الفرق بين الخوف والتوتر والقلق يظهر في الاستجابات العاطفية والجسدية لكل منهما، فهناك اختلافات دقيقة بين الشعور بالتوتر والقلق الخوف، فكيف يمكن تشخيص كل منهم وما الفرق بين الخوف والقلق والتوتر في العلاج والأعراض؟
الفرق بين الخوف والقلق والتوتر:
على الرغم من أن كلاهما يتشابهان هناك فروق بسيط بين الاستجابات العاطفية للخوف والقلق والتوتر تشمل:
1. القلق محاولة للحفاظ على سلامتك قبل الخطر:
القلق هو استجابة عاطفية لتهديد ما غير معروف، وعدم الراحة من شيء غامض أو غير دقيق، كالقلق من عدم الراحة أثناء السير في الشاعر المظلم وحدك، ويكون سبب عدم ارتياحك في هذا الموقف هو الأفكار المرتبطة بالقلق وليس بالشيء نفسه.
أفكار القلق التي تزدحم في رأسك حول ما سيحدث لك لو مشيت في هذا الطريق كالتعرض للسرقة أو غيرها من التهديدات التي يأخذها دماغك على محمل الجد.
وغالبًا ما يكون القلق مصحوبًا بالعديد من الأحاسيس الجسدية غير المريحة مثل تسارع معدل ضربات القلب، والألم في الصدر، والقشعريرة وتبدد الشخصية أو الانفصال عن الواقع، والدوخة والدوار والتعرق المفرط والصدع وآلام العضلات والتوتر والخدر وطنين الأذنين وضيق التنفس واضطرابات النوم والمعدة.
حيث يعد القلق أمر استباقي وعادة ما يعتمد على تهديد متخيل لا وجود له على أرض الواقع أو لم يكن بعد، لكنه يجعلك تستعد للتصرف والتعامل مع التهديد.
2. الخوف يحفاظ على سلامتك وقت الخطر:
الخوف هو استجابة عاطفية لتهديد معروف أو محدد، فإذا كنت تمشي في شارع مظلم، على سبيل المثال، ووجه شخص ما مسدسًا نحوك وقال “أعطني كل ما في جيبك”، فمن المحتمل أن تشعر برد فعل الخوف هنا لأن الخطر حقيقي ومحدد وفوري، وهناك سبب واضح للخوف.
وعلى الرغم من اختلاف استجابتنا تجاه الخطر الحقيقي والخطر المتخيل، إلا أن الخوف والقلق مترابطان فعند المرور بالخوف، يعاني معظم الناس من ردود الفعل الجسدية التي يعاني الشخص المصاب بالقلق.
الخوف يجعلك تتصرف وتتعامل مع التهديد، ولكن إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، سيظل الجسد في حالة استعداد للتصرف، وبالتالي الخوف هو محاولة من جسمك فقط للحفاظ على سلامتك وقت الخطر؛ وتحفز استجابة الجسد للقتال أو الهرب، مع تغيرات جسدية تشمل التنفس السريع وزيادة معدل ضربات القلب والتعرق، يتأثر تفكيرك وشعورك وسلوكك أيضا لأنك عندما تشعر بالخوف، تركيزك الشاغل يكون تلقائيًا هو تجنب التهديد.
3. التوتر سلبي وإيجابي:
التوتر عرض و استجابة عاطفية تحدث عندما يزعجك شيء ما ويفقدك توازنك أو يتسبب في حدوث تغيير ويسمى مصدر التوتر بالضغط.
ويمكن يكون الضغط شيئًا ماديًا في العالم الخارجي، أو شيئًا عاطفيًا داخل نفسك لأنك تشعر أن شيئًا سيئًا سيحدث.
عند وجود قدر ما من الضغط بسيط يكون الأداء عاليا في وقت التوتر، وبالتالي ليس كل التوتر سيئا، فالقليل من التوتر مفيد لك ويمكن أن يمنع العامل في الخارج من ارتكاب أخطاء مع الآلات الخطرة، ويضمن قيادة سائق للحافلة بأمان، ويجعل الطالب يؤدي جيدا في الامتحان.
وعندما يبدأ التوتر في الخروج عن السيطرة عن الحد الآمن، تبدأ عندها الضغوطات في إحداث تأثير سلبي، فلا يعود المتوتر يستطيع التأقلم جيدًا ويبدأ التعب، ويزداد التوتر وينخفض الأداء، وإذا استمرر التوتر، يؤدي إلى الإرهاق واعتلال الصحة والانهيار في النهاية.
تتفاوت القدرات الفردية في التعاطي مع التوتر، فليس هناك حدود معينة ثابتة للجميع للتعامل مع الضغوطات، بل كل شخص يضع الحدود مع نفسه بطريقته لأن الأشياء التي تسبب لنا التوتر ليس من المفترض أن تسببه لغيرنا، فما يجعلنا متوتر ليس هو الضغوط بقدر ما هو طريقة استجابتنا للضغوط.
في العمل، يمكن أن تؤدي عوامل التوتر مثل فقدان العميل أو التهديد بالتكرار إلى أداء أفضل، على الرغم من أن ذلك يعتمد على الفرد في حين أن المستويات المتزايدة من التوتر قد تعمل على المدى القصير، إلا أنها على المدى الطويل يمكن أن تؤدي فقط إلى تدهور الأداء مع زيادة الضغط على الموظفين.
أيهما أخطر؟
نسنتنج من ذلك أن القلق مرض أو اضطراب نفسي أكثر خطورة، والخوف والتوتر هي حالات وأعراض تكون محمودة عند مستوى معين وتنعكس إلى ضرر عند زيادتها عن ذلك المستوى.
أعراض الخوف والقلق والتوتر:
تختلف أعراض الخوف عن القلق والتوتر وتشمل:
أعراض الخوف:
قد يعاني الأشخاص المصابون بالخوف من:
- نوبات الهلع.
- مشاعر الخوف
- تسارع ضربات القلب.
- التعرق المفرط .
- القشعريرة.
- مشاكل التنفس.
- الدوخة.
- الوخز أو التنميل في اليدين.
- ألم الصدر وآلام المعدة والغثيان.
- القلق المفرط
- الخوف من أماكن الخوف
أعراض القلق:
قد يكون القلق مرضا نفسيا في حد ذاته أو كعرض من أعراض المرض النفسي حيث يظهر القلق في اضطراب نوبة الهلع واضطراب القلق المعمم واضطرابات الرهاب، والوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة، وهذه هي الأعراض العامة للقلق:
- القلق المفرط.
- الهياج والغضب.
- التعب.
- صعوبة التركيز.
- توتر العضلات.
- الأرق
- ضربات قلب سريعة.
- التعرق الغزير.
- ضيق في التنفس وضيق الصدر.
- الغثيان.
- الخوف من الموت.
أعراض التوتر:
يتفاعل الجسم مع التوتر بإفراز الهرمونات، وتجعل هذه الهرمونات عقلك أكثر يقظة، وتتسبب في توتر عضلاتك، وتزيد من نبضات قلبك، وردود الفعل هذه جيدة على المدى القصير لأنها يمكن أن تساعدك في التعامل مع الموقف الذي يوترك، فهذه طريقة جسمك الطبيعية في حماية نفسه.
لكن عند الضغط المزمن، يظل جسمك يقظًا حتى في حالة عدم وجود خطر، وبمرور الوقت، يعرضك هذا لخطر المشكلات الصحية، بما في ذلك:
- ضغط الدم المرتفع.
- السكتة القلبية.
- السكري
- السمنة.
- الاكتئاب أو القلق.
- مشاكل الجلد، مثل حب الشباب أو الإكزيما.
- مشاكل الدورة الشهرية.
- الإسهال أو الإمساك
- ضعف التركيز والتذكر
- الأوجاع والآلام المتكررة
- الصداع.
- نقص الطاقة أو التركيز
- مشاكل جنسية.
الفرق بين الخوف والقلق والتوتر في العلاج:
الفرق بين الخوف والقلق والتوتر يظهر رغم كونهم مشاعر وردود فعل طبيعية، وبالرغم من هذا إلا أنهم قد يمثلوا مشكلة طاغية، تسيطر على حياتك وتزعجك ولا تستطيع العيش معها، أو العمل وفي هذه الحالة يمكنك الاستفادة من بعض العلاجات النفسية والأدوية المتخصصة لعلاج هذه الحالات عند حروجها عن السيطرة وتأثيرها على حياتك وتدميرها لصحتك حيث يمكن علاجها من خلال:
1. العلاج النفسي:
أفضل ما يقدمه العلاج النفسي لك، هو تشخيص إصابتك بالتوتر والقلق أو الخوف والهلع نتيجة مرض نفسي أم لا، ثم إعطاءك خيارات العلاج النفسي المختلفة سواء العلاج بالتعرض للمخاوف والقلق والضغوط وإدارة استجابتك لها.
كما يعطيك العلاج النفسي السلوكي الأدوات التي تحتاجها لممارسة الصحة النفسية والتخلص من الضغوط وتقليل التوتر في حياتك، وإدارة المخاوف والقلق عند ظهورهم.
2. العلاج الدوائي:
يتوفر للخوف والقلق والتوتر المفرط أيضا بعض الأدوية النفسية كمضادات القلق والاكتئاب وهي فعالة جدا في علاج بعض الحالات وتخفيف القلق المتزايد عليك واستعادة القدرة على النوم والعمل والعيش.
كلمة من مستشفى التعافي…
على الرغم من التشابه الكبير بين الخوف والقلق والتوتر إلا أن هناك اختلاف بينهما يظهر في كون القلق مرض، والخوق والتوتر أعراض أو حالات.