تجربتي مع تريتيكو بدأت منذ 3 سنوات عندما أصبت بالاكتئاب الذي أثر على حياتي بشكل كبير وحرمني من أي متعة منها، ففي البداية تجاهلت أعراضه واعتبرته مجرد حالة حزن ناتجة عن ضغوط الحياة وسوف تنتهي تلقائيا بمرور الزمن، ولكن الأعراض كانت تتفاقم بشكل أكبر وزادها صعوبة شعور مستمر بالقلق والأرق المستمر الذي تخلله كوابيس حرمتني من النوم والراحة، وربما كان العامل الأكبر الذي دفعني نحو العلاج وأنا أشعر بتردد بالغ وخاصة مع خوفي من الأدوية ولكن معاناتي اليومية تغلبت على ذلك التردد.
وبالفعل بدأت رحلتي مع علاج الاكتئاب و توجهت إلي العديد من الأطباء اللذين قاموا بوصف أدوية مضادة للاكتئاب للتخفيف من أعراضه، وكنت التزم بالوصفات الطبية التي أظهرت فعالية كبيرة في السيطرة على الأعراض ولكن علي الجانب الآخر كشفت عن آثار جانبية صعبة أثرت علي حياتي بشكل كبير واضطرتني للتوقف عنها، وأنا أقع بين ناري ظلام الاكتئاب وتأثير الأدوية السلبي، وقررت وقتها الذهاب إلى طبيب آخر كمحاولة أخيرة لإيجاد لمعاناتي ومع استماعه لشكواي سألني إذا كنت أعاني من أي أعراض في الكبد والتنفس، وإذا كنت أتناول أي أدوية أخرى من مضاد الاكتئاب أو المسكنات الأفيونية كالترامادول والمورفين وعندما أخبرته بأني لا أعاني من أي أعراض صحية ووقفت أي دواء للاكتئاب وصف لي دواء تريتيكو لعلاج الاكتئاب والذي طمأني من ناحية آثاره الجانبية وأكد لي على فعاليته وعدم وجود آثار جانبية قوية أو تأثير إدماني له.
ماذا شعرت عند تعاطي دواء تريتيكو؟
كان الاقتراح مناسب لي وبالفعل بدأت تعاطى الدواء بجرعات تبلغ 50 مجم مرة واحدة بعد العشاء وقبل النوم مباشرة، وبمجرد تعاطى الدواء كنت أشعر بشعور رائع بالراحة و برغبة في النوم والتعاس بدأت خلال ساعة من تعاطى الدواء حتى أنني نمت 11 ساعة متواصلة من تناوله، ولكن صاحبتني بعض الآثار الجانبية في الصباح فكنت أخذ فترة أطول للاستيقاظ والاستعداد للقيام، إلى جانب شعور بدوخة ودوار خاصة في الصباح ولكني تغلبت عليه بالتحرك البطئ أثناء الانتقال بين وضعيات الجلوس والوقوف، ولاحظت أيضا وجود جفاف في الفم تغلبت عليه بشرب الكثير من المياه وتناول العلكة، ولكن ذلك الشعور انتهى بعد بضعة أيام، وما استمر معي قليلا هو وجود تشوش في الرؤية وإحساس بالضباب منعني من قيادة سيارتي خلال فترة العلاج، على الجانب الآخر لاحظت وجود انتصاب مستمر وقوي وصل لدرجة الشعور بالألم وربما كان ذلك العرض هو الأكثر إزعاجا بالنسبة لي.
تأثير دواء تريتيكو على الاكتئاب:
على الصيد الاكتئابي فقد تحسنت الأعراض بشكل كبير وكنت أشعر بتحسن في مزاجي العام وشعور بالهدوء والسعادة، وأصبحت أكثر إقبالا علي العمل والحياة فرجعت لأول مرة منذ سنوات للخروج وممارسة أنشطتي الاجتماعية بشكل طبيب، وازادات شهيتي وأصبحت أكثر إقبالا علي الطعام بعد سنوات من فقدان الشهية وعدم الرغبة فيه مما أثر علي وزني والذي ازداد بشكل ملحوظ.
ماذا حدث لي عند توقف دواء تريتيكو؟
خلال 4 أسابيع من تجربتي مع تريتيكو كنت قد رجعت لحالتي الطبيعية مرة أخرى وقتها قررت التوقف عن تعاطي الدواء من تلقاء نفسي اعتقادا مني بانتهاء مشكلتي وكان ذلك خطأ فادح ارتكبته خلال فترة علاجي، ولكن ما أن قمت بذلك حتى تفاجأت بوجود أعراض غريبة تحدث لي فهي رغبة شديدة في تعاطى الدواء فكنت أفكر فيه طوال الوقت، شعور بالدوخة وكأن الأرض تلف بي، مع رغبة مستمرة في القئ منعتني من تناول أي طعام، مع ملاحظة كثرة التعرق، وتنميل في الذراعين والقدم، فلم أستطع تحمل تلك الأعراض ورجعت إلى تعاطي الدواء للتخفيف منها وأنا أشعر بقلق بالغ ثم رجعت للطبيب المعالج الذي أخبرني بأن توقفي المفاجئ عرضني لأعراض انسحاب الدواء وكان يجب تدريج الجرعة لتفاديها، فعلى الرغم من أن الدواء لا يسبب الإدمان ألا أنه قد يسب اعتماد جسدي عند التعاطي يترتب عليه أعراض الانسحاب عند التوقف المفاجئ له.
وبالفعل تم وضع خطة انسحاب المخدر وبالفعل تم تقليل الجرعة تدريجيا حتى توقفت تماما ، وأنا الآن في وضع صحي أفضل بكثير تخلصت من نوبات الاكتئاب ومشاكل الأرق وأعيش حياتي بشكل طبيعي.
وفي النهاية سعيد جدا بتحربتي مع دواء تريتيكو فقد وازن بين فعاليته في علاج الاكتئاب والأرق دون وجود آثار جانبية كبيرة.