العوامل النفسية المؤدية للإدمان هل تعلم أن نسبة إدمان المخدرات للمرضى النفسيين 4 أضعاف الأشخاص العاديين؟ تلك النسبة المرتفعة تدل بوضوح على أن الاضطرابات النفسية والسلوكية تشكل عامل أساسي وأهم أسباب الإدمان، ولكن يمكنك منع حدوث ذلك من خلال معرفتها بالتفصيل وكيفية منع تطورها إلى ذلك الحد وطرق علاج الإدمان والتخلص منها نهائيا.
ما هي العوامل النفسية المؤدية للإدمان؟
“جذور الإدمان قد تبدأ من سبب نفسي أدى إليه”
حقيقة ندركها تماما في مراكز علاج الإدمان فعلى الرغم من أن الاكتئاب، القلق، الوسواس، اضطرابات نفسية شائعة ومنتشرة بقوة ولكنها أيضا قد تكون سبب وراء مرض الإدمان الذي قد يدمر حياتك، يتطلب منك الحذر والانتباه بشدة لمتغيراتك النفسية ووقاية نفسك قبل أن يتطور الأمر أكثر.
1. الاكتئاب:
الاكتئاب هو أشهر الاضطرابات النفسية المؤدية للإدمان والذي ينتج من صدمات نفسية، ضغوط عملية وأسرية، مسؤوليات كبيرة لا يمكن تحملها، مشاعر بالدونية وإحساس عارم بالذنب والعار يدفعك للهروب من الواقع وتعاطي المواد المخدرة لمنحك إحساس زائف بالسعادة، من خلال زيادة إطلاق هرموني الدوبامين والسيروتونين المسببان للنشوة والسعادة.
2. اضطراب ما بعد الصدمة:
تعرضك لصدمات عنيفة في الماضي ناتجة عن وفاة أحد المقربين، التعرض لاعتداءات جنسية وجسدية، مواجهة ظروف غير اعتيادية كالحروب والكوارث الطبيعية قد تدخلك في اضطراب ما بعد الصدمة لا تستطيع الخروج منه إلا بتعاطي المواد المخدرة كحالة من الهروب.
3. القلق والتوتر:
إذا كنت تعاني من قلق وتوتر وخاصة عند التعرض لمحفز خارجي فإنك قد تلجأ لتعاطي المواد المخدرة للتهدئة من انفعالاتك وحالة الشد العصبي البالغ التي تتواجد فيه.
4. الوسواس القهري:
وجود فكرة قهرية تلح عليك لتعاطي المخدرات هو حتما أسرع وأسهل وسيلة للإدمان، تلك الفكرة يولدها مرض الوسواس القهري والذي قد تكون جزء منه أو محاولة للهروب من وسواسك لعالم المخدرات.
5. الفصام:
الفصام هو أشهر الاضطرابات العقلية المؤدية إلى تعاطي المخدرات لأنه يؤدي إلى انفصالك عن الواقع وضعف الإدراك وعدم القدرة على اتخاذ قرار سليم قد يدفع نحو الإدمان في النهاية.
6. اضطراب ثنائي القطب:
اضطراب ثنائي القطب وما يصاحبه من تقلبات مزاجية ونوبات هوس واكتئاب حاد يتخللها قرارات مندفعة قد تصل بك في النهاية إلى تعاطي المخدرات والوقوع في الإدمان.
7. اضطرابات النوم:
” حل الأرق هو المخدرات”
جملة قد تقال على سبيل الدعاية ولكن فعلا اضطرابات النوم وعلى رأسها الأرق أشهر المسببات النفسية للوقوع في الإدمان نتيجة تناول العقاقير المنومة لفترات طويلة بجرعات كبيرة قد ينتج عنه حدوث اعتماد نفسي وجسدي عليها وعدم القدرة على العيش دون تعاطيها.
8. اضطرابات الشخصية:
اضطرابات الشخصية وعلى رأسها اضطراب الشخصية المنعزلة والاعتمادية هم الأكثر ميلا لتعاطي المواد المخدرة للهروب من حالة العزلة وعدم القدرة على مواجهة الواقع دون مادة اعتمادية مساعدة.
9. الشعور بالنبذ:
الشعور بالنبذ والوحدة قد يدفعك لتعاطي المواد المخدرة نتيجة البحث عن دوائر اجتماعية جديدة يتم فيها تعاطي المخدرات مما يشجعك على التعاطي للشعور بالألفة والانتماء.
10. حب التجربة:
رغبتك في تجربة المخدرات بسبب شعورك بالملل والفراغ قد يكون بداية انزلاقك للإدمان نتيجة تعلق المخ بالشعور الذي يصنعه المخدر وبالتالي حدوث اعتماد عليه.
11. الرغبة في التمرد:
القهر والعنف الأسري والاجتماعي قد يولدان رغبة قوية لديك في تعاطي المخدرات للتمرد على العالم المحيط ومحاولة لإثبات ذلك من خلال حالة النشوة والثقة الزائفة التي يولدها المخدر.
12. انعدام الثقة بالنفس:
” أنت قبيح” أنت غبي” ستظل فاشل” “لا أحد يحبك”
جمل قد تم يتم ترديدها على مسامعك يوميا منذ الطفولة وحتى لحظات البلوغ وأدت إلى شعور عميق بضعف الثقة بنفسك وعدم الرضا عن مظهرك العام وأدائك العملي مع الشعور بالعجز والدونية وبالتالي رغبتك الشديدة في استبدال تلك المشاعر السلبية بأخرى تمنحك قوة وثقة زائفة تجدها في المخدرات.
13. ضعف الشخصية:
إذا كانت لديك سمات شخصية ضعيفة تميل للاعتمادية والتقليد وعدم القدرة على اتخاذ القرار فقد تكون أكثر عرضة لتعاطي المواد المخدرة والانزلاق للإدمان.
كيفية علاج الاضطرابات النفسية المؤدية للإدمان؟
كلما أسرعت في علاج الاضطرابات النفسية وما يصاحبها من إدمان للمخدرات كلما جنبت نفسك آثاره عقلية خطيرة فيتم علاج الاضطرابات النفسية من اكتئاب، قلق، فصام، وسواس، واضطراب ثنائي القطب في مركز التعافي وما ترتب عليها من اضطراب تعاطي المخدرات من خلال وحدة التشخيص المزدوج والمتخصصة في علاج الاضطرابات النفسية المؤدية والمصاحبة لتعاطي المواد المخدرة من خلال:
1. العلاج الدوائي:
هو عبارة عن أدوية تعيد للمخ اتزانه وتعيد النواقل العصبية إلى مستواها الطبيعي والتي أدت إلى ظهور الاضطرابات النفسية والوقوع في الإدمان.
2. العلاج النفسي والتأهيل السلوكي:
عبارة عن جلسات علاج نفسي وتأهيل سلوكي يتم من خلالها تغيير السلوكيات والأفكار وتعليمك مقاومة الأفكار والرغبة التي تدفعك للتعاطي مع إعادة الثقة لنفسك ومن حولك.
3. التأهيل الاجتماعي ومنع الانتكاسة:
سوف تخضع لجلسات تأهيل اجتماعي لتعلم طرق التعامل مع الاضطرابات النفسيه ومواجهة الضغوط والصدمات بدون اللجوء للمخدر لمنع عودتها و حدوث الانتكاسة مرة أخرى.