تجربتي مع ريميرون بدأت منذ ثلاثة أعوام، عندما عانيت من الاكتئاب ورأيت الوجه القبيح للموت وفقدان الأحبة، وقتها لجأت إليه ليخرجني من ثقب الاكتئاب الأسود الذي سجنني بداخلة، ومن هنا كانت رحلتي مع العلاج الذي أظهر لي وجهه الحسن في البداية ولكن خطأ واحد في العلاج أوقعني في إدمانه لأبدأ بعدها مشوار التعافي.
كيف بدأت تجربتي مع ريميرون؟
ظللت لفترة أعاني من الاكتئاب وتوجهت للطبيب الذي وصف لي دواء ريميرون وأخبرني عن كل ما يخص الدواء، وأنه يحتوي على مادة الميرتازابين المضادة للاكتئاب، ويعتمد مفعول هذه المادة على إفراز المزيد من السيرتونين وإعادة التوازن بين الناقلات العصبية وتخفيف أعراض الاكتئاب.
كذلك نبهني الطبيب أن مفعول مضادات الاكتئاب يحتاج إلى وقت حتى يخفف من أعراض اكتئابي بعد وفاة والدتي، فلن يبدأ المفعول الملحوظ قبل مرور شهر من تناولي للحبوب يوميا عن طريق الفم.
بماذا شعرت عند تعاطي دواء ريميرون؟
أثناء تجربتي مع ريميرون وبعد تعاطي الدواء شعرت ببعض الأعراض التي ظهرت في بداية التعاطي ولكنها قلت تدريجيا مع مرور الوقت:
1. سعادة واسترخاء:
شعرت بحالة من الاسترخاء وقلت مشاعر الاكتئاب لدي بشكل كبير، ولأول مرة أحس بالراحة منذ زمن وأعجبني ذلك الشعور كثيرا
2. اضطرابات الهضم:
في تجرتبي مع ريميرون شعرت ببعض التقلصات وعسر الهضم خصوصا مع تناول الأكلات صعبة الهضم مثل البقوليات.
3. الشعور الشديد بالنعاس:
شعرت طوال اليوم بالرغبة في النوم وكذلك أصابتني بعض الكوابيس المخيفة.
4. تشوش الرؤية:
أصابني الدوار لذلك منعني الطبيب من قيادة السيارة في الفترة الأولى من العلاج بسبب تشوش الرؤية وعدم قدرتي على تقدير المسافات جيدا.
5. زيادة الشهية وزيادة الوزن:
كنت قد فقدت شهيتي منذ وفاة والدتي ولكن ساعدني ريميرون على الأكل جيدا، وازدادت شهيتي ووزني بشكل ملحوظ.
6. جفاف الفم:
شعرت بجفاف شديد في فمي ونقص في إفراز اللعاب، وكنت أشرب المياه باستمرار محاولة للقضاء على ذلك الجفاف المزعج.
كيف وقعت في إدمان الدواء؟
فعلا ريميرون مخدرات، ففي تجربتي مع ريميرون أعجبتني مشاعر السعادة التي منحها لي الدواء كثيرا، واستمريت في تعاطيه دون إشراف الطبيب وتناولت جرعات أكبر من الموصوفة لي رغبة مني في المزيد من السعادة بسبب تحسينه أعراض الاكتئاب، مما جعل الأمر يتدهور من كونه علاجا إلى فقدان السيطرة على التعاطي ورغبة شديدة إلى مضاعفة جرعته لأشعر بنفس تأثير النشوة الأولى.
محاولاتي الفاشلة في التوقف عن التعاطي:
بعد سيطرت الدواء علي حاولت كثيرا التوقف عن تعاطيه أو حتى أقلل الجرعة تدريجيا ولكن أعراض انسحابه كانت تجبرني على العودة إليه مرة أخرى فواجهتني أعراض شملت:
- رغبة شديدة في الدواء.
- الشعور بالتوتر والقلق.
- الهياج العصبي والميل للعنف في أثناء تعاملاتي اليومية.
- الصداع القوي وصعوبة النوم.
- الوخز في أنحاء متفرقة من الجسم.
كيف ساعدتني مستشفى التعافي على التخلص من إدمان ريميرون؟
بعد محاولاتي الفاشلة للتوقف عن التعاطي أدركت أني بحاجة ليد تساعدني وبدأت في البحث وسؤال المختصين عن أفضل مستشفى لعلاج الإدمان، وكانت الترشيحات الأولى من نصيب مستشفى التعافي، في البداية كنت متردد من العلاج وكلي شك في قدرته على مساعدتي.
ولكن تغير رأي تماما عندما توجهت لمستشفى التعافي فهناك لم يكن العلاج مجرد دواء بل برنامج شامل يمر على مرحلتين:
1. سحب السموم وعلاج أعراض الانسحاب:
كانت المرحلة الأولى من العلاج فحص حالتي الصحية بشكل دقيق وإجراء عدة تحاليل ثم تحديد برنامج دوائي ساعدني على تخطي أعراض الانسحاب ولم أشعر وقتها بأي ألم أو صعوبة.
2. العلاج النفسي والتأهيل السلوكي:
جاءت المرحلة الثانية لتحمل لي التغيير وهناك خضعت لجلسات علاج نفسي ناقش معي الطبيب أسباب إدماني الدواء ورويت له حكايتي مع الاكتئاب وعلى الفورا بدأنا علاجه، وتعلمت كيف أعيش وأفكر وأتعامل مع مشاعري بدون الدواء وبالتالي أتجنب الانتكاسة.
كلمة مني لك…
صحيح أن تجربتي مع ريميرون حملت لي الشفاء من الاكتئاب في البداية، ولكن ضعفي أما الدواء واعتمادي عليه لحل مشاكلي أوقعني في مشكلة أكبر ضاعفت معاناتي، ولم أجد الحل سوى في العلاج النفسي الذي أنقذني من الاكتئاب والإدمان معا.