العلاج النفسي بعد الإدمان هل تعلم أنه يشكل 90% من نجاح خطة علاج الإدمان؟
فقد تعتقد أن أهم خطوة في علاج الإدمان هي خطوة سحب سموم المخدرات من الجسم، ولكن مع أنّ هذه الخطوة في غاية الأهمية، فلا بد من خطوة العلاج النفسي بعد الإدمان حتى لا يذهب التعب المبذول في أثناء سحب السموم باطلا.
ولا تقتصر خُطَّة العلاج النفسي بعد الإدمان على المدة التي تقيمها داخل مراكز معالجة الإدمان فقط، بل تشمل العديد من الجوانب المختلفة نتطرق إليها في هذا المقال، فتابع القراءة معنا…
خطوات العلاج النفسي بعد الإدمان:
تبدأ هذه المرحلة من العلاج في أثناء وجود المدمن داخل مراكز علاج الإدمان، وتستمر حتى بعد خروجه منه، وتشمل هذه الخطوات:
1. تقييم الحالة النفسية:
بعد الانتهاء من مرحلة سحب السموم يتم فحص وتشخيص الحالة النفسية بشكل دقيق وتحديد الأمراض النفسية المترتبة على الإدمان، مع وضع خطة علاج نفسي تناسبك تهدف لتغييرك تماما وعودتك شخص طبيعي مرة أخرى.
2. العلاج النفسي الفردي:
عبارة عن جلسات علاج نفسي فردي تقام 3 مرات أسبوعيا لمدة ساعة تهدف إلى:
علاج أسباب الإدمان الرئيسية:
من المعروف أن أغلب المدمنين يختارون المخدرات بسبب عدم قدرتهم على التعامل مع ضغوط الحياة على نحو سليم، يركز الطبيب النفسي بواسطة الجلسات النفسية الفردية معك على علاج تلك الأسباب وتقوية صحتك النفسية، ومن ثم تتعلم كيف تواجه المشكلات بالعقل والتفكير بدلا من فقدان الوعي بالمخدرات.
تغيير السلوكيات والأفكار:
- تغيير السلوكيات والأفكار السلبية من خلال جلسات العلاج المعرفي السلوكي، وهي جلسات تهدف إلى تحسين وعيك وإدراكه للموقف بطريقة سليمة.
- تشمل هذه الجلسات تدريبك على مواقف حياتية مختلفة، واختبار كيفية تعامله معها حتى يتعلم التصرف بطريقة سليمة عندما تكون بمفرده مع أي موقف من مواقف الحياة.
- تحسن من إدراكك المتعافي لمشكلات حياة الإدمان؛ ما يشجعك على عدم الانتكاسة مرة أخرى وتجعلك تبتعد عن أي مكان أو سلوك من الممكن أن يسبب رجوعك إلى المخدرات مرة أخرى.
3. علاج الأمراض النفسية الناتجة عن الإدمان:
يسبب إدمان المخدرات العديد من الأمراض النفسية، على سبيل المثال: الفصام والاكتئاب والهلاوس السمعية والبصرية والأفكار الانتحارية.
مما يستدعي خطة علاج نفسية مكثفة لاكتشاف هذه الأمراض وعلاجها بأحدث الطرق العلمية؛ حتى تعود للمجتمع بنفسية سوية.
4. علاج نفسي جماعي:
توفر هذه الجلسات بيئة علاجية داعمة أثناء العلاج ، وهي عبارة عن جلسات جماعية تحيطك بأشخاص آخرين يشاركونك نفس رحلتك الجماعية، تستمع فيها لخبرات متعافين آخرين وكيف تمكنوا من الثَّبات في رحلة علاج الإدمان ولم يعودوا مرة أخرى إلى المخدرات.
ويكون ذلك من خلال برنامج ال 12 خطوة، ووهو عبارة عن برنامج روحاني يتكون من 12 مبدأ تقوم بتطبيقه أنت وأشخاص آخرين لتغيير طريقة تفكيرك وسلوكياتك مما يشجعك على الاستمرار في العلاج.
كيف يساعدك العلاج النفسي بعد الإدمان على منع الانتكاسة؟
نستطيع أن نحكم على خطة العلاج النفسي بالنجاح في حال نجحت في مساعدتك على عدم العودة مرة أخرى للمخدرات أو ما يعرف بالانتكاسة.
لذلك يمكن أن تساعد خطة العلاج النفسي في منع الانتكاسة بتوفيرها هذه الفوائد:
1. تأهيلك اجتماعيا:
يهدف التأهيل الاجتماعي إلى ضمان اندماجك بسلاسة مع المجتمع وانخراطك في أعمال مفيدة تجعلك تشعر بالثقة بالنفس والتقدير النفسي والمعنوي من خلال:
تجنب المحفزات:
تتعلم كيفية تجنب أسباب الانتكاسة ومن ضمنها أي محفزات تشجع على التعاطي، و اختيار أماكن الترفيه الخالية من التدخين، والابتعاد عن أماكن السهر الممتلئة بالخمور وأنواع المخدرات كافة، والأشخاص الذين شاركوك حياة الإدمان السابقة.
التعبير عن مشاعرك:
من أهم خطوات إعادة التأهيل النفسي للمدمن هو نجاحك في التعبير عن مشاعرك بطريقة سليمة، حتى تتعلم كيفية التعامل معها وطلب الدعم متى احتاجت.
تعليمك تقنيات الاسترخاء:
والتخلص من التوتر والقلق بطريقة آمنة بدلا من اللجوء إلى المخدرات، وتشمل طرق الاسترخاء تخيل مواقف وأماكن تبث البهجة في نفسك، مع التركيز على تفاصيل المكان من ألوان وأصوات ورائحة.
التنفس بعمق:
تعلم تمارين النفس بعمق وتشمل أخذ نفس عميق من الأنف وحبسه قدر الإمكان، ثم الزفير من الفم ببطء مع تكرار هذه الخطوات عشر مرات.
الحديث الإيجابي الذاتي:
وهو نوع من الصوت الداخلي الذي يمدح النفس ولا يلومها على فترة الماضي بما فيها من أخطاء، والتركيز على جعل المستقبل خاليا من المخدرات.
العلاج النفوري:
الذي يربط كل الذكريات المؤلمة التي حدثت نتيجة الإدمان بفكرة تعاطي المخدرات مرة أخرى، فتنفر من فكرة الإدمان وتتذكر كل الألم الذي مر به إذا عرض عليك أحد تعاطي المخدرات من جديد.
2. استمرار المتابعة بعد العلاج:
لا ينتهي العلاج النفسي بعد الإدمان بخروجك من المركز العلاجي بل نستمر في دعمك ورعايتك من خلال:
- حضور اجتماعات وفقرات علاجية داخل المركز توفر لك الدعم والمساندة وتتابع التزامك بخطة العلاج.
- إعادتك لصفوف الدراسة مرة أخرى أو منحك دورات تأهيليلة لإيجاد فرص عمل وبالتالي إشغال عقلك عن التفكير في المخدر.
- إجراء تحليل مخدرات بشكل دوري لضمان التزامك بخطة التعافي.
كلمة من مستشفى التعافي…
في الختام نود أن نلفت النظر إلى أهمية العلاج النفسي بعد الإدمان، ونشجع كل المتعافين على الخضوع للجلسات النفسية من أجل مستقبل أفضل لهم.
ونتمنى أن يتغير مفهوم المجتمع للجلسات النفسية وعدم وصمها بالعار، حتى يتشجع الجميع على الإقبال عليها والاستفادة منها.