المورفين؛ أشهر أنواع المسكنات وهو مادة طبية استخدمت في العديد من الأغراض وسكنت ألم العديد من المرضى وساعدتهم على النوم بعد يوم شاق من معاناة المرض.
ولكن لم يبق الحال كما هو عليه، كعادة بعض البشر في تحويل الأشياء المفيدة إلى أشياء ضارة بسوء استخدامها، حول بعض الخارجين عن القانون هذا العقار إلى مادة مخدرة يتداولونها لأغراض غير طبية.
فما هي نتيجة إدمان المورفين؟ وما هي أضراره؟ وهل يمكن علاج إدمان المورفين؟ كل هذه المعلومات نتعرف إليها في هذا المقال فتابعوا معنا…
ما هو المورفين؟
يرجع اسم المورفين إلى اسم الإله “مورفيس” وهو إله الأحلام عند الإغريق، في الحقيقة أطلق العالم الذي نجح في استخراج المورفين من الأفيون هذا الاسم عليه للعديد من الأسباب.
ربما للأحلام الغريبة التي يراها الشخص بعد تعاطيه كنوع من الهلاوس، أو لأنه ساعد المرضى الذين لا ينامون بسبب الألم على النوم لما له من قدرة فائقة على تسكين الألم يمثاله في ذلك دواء النالوفين.
تستخرج مادة المورفين من نبات الأفيون مما جعلها تحل محله في الأغراض الطبية بهدف تسكين الألم الشديد والمتوسط.
فيؤثر المورفين على درجة استجابة مراكز الإحساس بالألم في المخ إلى الإشارات الواردة إليها من أماكن الألم، مثل: المفاصل الملتهبة وأماكن الجروح بعد الحوادث والعمليات الجراحية وآلام السرطان.
دواعي استعمال المورفين:
يتميز المورفين بقدرة هائلة على تسكين الألم مما يجعله مناسبا لهذه الأغراض:
- تسكين الألم بعد الجراحات الكبيرة.
- تخفيف الألم بعد الحوادث والكسور.
- تقليل الألم في الحالات المتأخرة من السرطان.
- علاج التهابات المفاصل والروماتويد.
- في الطوارئ في بعض حالات المغص الكلوي الشديد.
على أن استعمال المورفين في هذه الاغراض الطبية مرهون بالإشراف الطبي الدقيق وتحديد الجرعة بدقة، على أن يكون استخدامه أقصر مدة ممكنة حتى لا يسبب الإدمان.
طرق تعاطي المورفين:
- تتعدد أنواع المورفين من حيث التركيز والشكل، فنجد أن بعض المدمنين يتعاطون المورفين عن طريق:
- البلع.
- الحقن الوريدي بعد حله ليصبح قابلا للحقن.
- الشم بعد طحن الأقراص وتحويلها لبودرة بيضاء.
وربما يخلط المدمنون على المورفين بعض أنواع المخدرات الأخرى، لزيادة تأثيره على الجهاز العصبي المركزي، ولكن هذا التصرف يزيد من خطورة المورفين على الحياة وقد يسبب الوفاة.
متى يبدأ مفعول المورفين؟
تختلف مدة بدء مفعول المورفين حسب طريقة تعاطيه، إذ يبدأ المفعول بعد حوالي ساعة من تناول أقراص المورفين.
بينما يكون المفعول أسرع في حالات الحقن الوريدي أو الحقن العضلي أو تحت الجلد؛ إذ يظهر المفعول بعد عشرين دقيقة على الأكثر وربما أسرع من ذلك.
يساعد مفعول المورفين على تهدئة الجسم والشعور بالاسترخاء والنعاس؛ لذلك يشعر الشخص بالهدوء والرغبة في النوم والسعادة لتخلصه من الألم.
الجدير بالذكر أن الجسم يعتاد مفعول المورفين سريعا، مما يحتم زيادة الجرعة للشعور بنفس الإحساس، الأمر الذي يؤدي إلى الإدمان والإفراط في جرعة المورفين إلى حد الجرعات الزائدة التي قد تسبب الوفاة.
أعراض تعاطي المورفين:
تحدث هذه الأعراض من تعاطي المورفين، نذكر من أعراض تعاطي المورفين:
- الشعور بالخمول والنعاس.
- الشعور بعدم الاتزان والدوخة.
- النعاس الشديد.
- عدم الاستجابة للمهام المطلوبة وتصرفه بلا مبالاة.
- ضيق حدقة العين عن الحجم الطبيعي.
- الشعور بالغثيان والرغبة في القيء.
- فقدان الشهية وانخفاض الوزن.
- اضطراب حركة الأمعاء والإمساك.
- ضعف الانتصاب.
- العصبية وسوء المزاج.
- بطء معدل ضربات القلب ومعدل التنفس.
أضرار المورفين:
تنتج العديد من الأضرار الجسدية والنفسية والسلوكية نتيجة الاستخدام الخاطئ لعقار المورفين، نذكر من أضرار المورفين:
الأضرار الجسدية لإدمان المورفين:
1. فقدان الوزن وضعف عام في الجسم:
يسبب المورفين ضعف الشهية إضافة لعدم اهتمام المدمن بالطعام بل يكون كل اهتمامه نحو المخدر؛ ومن ثم يفقد الوزن وتضعف صحته.
2. تشوش الرؤية:
من المعروف تأثير المورفين على قدرة المدمن على الرؤية الواضحة تمييز الألوان والتركيز في تفاصيل الصور، مما ينعكس على قدرته على قيادة السيارة ويعرضه ومن حوله للكثير من الحوادث المميتة.
3. مشكلات في الجهاز البولي:
يشعر المدمن بألم في أثناء التبول إضافة لتأثير المورفين الضار على وظائف الكلى.
4. مشكلات الجهاز الهضمي:
إضافة لفقدان الشهية يسبب المورفين اضطراب حركات الجهاز الهضمي ويزيد الشعور بالقيء والإمساك.
5. تلف الكبد:
يعد الكبد أهم عضو مسؤول عن محاربة السموم التي تدخل الجسم ومن ضمنها الأدوية والمخدرات، لذلك تلف خلاياه نتيجة التعرض الزائد لسموم المورفين وتتأثر وظائفه على نحو سلبي.
6. الإصابة بالفيروسات:
بسبب تبادل الحقن بين المدمنين دون تعقيم، يصبح المدمن أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات الوبائية مثل: فيروس بي وفيروس سي وفيروس نقص المناعة المعروف بالإيدز.
7. التهابات الأوردة:
بسبب كثرة حقن المورفين في الأوردة تتلف الأوردة وتلتهب وتسبب العديد من المشكلات.
أضرار المورفين على الصحة الجنسية:
كثرت الأقاويل حول علاقة المورفين والجنس، وعن مدى سعادة من جربوه في أثناء العلاقة الجنسية وعدم شعورهم بالتعب،
بينما في الواقع تلك الأضرار في البداية فقط، و يوجد العديد من الأضرار للمورفين على الصحة الجنسية للرجال والنساء خصوصا مع تكرار تعاطيه، منها:
1. ضعف الانتصاب:
يسبب المورفين ضعف الانتصاب الذي قد يتدهور إلى عجز جنسي تام، على عكس ما ينتشر من إشاعات عن تحسينه للصحة الجنسية.
2. انخفاض الرغبة الجنسية:
بسبب انشغال المدمن بالبحث عن المورفين والاضطرابات الهرمونية التي تنتج عنه، تقل الرغبة الجنسية عند الرجال مما ينعكس على حياتهم الزوجية ويسبب مشكلات أخرى.
2. صعوبة حدوث الحمل:
يؤثر المورفين على توازن الهرمونات الجنسية عند النساء وعليه تحدث مشكلات في انتظام التبويض وتقل فرص حدوث الحمل بشكل طبيعي.
3. مشكلات الحمل:
في حالة حدوث الحمل وتعاطي النساء للمورفين في أثناء الحمل، عادة ما يؤثر المورفين على نمو الجنين ويسبب حدوث الإجهاض أو التشوهات الخلقية للطفل.
أضرار المورفين على الصحة النفسية:
نظرا لتأثير المورفين على كيمياء المخ والجهاز العصبي المركزي، تحدث هذه الأعراض النفسية:
1. صعوبة النوم:
على الرغم من مساعدة المورفين على الاسترخاء في بداية تعاطيه، إلا أن المورفين يؤثر سلبا في جودة النوم، الأمر الذي ينعكس على تركيز الشخص ويشعره بالصداع المستمر وعدم التركيز وعدم الاتزان.
2. الهلاوس السمعية والبصرية:
نظرا لتأثير المورفين على كيمياء المخ يرى المدمن العديد من الهلاوس البصرية ويسمع أيضا هلاوس سمعية لا تمت للواقع بصلة، وعليه يتأثر تفكير الشخص ويميل للعزلة خوفا من الناس أو يفكر في أفكار انتحارية.
3. اكتئاب حاد:
نتيجة اضطراب الهرمونات المسؤولة عن المزاج يشعر المدمن بالاكتئاب كلما قل تركيز المورفين في الدم، ويسبب الاكتئاب الأفكار الانتحارية للمدمن.
4. سوء الأخلاق:
تنحرف سلوكات المدمن وتصرفاته وينجرف في الأفعال المنحرفة من سرقة ونصب واحتيال للحصول على الأموال بهدف شراء المورفين.
5. تفكك الأسرة:
نظرا لسوء سلوك المدمن خصوصا لو كان الزوج، يهمل مهامه الأسرية ويكون قدوة سيئة لأبنائه إضافة لسلوكه العنيف الذي ينفر الزوجة منه.
6. ترك العمل:
بسبب عدم تركيز المدمن ولا مبالاته وإهماله لعمله يتعرض للفصل من العمل أو المدرسة لو كان طالبا مما يؤثر سلبا على مستقبله.
اقرأ بالتفصيل عن أخطر أضرار حقن المخدرات واشهرها الادز والشلل.
هل المورفين يسبب الإدمان؟
يبدأ الأشخاص في تعاطي المورفين لأي سبب طبي، وبقصد أو دون قصد لا يلتزمون بتعليمات الطبيب في مدة تعاطي المورفين وجرعته، فيعتاد الجسم على وجوده ولا يستطيع الشخص التوقف عن تعاطيه.
وأحيانا قد يتعاطى بعض الأشخاص المورفين دون أي داع طبي له؛ بغرض تجربة الاسترخاء أو كمنشط جنسي بعد سماع الآخرين يتحدثون عنه، وبمرور الوقت يتعود الجسم عليه بسبب زيادة إفراز هرمونات السعادة ويميل لزيادة الجرعة مما ينتج عنه حدوث الإدمان.
علاج إدمان المورفين:
نظرا لصعوبة أعراض انسحاب المورفين يصعب علاج إدمان المورفين في المنزل، ولا بد من اللجوء لأحد مراكز علاج الإدمان لطلب المساعدة حتى تمر فترة العلاج دون ألم أو أي مشكلات أخرى، وتتلخص خطوات علاج المورفين في خمس خطوات، وهي:
1. إقناع المريض بأهمية العلاج:
كلما كان المريض مقتنعا بفكرة العلاج كانت رحلة العلاج سهلة ومجدية وأسرع، ولكن بسبب الهلاوس التي يعانيها المدمن وما تسببه من عدم الشعور بالأمان تجاه الآخرين، يصعب على المدمن الاطمئنان لأي شخص ويظن أنه يرغب في آذيته.
لذلك نحتاج إلى شخص مقرب له ليحاول إقناعه بكل هدوء وصبر وحب واحتواء، حتى يسمع له المدمن ويقتنع بفكرة العلاج.
2. تقييم المدمن:
بعد اقتناع المدمن بالخضوع إلى العلاج في أحد مراكز علاج الإدمان يقيمه الأطباء النفسيين، وبناء على هذا التقييم المتضمن للفحص الجسدي والنفسي والتحاليل، يقرر الأطباء خطة العلاج المناسبة.
3. سحب سموم المورفين دون ألم:
يواجه المدمن مشاكل أعراض انسحاب المورفين المذكورة سابقا، ولكن يحرص الأطباء على إعطائه الأدوية المناسبة حتى تساعده على تجاوز هذه الأعراض المزعجة.
4. العلاج النفسي:
يهتم الطبيب النفسي بحالة المريض النفسية ويقسم خطة العلاج إلى محورين:
- أولا جلسات نفسية فردية: تهدف إلى معرفة أسباب الإدمان وكيف يمكن مواجهتها وكذلك علاج الأمراض النفسية الناتجة عن إدمان المورفين.
- المحور الثاني: هو برنامج مخصص طوره مركز التعافي يعرف ببرنامج ال 12 جلسة، وهو برنامج علاجي نفسي يشمل جلسات نفسية جماعية تجمع عددا من المتعافين لتبادل الخبرات والدعم النفسي، وتعلمه كيف يسيطر علي أفكار التعاطي والرغبة في المخدر.
5. التأهيل الاجتماعي:
مع انتهاء مراحل العلاج السابقة يكون المتعافي جاهزا للعودة إلى الحياة الطبيعية، لذلك يجهز المركز خطة تأهيلية لمساعدته على الانخراط في المجتمع بنجاح وقوة.
ويستمر التواصل بين الأطباء والمتعافي لضمان استمرار الدعم والمشورة اللازمين لاستقرار المريض وعدم عودته للإدمان مرة أخرى.
أسئلة شائعة عن المورفين:
مدة بقاء المورفين، أعراض الانسحاب، والعلاقة بينه وبين الترامادول، كلها أسئلة تدور في عقلك، وإليك كافة إجابتنا عليها.
يمكن اعتبار الترامادول أهم بديل للمورفين، نظرا لانتمائهما لنفس عائلة المسكنات الأفيونية وقدرتهما الشديدة على تسكين الألم، لذلك لهما نفس الاستخدامات الطبية. وفيما يخص الإدمان نجد أن كلا المادتين له نفس التأثير تقريبا على الجهاز العصبي المركزي، وعلى كيمياء المخ والهرمونات المسؤولة عن الحالة المزاجية، ولكن الفرق الملحوظ بين المورفين والترامادول، هو أن كفاءة عمل المورفين أكثر عشرة أضعاف من قوة الترامادول؛ ومن ثم إذا أراد الأطباء استبدال المورفين بالترامادول احتاجوا تركيزا عاليا جدا من الترامادول مقارنة بجرعة المورفين المستخدمة.
تختلف مدة بقاء المورفين في الجسم من عضو إلى آخر، فنجد أنه يحتاج مدة سبعة أيام ليختفي من البول بينما يحتاج إلى أربعة أيام على الأكثر ليخرج من الدم. وتختلف هذه المدة من شخص إلى آخر حسب عمر الشخص ووزنه وحالته الصحية، إضافة لمدة تعاطيه للمورفين وجرعته.
تظهر أعراض الانسحاب بعد مرور 12 ساعة على آخر جرعة من المورفين، وتنقسم الأعراض إلى أعراض مبكرة وهي رغبة في المخدر، آلام حادة، سيلان في العين والأنف، اضطراب ضربات القلب، أما الأعراض المتأخرة فتكون اكتئاب حاد، قئ وغثيان، نوبات هياج وعنف. ما العلاقة بين المورفين والترامادول؟
ما هي مدة بقاء المورفين في الجسم؟
ما هي أعراض انسحاب المورفين؟
كلمة من مستشفى التعافي…
نعلم مدى قدرة المورفين على تسكين آلام وإحساسك بالراحة والاسترخاء، ولكن احذر أن تخرج بالدواء عن الإشراف الطبي، وإلا تواجهك آثار جانبية خطيرة والتي قد تصل بك للإدمان.