس.
- جفاف الفم.
- تشوش في الرؤية.
- ضعف التركيز.
- النعاس.
- التعب والإرهاق.
4. حبوب الهلوسة:
حبوب الهلوسة نوع آخر منتشر من العقاقير المخدرة، والتي كان يتم استخدامها في تهدئة الحيوانات وعلاج نزلات البرد أحيانا، وإنما يتم الترويج لها بين متعاطي المخدرات فتسبب حالة من الانفصال عن الواقع وعدم الاستجابة للمؤثرات الخارجية وأشهرها حبة الفيل الأزرق، Lsd، فينثيدلين، DMT وتسبب آثار جانبية تشمل:
- هلاوس سمعية وبصرية.
- ضلالات.
- انفصال عن الواقع.
- تلعثم في الكلام.
- صعوبة في التنفس.
5. المنومات:
العقاقير المنومة تدخل في علاج اضطرابات الأرق والنوم المتقطع سواء كان مصاحب لاضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، أو بسبب أمراض جسدية أخرى، حيث تعلم على تنشيط النواقل العصبية المسؤولة عن الراحة والاسترخاء وبالتالي الدخول في حالة نعاس، وأشهر تلك العقاقير نايت كالم، دوكسيبين، ايستازولام، راملتيون، زاليبلون، وتسبب بعض الآثار الجانبية عند تعاطيها تشمل:
- الرغبة في النعاس.
- الدوخة والدوار.
- ضعف التركيز.
- جفاف الفم.
- الصداع.
6. مضادات الصرع:
الأدوية المضادة للصرع أحد العقاقير المخدرة والتي تعمل علي غلق بوابات الكالسيوم وتقليل انتقال الإشارات العصبية المسببة لنوبات الصرع وأبرزها ليريكا، ليرولين، جاباببنتين، نيورونتين، وكونفنتين، وتسبب تلك الأدوية آثار جانبية تشمل:
- النعاس.
- الصداع.
- ارتعاش الأطراف.
- القلق والتوتر.
أضرار العقاقير المخدرة على المدى الطويل:
الآثار الجانبية للعقاقير المخدرة تختفي تلقائيا بالتوقف عن التعاطي ولا يوجد منها مشكلة، ولكن المشكلة تحدث عند استخدام تلك العقاقير علي المدى البعيد فتسبب اضطراب في كيمياء المخ ووظائف الجسم الحيوية وتشمل:
1. هلاوس سمعية وبصرية:
على المدى البعيد تسبب العقاقير المخدرة اضطراب في كيمياء المخ ينتج عنه هلاوس سمعية وبصرية تتمثل في رؤية أشخاص وسماع أصوات غير حقيقية.
2. اكتئاب حاد:
لأن العقاقير تعمل على زيادة إطلاق النواقل العصبية المسببة للسعادة، لذا مع انتهاء مفعول الدواء يشعر المتعاطي بالاكتئاب الحاد والذي قد يصل للتفكير في الانتحار.
3. نوبات هياج وعنف:
تسبب العقاقير الدخول في نوبات هياج وعنف بسبب الرغبة الشديدة في تعاطي المخدر عند الوصول للإدمان.
4. اضطراب حاد في النوم:
تسبب تلك العقاقير حدوث اضطرابات في النوم ما بين النوم لفترات طويلة والأرق البالغ وخاصة في حالة تعاطى المنشطات.
5. تكرار الوصفات الطبية:
مع الوصول لمرحلة الإدمان يقوم المتعاطي بتكرار الوصفات الطبية والتوجه لأكثر من طبيب للحصول علي الدواء، أو البحث عنه في أكثر من مصدر.
6. إنفاق الأموال:
يصبح الحصول على الدواء هو الشغل الشاغل للمريض ومن أجله يقوم بإنفاق الكثير من الأموال حتى لو كانت أموال الطعام أو الاحتياجات الأساسية.
7. سكتات قلبية:
تؤدي تلك العقاقير إلى اضطرابات حادة في ضغط الدم يصاحبها ضيق في الأوعية الدموية ينتج عنه حدوث تجلطات في المخ والقلب تسبب الإصابة بالسكتات الدماغية والقلبية.
8. الإصابة بالسرطان:
تؤدي العقاقير إلى تنشط الأورام في الجسم ينتج عنها الإصابة بالسرطان أبرزه سرطان الكبد، المعدة، والقولون.
9. ارتعاش الأطراف:
من أضرار العقاقير الطبية على المدى البعيد حدوث ارتعاش في الأطراف بسبب فقدان القدرة على التحكم في الحركات الغير إرادية.
10. فقدان الذاكرة والتركيز:
تتأثر وظائف الذاكرة والتركيز بفعل المخدر فتتعرض للضعف التام نتيجة ضعف وصول الكهرباء إلى المخ.
11. التعرض لخطر الجرعة الزائدة:
مع استمرار التعاطي يصل الجسم إلى مرحلة التحمل، بمعنى أن الجرعة المعتادة لم تعد مؤثرة ولا تمنح الجسم نفس شعور النشوة الأولى مما يدفعه لزيادة الجرعة والتعرض لخطر الجرعة الزائدة و حدوث التسمم.
متى تسبب العقاقير المخدرة الإدمان عليها؟
عند تعاطى العقاقير المخدرة خارج الإشراف الطبي بجرعات كبيرة ولفترات زمنية طويلة، وخلطها بمواد مخدرة أو أدوية آخرى، يؤدي ذلك إلى اعتماد مراكز المخ على المخدر وزيادة مستوى هرمونات السعادة وبالتالي عدم قدرة وظائف الجسم على أداء وظيفتها بشكل طبيعي بدونها إلى جانب ميل إلى زيادة الجرعة لعدم التأثر بـ الجرعة المعتادة وحاجة الجسم للشعور بالنشوة الأولى وهذا ما يعرف بالتحمل الذي يصل للإدمان.
كيفية علاج إدمان العقاقير المخدرة؟
يمر علاج إدمان العقاقير المخدرة بعدة خطوات تهدف إلى التخلص منه نهائيا بدون ألم أو انتكاسة وتشمل:
1. إجراء فحص طبي شامل:
يتم خضوع المريض لفحص طبي شامل وإجراء تحاليل كاملة لمعرفة حالته الصحية وتحديد برنامج العلاج الذي يناسبه.
2. سحب السموم بدون ألم:
هنا يتوقف المريض تماما عن تعاطى المخدر ويتم سحب السموم وعلاج أعراض الانسحاب من خلال بروتوكول دوائي فتمر بشكل سهل بدون أي ألم.
3. العلاج النفسي والتأهيل السلوكي:
العلاج النفسي هو الفيصل في التخلص من إدمان العقاقير المخدرة، وفيه يتم إحداث تغيير شامل وإعادة الثقة إلى المريض مرة أخرى وتعليمه كيف يقاوم الرغبة في التعاطي.
4. العودة للحياة الطبيعية ومنع الانتكاسة:
يتم تأهيل المريض وعودته لحياته الطبيعية مرة أخرى وتعليمه طرق للتعايش دون التعاطي لمنع الانتكاسة.