تصرفات متعاطي الحشيش كان غريب بالنسبة لي أن أتعامل مع مدمن حشيش فكنت أعتقد دوما أنه لا يسبب مشاكل لمتعاطيه، حتى تفاجأت بالتغيير البطيء الذي حصل لصديقي، بدأت بتقلبات المزاجية الحادة، وسيجارة الحشيش التي لا تفارق يده، مع انعزاله عن العالم الخارجي تماما، لقد تحول إلى شخص آخر يشاهد حياته تنهار أمام عينة ولا يقتنع بأنه مدمن يحتاج إلى علاج الإدمان من المخدر، حتى استطعت أخيرا الوصول لطريقة صحيحة للتعامل مع مدمن الحشيش وإقناعه بالعلاج.
ما هي تصرفات متعاطي الحشيش؟
تختلف تصرفات متعاطي الحشيش على حسب الجرعة التي يتعاطاها، وكذلك مدة تعاطيه لها، وتنذرك تلك السلوكيات بضرورة البدء في علاج إدمان الحشيش داخل أحد مراكز علاج الإدمان المتخصصة فورا للتخلص منها، وتنحصر التصرفات ضمن هذه الأفعال:
1. التقلبات المزاجية:
يعاني هؤلاء الأشخاص من تقلبات مزاجية باستمرار، فبعض الوقت تجده حزينا بلا سبب، وتارة أخرى تجده سعيدا دون سبب.
2. يحب العزلة:
من أعراض تعاطي الحشيش تجنب مدمن الحشيش التجمعات العائلية ويفضل الجلوس وحيدا، وربما لا يشارك العائلة سوى في الأفراح التي تعطيه الفرصة لشرب الحشيش دون حرج.
3. زيادة معدلات العرق:
تعد مشكلة التعرق الشديد في غير أوقات الحر، أو دون بذل مجهود شاق، إحدى أبرز علامات إدمان الحشيش.
4. احمرار العينين ورعشة اليدين:
تستطيع ملاحظة هذه العلامات بوضوح على متعاطي الحشيش، وربما هذا ما يجعله يفضل العزلة حتى لا ينفضح أمره.
5. سوء التغذية وفقدان الوزن:
نظرا لانشغال المدمن بالسعي للحصول على المخدر، عادة لا يهتم بالتغذية الصحية؛ الأمر الذي يؤدي إلى سوء تغذية واضح، وفقدان للوزن، ولكن قد لا يحدث هذا العرض في بعض الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش في سهرات مليئة بالأطعمة.
6. كثرة الاحتجاج وافتعال المشكلات:
يثير متعاطي الحشيش الكثير من المشكلات، نظرا لتأثير الحشيش على عقله وإدراكه، فيكون متمردا أغلب الوقت، ويود أن يكسر كل القواعد والقوانين.
8. الضعف الجنسي:
يضر الحشيش بالصحة الجنسية للرجل فيسبب ضعف الانتصاب وفقدان الرغبة الجنسية، مما يؤثر على حياته الزوجية.
9. عدم القدرة على تقدير المسافات والزمن:
يعاني متعاطي الحشيش من خلل في تقدير المسافات والزمن فيميل إلى قياس المسافات بشكل أطول عن الحقيقي، ويطول إحساسه بالزمن فاليوم يمر عليه كأسبوع علي عكس الطبيعي الأمر الذي يعيق قدرته على القيادة، ويسبب الكثير من حوادث الطرق.
10 عدم التوقف عن التعاطي:
يفقد مدمن الحشيش السيطرة على نفسه، ولا يستطيع التوقف عن تعاطي الحشيش، حتى لو اضطر إلى السرقة للحصول على الحشيش، أو مخالفة القوانين وتعريض نفسه للسجن.
11 فشل العلاقات الاجتماعية:
لا ينخرط متعاطي الحشيش بسهولة في العلاقات الاجتماعية؛ فهو لا يحب المشاركة في أي أنشطة، ويفضل العزلة على الزيارات الاجتماعية.
12. الفصام:
يسبب تعاطي الحشيش حدوث خلل في مستوى الدوبامين في المخ ينتج عنه الإصابة بالفصام وما يصاحبه من ضلالات،شعور بالاضطهاد، وهلاوس.
13. الفشل في العمل أو الدراسة:
يفقد متعاطي الحشيش القدرة على الالتزام في عمله، وإتمام المهام الموكلة إليه، أو النجاح في الدراسة في حالة كان طالبا.
14. زيادة الجرعة:
يتعود متعاطي الحشيش على الجرعة التي يتعاطاها؛ ومن ثم يستمر في زيادة الجرعة باستمرار، مما يهدد حياته ويسبب المزيد من المشكلات.
15. عدم الاتزان والعصبية:
في أوقات أعراض انسحاب الحشيش من جسم المتعاطي، كلما اقترب ميعاد الجرعة، يتصرف المدمن بعصبية شديدة وعدم اتزان، ويمكن أن يؤذي أي شخص يعيق وصوله للجرعة، مما يجعل تصرفات متعاطي الحشيش خطرة على المحيطين به.
17. الكذب والانحرافات الأخلاقية:
يضطر المدمن إلى الكذب حتى لا ينكشف أمره، أو بغرض الحصول على أموال بطرق غير مشروعة حتى يشتري بها الحشيش، وربما يتدهور حاله ويمتهن النصب والاحتيال.
18. قلة التركيز والشرود:
كيف تعرف متعاطي الحشيش؟ غالبا ما يكون متعاطي الحشيش فاقدا للتركيز وضعيف الذاكرة، ولا ينتبه لك جيدا في أثناء الحديث، ولا يستطيع إكمال أي مهمة تطلبها منه بنجاح.
كيفية التعامل مع متعاطي الحشيش وإقناعه بالعلاج؟
تعتمد كيفية التعامل مع متعاطي الحشيش على تقديم الدعم والاهتمام، لذلك نقدم لك بعض النصائح المعتمدة على نفسية المدمن، والطرق العلمية للتعامل معه:
1. الاحتواء:
عليك احتواء ابنك، ولا تحسسه بالرفض وأنه منبوذ حتى لا يفقد الأمل، ونفس الوضع بالنسبة إلى زوجك لا تنفري منه وتقربي إليه حتى يمكنك مساعدته.
2. لا تستخدم لغة التهديد:
ينفر متعاطي الحشيش من أي شخص يتحدث معه بلغة التهديد، ويعاند أكثر ويتمسك بأفكاره المغلوطة؛ على عكس طريق استخدام الكلمات اللينة، التي تستميل قلبه وتجعله يفكر في أخطار الإدمان.
3. اختيار الوقت المناسب للتحدث:
لا تحاول التحدث مع متعاطي الحشيش في فترة غضبه، خصوصا قرب موعد جرعة الحشيش؛ غالبا ما يكون ثائرا جدا، ولا يدرك تصرفاته جيدا، وربما يؤذيك بأي طريقة.
4. ابتعد عن اللوم:
لا تستمر في لوم متعاطي الحشيش، وتشعره بالذنب، تذكر أن أحد أسباب تعاطيه المخدرات هو الهروب من الشعور بالذنب وأنه شخص فاشل، فأنت بذلك تدفعه أكثر لتعاطي الحشيش.
5. تجنب إعطائه الأموال:
يبتز الابن المدمن أهله من أجل الحصول على الحشيش، وكذلك يأخذ الزوج الأموال المخصصة لمعيشة أسرته، لذلك يعد منع المال عن المدمن أحد وسائل الضغط عليه من أجل الإقلاع عن الحشيش.
6. ذكر أضرار الحشيش:
على الرغم من معرفة المدمن بأضرار الحشيش؛ فإنه ينكر هذه الأضرار، ويعتقد أنه بعيدا عن التأثر بها، ولكن عندما تذكره بهذه الأعراض بكلمات لينة، وتبين له خوفك عليه من هذه المخاطر، فغالبا ما يفكر في الإقلاع عن الحشيش بجدية.
7. التخلص من العوامل التي تدفعه للإدمان:
يمكنك إبعاد أصدقاء السوء عن ابنك، وتغيير مدرسته وأماكن تنزهه، حتى تبعده تماما عن التأثير القوي لهذه الظروف عليه.
وفيما يخص الزوج، حاولي عدم إثارة المشاكل في المنزل، وقللي من الضغوط عليه، فغالبا ما تزيد الضغوط العصبية من تمسك المدمن بتعاطي الحشيش، ظنا منه أنه يساعده على الراحة، ويعدل مزاجه.
8. حافظ على خصوصيته:
لا تخبر أفراد العائلة عن حقيقة إدمان الابن أو الزوج، والمحافظة على سرية الأمر، فإن حفظ خصوصية المدمن يجعله يثق بك، ويلجأ إليك ليأخذ نصيحتك، وهنا يمكنك إقناعه بالتوقف عن الحشيش.
9. اتخاذ قرار العلاج:
بعد تنفيذ الخطوات السابقة، يمكنك اتخاذ قرار العلاج في مصحات علاج الإدمان، وهذا أفضل ما تقدمه للمدمن، حتى تحافظ على حياته، وتنقذ مستقبله.
علاج إدمان الحشيش:
تمر خطة علاج المدمن في مراكز علاج الإدمان بأكثر من مرحلة، فأولا يستقبله الأطباء ويفحصونه جيدا للوصول إلى تشخيصه السليم، مع تقييم حالته الصحية والعقلية والنفسية.
1. سحب السموم بدون ألم:
ينتقل المريض إلى مرحلة سحب السموم من جسمه، ويتم علاجه من خلال أدوية علاج الإدمان لسحب السموم وعلاج أعراض الانسحاب من الحشيش فتمر بسهولة وبدون ألم، ويتابعه الأطباء بعناية شديدة، حتى يلاحظوا أي خلل في العلامات الحيوية التي قد تحدث نتيجة تعود الجسم على الحشيش.
2. العلاج النفسي والتأهيل السلوكي:
بعد ذلك يكثف الأطباء الجلسات النفسية؛ فتطبق جلسات علاج نفسي فردي من أجل علاج الأسباب التي أدت للحشيش، وتغيير سلوكياته وأفكاره وتعليمه السيطرة على أفكار التعاطي، إلى جانب التخلص من الاضطرابات النفسية التي سببها الحشيش في وحدة التشخيص المزدوج.
3. التأهيل الاجتماعي:
يتم إعادة تأهيل المدمن نفسيا وسلوكيا؛ حتى يستطيع الانخراط في المجتمع من جديد، ويجد بدائل لحل مشكلاته غير اللجوء إلى الإدمان، ويهتم الأطباء بمتابعة المريض كل فترة، بعد انتهاء العلاج؛ حتى لا يعود للإدمان مرة أخرى ويتفادى حدوث أي انتكاسة.
أسئلة شائعة عن تصرفات متعاطي الحشيش:
نتطرق إلى أكثر الأسئلة التي نتلقاها من أسر متعاطي الحشيش حول تصرفات متعاطي الحشيش.
ما هي مدة علاج مدمن الحشيش؟
تختلف مدة علاج مدمن الحشيش من شخص لآخر، ولكن عموما تتراوح مدة العلاج من ثلاثة إلى ستة أشهر في أغلب الحالات.
هل تصرفات متعاطي الحشيش خطرة؟
التأخير في علاج متعاطي الحشيش يؤدي إلى الإصابة بالضلالات والهلاوس التي يقتنع فيها بأن هناك أشخاص يحاولون إيذاؤه مما يؤدي إلى ارتكاب جرائم قتل، على الجانب الآخر الخلل في تقدير المسافات والزمن ينتج عنه الإصابة بالحوادث.
هل يمكن علاج مدمن الحشيش في البيت؟
لا يمكن علاج مدمن الحشيش في المنزل لعدم توفير رقابة طبية دقيقة خلال فترة سحب السموم مما يعرضه لنوبات هياج أو نوبات اكتئاب يصعب السيطرة عليها، إلى جانب المنزل لا يوفر بيئة صحية تشجع على العلاج لأنه يذكره دائما بأيام التعاطي.
إذا كنت تعرف شخص يتعاطى الحشيش وتظهر عليه سلوكيات وتصرفات غريبة فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية وعلاجه وفي مستشفى التعافي ستجدنا بانتظارك جاهزين لمساعدتك في أي وفت