المنشطات هل اقترح عليك أحد أصدقائك في السابق تناولها لزيادة قدرتك الجنسية؟ اقترب موعد اختبارك النهائي وتريد أقراص تزيد من تركيزك ومعدل نشاطك؟ قد تبدو الحبوب المنشطة وأشهرها الأمفيتامين حل رائع بالنسبة لك يحقق لك أهدافك، ولكنها أيضا سوف تريك وجه سئ قد يقلب تلك الفوائد لنتائج عكسية، تندم معها على تفكيرك في التعاطي، لذا وقبل أن تفكر فيها أعرف أنواعها، وتأثيرها عليك، وهل يمكن أن تسبب لك الإدمان أم لا ؟
ما هي المنشطات؟
تعرف المواد المنشطة بكونها مواد تم استخراجها من مادة الميثامفيتامين المصنعة معلميا والمشتقة من الأمفيتامينات المنشطة للجهاز العصبي، والتي تهدف إلى زيادة إفراز النواقل العصبية في المخ مثل الدوبامين والأدرينالين المسؤولة عن النشاط وزيادة الطاقة والقوة البدنية، مما ينعكس على وظائف الجسم المختلفة سواء كانت الوظيفة الجنسية أو البدنية.
علي الجانب الآخر فإن للمنشطات تأثير فعال على القدرات العقلية مثل التركيز،الانتباه، والنشاط الذهني حيث تزيد من نشاطها بشكل بالغ، ولكن علي أيضا لها تأثير جانبي شديد الخطورة يقلب تلك المميزات لنتائج عكسية، فقد يصل بك للإدمان والذي لن تتخلص منه سوى بتناول أدوية علاج الإدمان.
استمر في القراءة…
استخدامات المنشطات:
تتعدد استخدامات المنشطات المتداولة بين الناس وتشمل:
1. زيادة القدرة الجنسية:
العلاقة بين الكبتاجون والجنس قوية، يتم استخدام العقاقير المنشطة في زيادة القدرة الجنسية، نظرا لقدرتها علي إفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن النشاط، مع سرعة انتقال الإشارات العصبية من المخ إلى الجهاز التناسلي وبالتالي تقوية الانتصاب.
2. زيادة النشاط البدني للرياضيين:
نظرا لما تسببه المواد المنشطة من زيادة في إفراز هرمونات الطاقة والنشاط فإنها تزود معدل النشاط البدني، الطاقة، القدرة على العمل، وممارسة الرياضة لساعات طويلة ولذلك يتم استخدامها من قبل الرياضيين.
3. علاج فرط الحركة ونقص الانتباه:
تدخل العقاقير المخدرة في علاج حالات فرط الحركة وما يصاحبها من نقص في الانتباه والتركيز حيث تعوض النقص الحادث في الهرمونات المسؤولة عن النشاط، وتزيد من القدرات الإدراكية للمريض المتمثلة في التركيز، الذاكرة، والتخطيط.
4. علاج الخدر الناتج عن الاكتئاب:
قد يتم استخدام الأدوية المنشطة في علاج حالات الخدر، النعاس، والهبوط الحاد في الطاقة الناتج عن مرض الاكتئاب لكونها تحفز من تركيز النواقل العصبية المسؤولة عن النشاط.
أنواع المنشطات:
تتواجد المنشطات في نوعين أحدهما مشروع يتم تناوله تحت إشراف طبي مثل الأديرال، كونسيرتا، ريتالين، والآخر وهو محور حديثنا وهي المنشطات الممنوعة والمصنفة ضمن المخدرات عالية الخطورة وتشمل:
1. الأمفيتامينات(الكبتاجون – الكريستال ميث- الشبو):
الأمفيتامينات مواد منشطة عالية الخطورة ومنها يتم استخراج مادة الميثامفيتامين العنصر الأساسي في مادتي الكبتاجون والشبو أشهر أنواع المخدرات التي يتم تناولها بين الناس، والتي تعمل على تحفيز وظائف الجسم والجهاز العصبي، نظرا لقدرتها على زيادة هرمون الدوبامين والأدرينالين المسؤولان عن النشاط في الجسم، وبمجرد التعاطي سوف تشعر بنشوة بالغة سرعان ما تنتهي لتحل محلها مشاعر سلبية تتضمن خوف واكتئاب حاد.
ويتم تعاطي الأمفيتامين عن طريق البلع أو التدخين، ويسبب آثار كارثية للحالة الصحية على المدى القريب والبعيد.
2. الكوكايين:
يعد الكوكايين واحد من أشهر وأخطر أنواع المخدرات المنشطة للجهاز العصبي، والتي يتم استخراجها من نبات الكوكا، وينقسم إلى نوعين “مخدر كوكايين الكوكا”، و “مخدر كوكايين الكراك” وهو عبارة عن صخور بلورية صلبة يتم تفتيتها للحصول علي المخدر، حيث يأتي في صورة مسحوق أبيض اللون يتم استنشاقه أو تدخينه، وقد يسبب الإدمان من المرة الأولى التعاطي.
3. المنشطات الموصوفة طبيا:
لا تقتصر المنشطات علي الأنواع المخدرة أو المحظورة فقط، بل هناك أنواع أخرى يتم تداولها طبيا تحت إشراف طبي دقيق وأبرزها أديرال، ريتالين، كونسيرنا ، فيفانس، والتي يتم استخدامها في علاج حالات فرط الحركة ونقص الانتباه والتركيز عند الأطفال، وعلى الرغم من فوائد تلك الأدوية الطبية إلا أنه كثيرا ما يتم إساءة استخدامها وخاصة من قبل الطلاب الذين يسعون إلى وسائل تزيد من قدراتهم الإدراكية وقوة التركيز حتى يصلوا في النهاية إلى الإدمان عليها.
الآثار الجانبية للمنشطات:
تسبب المواد المنشطة مجموعة من الآثار الجانبية عند التعاطي تشمل:
1. زيادة الطاقة والنشاط:
بمجرد تناول تلك المواد سوف تشعر بجرعة من مشاعر الطاقة، النشاط بداخلك، والقدرة علي القيام بأي عمل مهما بلغت صعوبته بسبب الإطلاق المفاجئ والعالي لهرمونات السعادة الدوبامين والأدرينالين.
2. الشعور بالنشوة والسعادة:
سوف تشعور بنشوة بالغة كأنك تطير مع السحاب وذلك لزيادة مستوى الناقل العصبي الدوبامين المسؤول عن النشوة والسعادة.
3. اتساع حدقة العين:
تؤدي المنشطات إلى حدوث تشنجات في عضلات الجسم وخاصة عضلة العين لذا تلاحظ اتساع في الحدقة قد يسب بعدها حساسية في قاع العين فيما بعد
4. أرق شديد:
سوف يصبح النوم أمر عسير جدا بسبب حالة التنبيه التي تتواجد فيها المراكز العصبية في المخ والتي تؤدي إلى الشعور بالأرق بعد ذلك.
5. زيادة ضربات القلب:
تؤدي تلك المنشطات إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم يترتب عليه زيادة كبيرة في ضربات القلب، سرعة في التنفس، مع الشعور بالنهجان وآلام الصدر.
6. فقدان الشهية:
تسبب المنشطات فقدان تام في الشهية بسبب زيادة في نشاط هرمون اللبتين المسؤول عن الشبع وبالتالي انخفاض في الوزن.
7. الثرثرة وكثرة الكلام:
الرغبة في الكلام هي أكثر ما تشعر به عند تناول المنشطات ولكنها ثرثرة بلا فائدة ولا معني حيث تميل للكلام لمجرد الكلام والانتقال بين المواضيع بدون هدف والمقاطعة المتكررة لمحدثك.
8. ارتفاع درجة الحرارة:
من أخطر الأعراض علي الإطلاق حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم يصاحبها احمرار وعرق غزير، وجفاف في الفم.
هل المنشطات تسبب الإدمان؟
يسبب تعاطى المنشطات إلى زيادة إفراز هرمون الدوبامين وبالتالي يتعود الجسم علي ذلك المستوى المرتفع من الناقل العصبي ويعتمد على المخدر للحصول عليه، ولا يكتفي بذلك بل يميل لزياد الجرعة، لأن الجرعة المعتادة لم تعد مؤثرة وبالتالي يحتاج الجسم إلى الحصول علي تاثير أكبر من النشوة، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التوقف عن التعاطي.
مازال لدينا المزيد…
أضرار تعاطى المنشطات:
تسبب المنشطات آثار جانبية شديدة الخطورة على المدى البعيد تشمل:
1. ضلالات وهلاوس:
تسبب المنشطات خلل في كيمياء المخ ينتج عنه اضطرابات ذهانية حادة مثل الضلالات التي تتمثل في اعتقاد الشخص بأفكار غير منطقية كوجود منظمة تحاول خطفك أو أن من حولك يريدون قتلك، إلى جانب الهلاوس السمعية والبصرية التي تظهر في رؤية أشخاص وسماع أصوات غير حقيقية.
2. اكتئاب حاد:
علي عكس آثار التعاطي الأولى سوف تدخل في نوبات اكتئاب حاد بسبب انتهاء مفعول المخدر وانخفاض في مستوى الدوبامين يترتب عليه الشعور باكتئاب يتطور إلى الرغبة في الانتحار.
3. نوبات هياج وعنف:
تسبب تلك المنشطات تحفيز للمراكز العصبية في المخ مما يؤدي إلي الدخول في نوبات هياج وعنف قد تصل للتفكير في الانتحار.
4. سكتات قلبية ودماغية:
نظرا للارتفاع الحاد في ضغط الدم يؤدي ذلك إلى حدوث ضيق في الأوعية الدموية وانفجار في الشرايين يترتب عليه سكتات قلبية ودماغية تصل إلى الوفاة.
5. ضعف جنسي:
تؤدي المنشطات ومع استمرار التعاطي إلى تدمير في الحياة الجنسية بسبب حالة التعب والإرهاق التي يتواجد فيها الجسم، على الجانب الآخر يسبب سلوكيات جنسية عنيفة قد تسبب جروح وكدمات أو انتقال الأمراض المعدية في حالة ممارستها مع شركاء يحمل نفس الأمراض.
6. فقدان الذاكرة والتركيز:
مع استمرار التعاطي فإن مراكز التركيز والذاكرة تتعرض للضعف الشديد بسبب وجودها في نشاط دائم ومستمر بدون وجود فترة للراحة مما يترتب عليها ضعف تام في الذاكرة والانتباه.
7. تليف الكبد:
تؤثر المنشطات بشكل بالغ على وظائف الكبد فتسبب ضعف في وظائفه نتيجة تراكم كميات كبيرة من السموم في الجسم وعدم قدرة الكبد على التخلص منها مما يسبب حدوث تليف.
8. فشل كلوي:
من أخطر أضرار المنشطات حدوث فشل كلوي ناتج عن ارتفاع نسبة السموم المرتفعة في الجسم.
9. تدمير أغشية الأنف:
تؤدي المنشطات وخاصة الكوكايين منها إلى تدمير الأغشية المخاطية في الفم ينتج عنه نزيف الأنف وفقدان حاسة الشم.
كيفية علاج إدمان المنشطات؟
يحتاج علاج إدمان المواد المنشطة إلى الخضوع لبرنامج علاجي شامل يهدف إلى تنظيف الجسم تماما من السموم والتخلص من الاعتماد الجسدية على المواد المنشطة، ثم البدء في مرحلة العلاج النفسي ومنع الانتكاسة و يمر علي 3 مراحل تشمل:
1. علاج أعراض الانسحاب دون ألم:
بعد التوقف عن التعاطي يتم سحب السموم وعلاج أعراض الانسحاب دون أن تشعر بأي ألم من خلال بروتوكول دوائي وتحت إشراف طبي دقيق.
2. التأهيل النفسي والسلوكي:
تهدف مرحلة العلاج النفسي إلى إحداث تغيير شامل في حياة المريض وتغيير سلوكياته السلبية واستبدالها بأخرى ايجابية، وإعادة الثقة إلى نفسه مرة أخرى.
منع الانتكاسة:
لا تكتمل رحلة العلاج دون التأهيل الاجتماعي وتدريب المريض على الاندماج في المجتمع والرجوع للحياة الطبيعية، ومواجهة المشاكل والضغوطات الصعبة بهدوء دون اللجوء للمخدر لمنع الانتكاسة.