العلاقة بين المخدرات والسرطان بالتأكيد سمعت عنها من قبل، فالاسمان مرتبطان ببعض على مر الزمان، إذ أثبتت الدراسات الطبية زيادة انتشار السرطان عموما، وسرطان الفم والرئة والمعدة خصوصا، بين المدمنين والمدخنين، وعلى الرغم من إنكار أغلب المدمنين لهذه الحقيقة، والترويج على إنها خرافة، فإن العلم له رأي آخر في هذا الأمر، لذلك نتعرف في هذا المقال إلى العلاقة بين المخدرات والسرطان، ونوع السرطان الذي يسببه كل مخدر وكيفية علاج الإدمان والسرطان معا.
حقيقة العلاقة بين المخدرات والسرطان؟
تعد المواد المخدرة من أكثر المواد المسببة للسرطان، فقد أثبتت أحدث الإحصاءات الطبية ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان بين المدمنين؛ إذ وجد أن حوالي 30% من وفيات السرطان سنويا ترجع إلى الإدمان.
وترتفع هذه النسبة في حالة سرطان الرئة؛ فقد وجد أن 80% من حالات سرطان الرئة تحدث بسبب الإدمان، طبقا للتقارير الصادرة من جمعية السرطان الأمريكية.
ومن الجدير بالذكر أن المراهقين الذين يبدأون التدخين في فترة مبكرة من عمرهم، خصوصا مدخني الماريجوانا، يعرضون أنفسهم لخطر الإصابة بأحد أشرس أنواع سرطان الخصية.
كيف تؤدي المخدرات إلى الإصابة بالسرطان؟
في حقيقة الأمر لا تتوقف العلاقة بين المخدرات والسرطان على المواد المخدرة المستخدمة فقط، بل تزيد المواد التي تخلطها على المواد المخدرة -وبعض العقاقير الأخرى المستخدمة بشكل غير مشروع- من احتمالية حدوث السرطان.
إذ أن من أخطر أضرار المخدرات على الجسم التأثير جهازك المناعي، مما يجعله ضعيفا ولا يستطيع مقاومة انتشار الخلايا السرطانية، أو التخلص منها قبل أن تنتشر.
إضافة إلى التأثير المباشر للمواد المخدرة على التركيب النسيجي للخلايا؛ حيث تؤثر هذه المواد على التركيب الخلوي الدقيق، وخصوصا النواة المحتوية على الحمض النووي؛ مما يؤدي إلى تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية.
تبدأ بعدها الخلايا السرطانية في الانتشار سريعا؛ وتتدهور حالتك الصحية في وقت قصير.
ما هي المخدرات المسببة للسرطان؟
نتطرق في هذا الجزء من المقال إلى أنواع السرطان التي يسببها التدخين و كل مادة من المواد المخدرة، حتى نوثق العلاقة بين ظاهرة المخدرات والسرطان.
1. التبغ:
يسبب تدخين التبغ سرطان الفم، المريء، والرئة.
2. الكحول:
الكحوليات هي المسؤولة عن سرطان المريء، الكبد، القولون، والثدي.
3. الماريجوانا:
تسبب الماريجوانا نوعا شرسا من سرطان الخصية.
4. القات:
يسبب القات سرطان الفم والحنجرة.
5. الكوكايين- الشبو- الكبتاجون:
سرطان الكلى هو المترتب على تعاطي المنشطات وخاصة مادة الكوكايين.
6. الستيرويدات:
تسبب الستيرويدات والأدوية التي تحتوي على مواد منشطة الإصابة بسرطان البروستاتا.
ولا تقتصر هذه الأضرار في حالة تدخين الحشيش، الشبو، والكبتاجون عليك وحده، بل تمتد الآثار السلبية إلى المحيطين بك، إذ يسبب التدخين السلبي أضرارا تشبه التدخين الفعلي.
كيفية علاج الإدمان على المخدرات وأمراض السرطان المصاحبة له؟
يهدف علاج الإدمان على المخدرات إلى التوقف عن تعاطي المواد المخدرة، وعلاجك من الشعور القهري الذي يرغمك على تناولها، ويكون ذلك من خلال العلاج الدوائي، العلاج النفسي، السلوكي المعرفي، والتأهيل الاجتماعي ضمن رحلة علاج شاملة تمر ب4 مراحل تشمل:
1. فحص شامل:
في مستشفى التعافي نقوم بفحصك طبيا وإجراء تحاليل شاملة للكشف عن حالتك الصحية والأمراض الجسدية والنفسية المترتبة على الإدمان تتضمن (تحليل مخدرات، تحليل فيروسات، تحليل لوظائف الكبد والكلى)، ثم وضع برنامج علاج دوائي ونفسي مناسب لك.
2. سحب السموم بدون ألم:
سوف تتوقف عن التعاطي ويتم سحب السموم وعلاج أعراض الانسحاب الناتجة من خلال بروتوكول دوائي فتمر بسهولة وبدون ألم، تحت إشراف ورقابة طبية دقيقة.
3. العلاج النفسي والتأهيل السلوكي:
يتم علاجك نفسيا وتغيير سلوكياتك وأفكارك المرتبطة بالمخدر وتعليمك سلوك آخر صحي من خلال:
- جلسات علاج نفسي فردي تعالج الأسباب التي أدت للإدمان، وجلسات تأهيل سلوكي معرفي تغير سلوكياتك وتعلمك السيطرة على الأفكار القهرية التي تدفعك للتعاطي.
- علاج الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان من خلال وحدة التشخيص المزدوج.
- تساعد جلسات العلاج الجماعي على تحفيزك وتشجيعك؛ نتيجة إلى الاستماع لخبرات الآخرين، وأنه يوجد أمل ويوجد متعافون مروا بمثل هذه الأعراض التي تشعر بها أثناء مدة العلاج.
4. التأهيل الاجتماعي ومنع الانتكاسة:
يتم تدريبك على العيش في المجتمع والخروج إلى العالم الخارجي مرة أخرى والتعامل مع الضغوط والمواقف الصعبة بهدوء وبدون الاعتماد على المخدر لمنعك من الانتكاسة.