سمات الشخصية الانطوائية هل تعلم أن أغلب العباقرة والمفكرين كانوا أشخاص انطوائيين؟ ليست إذن تلك الصفات دليل على كون الشخص غريب الأطواء أو يكره الناس، بل الشخصية الانطوائية عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والسلوكيات العامة لأفراد يكتفون بأنفسهم عن العالم وببعض الدوائر الاجتماعية الصغيرة التي يرتاحون لوجودها معهم، وبالتأكيد هناك فرق بينها وبين العزلة الاجتماعية ولا تعد مرض يحتاج إلى علاج داخل مستشفى لعلاج الإدمان والطب النفسي وإنما هي ملامح عادية وطبيعية جدا لشخصية تحتاج إلى تفهم وتعلم أساليب صحيحة للتعامل معها.
ما هي سمات الشخصية الانطوائية؟
هناك بعض الصفات والسمات التي تحدد الشخصية الانطوائية وطريقة تعامل أصحابها مع الحياة وتشمل:
1. ضيق الدوائر الاجتماعية:
من سمات الشخصية الانطوائية حب الوحدة أنها لا تشعر بالحاجة لتعدد العلاقات أبدا، فصديق واحد يكفي الشخص الانطوائي، لكن لا بد أن يكون هذا الصديق مميزا ومخلصا وأهل للثقة المتبادلة بحيث يمكن للانطوائي أن يعري شخصيته دون الحاجة للخجل أمام هذا الصديق وأن يشارك آراؤه دون تحسب لأحكام مسبقة عليه.
2. يفضلون التواصل الشخصي عن الإلكتروني:
من صفات الشخصية الانطوائية عدم حب الانطوائيين للتحدث إلى الآخرين، لكنه يفضلون بالفعل التواصل بشكل شخصي وبالغ الحميمية مع أشخاص يحبونهم بشكل شخصي في المقاهي أو في فيلم مع العائلة أو أي مكان يسمح لهم بالتواصل مع آخر يعشقونه من صميم القلب ويطمئنون إليه عن التواصل الإلكتروني أو عن بعد.
3. تجنب الزحام:
سحر الاتصال والتواصل يغيب في المجموعات الكبيرة، لذا فإن من خصائص الشخصية الانطوائية كراهية التواجد في مجموعات كبيرة، فشخصياتهم تغيب تماما ويبدو عليهم شعور الملل واضحا لاعتبارهم أن هذا الجمع الكبير مجرد صخب يفتقد إلى الاتصال الصادق مع الغير.
4. التحفظ مع الغرباء:
غالبًا ما يلاحظ أفراد العائلة أن الانبساط معهم ينحسر في حضور غرباء لو كان لديهم ابن انطوائي، فمن سمات الشخصية الانطوائية التحفظ والهدوء في حضرة أي غريب والشعور بثقل الموقف وتجمد الثلج بينك وبين هؤلاء الغرباء، وهو ما يتناقض تماما مع سلوكك مع الذين تحبهم ويحبونك وتثق فيهم.
5. الانفراد بالنفس بعد الاجتماع:
تلك واحدة من أهم سمات الشخصية الانطوائية على الإطلاق، لأن التفاعل الاجتماعي يتعب الانطوائيين جسديا، حتى لو استمتعوا بوقتهم في هذا الجمع، لذا فيبدو للانطوائي كأنه يعاقب نفسه على هذا الاجتماع بفرض مساحة لنفسه بعد استمتاعه، فلا يرى أحدا ويمارس رياضة ما تشحن طاقته وتصالحه على نفسه.
6. تجنب الشهرة والأضواء:
من سمات الشخصية الانطوائية كراهية وجودهم في دائرة الضوء وكونهم محط اهتمام الناس، فمكافآتهم لأنفسهم أعلى من أي مكافأة يتلقونها من آخرين لا يعرفونهم، ورضاهم عن أنفسهم وعن إنجازاتهم يكفيهم ثناء الغير.
7. تفضيل الوحدة:
واحدة من أكثر سمات الشخصية الانطوائية اضطرارها للاستغناء عن قضاء وقتها مع آخرين لقضاء الوقت مع النفس، فتفضيل الوحدة واحدة من أبرز الاحتياجات العاطفية الأساسية للشخصية الانطوائية التي يرتبون فيها أفكارهم.
8. التفكير قبل اتخاذ القرارات:
في أغلب الأحيان، يفكر الانطوائيون على مهل، حتى في أقل القرارات أهمية، ويكتبون رسائلهم ويمحونها مرارا وتكرارا، لأن من سمات الشخص الانطوائي الأساسية، كراهية العفوبة.
9. تحليل المواقف والشخصيات:
من سمات الشخصية الانطوائية شعورها بالحاجة لتحليل كل شيء، وتصرفات كل شخص هم على تواصل معه، وأحيانا في أوقات الوحدة يميل الانطوائيون لتحليل ماضيهم.
10. امتلاك خيال واسع:
عندما لا ينخرط الانطوائيون في أي نشاط، ينشغلون بالتجول في عقولهم، بل قد يقضي الشخص الانطوائي ساعات من نهار أو ليل في الخيال دون ملل، فذاتهم غنية بخيالاتهم جدا.
11. تفضيل الكتابة على التحدث:
من سمات الشخصية الانطوائية البارزة، تفضيلهم للكتابة على التحدث دوما، وليس من قبيل الصدفة أن يكون أفضل الشعراء والكتاب انطوائيون لأن عالمك الداخلي الغني وقدرتك على العمل باستمرار وحدك وصبرك في التفكير قبل التعبير يمنحك امتيازات الكاتب الفذ.
12. رفض الاتصال المفروض مع الآخرين:
يعد الاتصال القهري أصعب بالنسبة للانطوائيين من الأحاديث الصغيرة، بل يعد أكبر نقاط ضعف الشخصية الانطوائية هو كابوس بالنسبة للانطوائي أن يتلقى محادثة حول أسئلة شخصية سواء في لم شمل العائلة اللذين يمطرونك بوابل من الأسئلة المحرجة، لذا يتجنبون هذه المواقف بأي ثمن.
13. رفض العمل الجماعي:
العمل الجماعي ليس من بين محبذات الشخصية الانطوائية، فالانطوائيون يعملون بكفاءة أكبر بمفردهم لأنهم في هذه الحالة يحصلون على استقلاليتهم فإشراف الآخرين أو تفاعلهم معهم يصيبهم بالتشتيت ناهيك عن ظهور أفكارهم ضعيفة عندما يعبرون عنها بكلمات لا تعبر عنها فعلا.
15. الحفاظ على المساحة الشخصية:
سمة من سمات الشخصية الانطوائية تبرز أيضا بسهولة وهي أنهم يقدرون المساحة الشخصية القوية ويشعرون بالحرج الشديد عندما يتطفل أحد فيها، أو ينتهكها ويفعلون ذلك انطلاقا من كونهم لا يقتحمون مساحة الآخرين الشخصية، فيتوقعون المعاملة بالمثل على الأقل.
16. تجنب الصراعات:
كذلك من سمات الشخصية الانطوائية الميل إلى تجنب الصراع، ليس لأنهم يخشون المواجهة أو يخافون المسؤولية، بل لأن أي نوع من الشدة والصراع أو الشجار مستنزف لطاقة الشخص الانطوائي، ويجذبه من القمقم الذاتي الذي وضع نفسه فيه إلى السطح.
17. قضاء وقت طويل في المنزل:
لا يوجد شيء أكثر أهمية بالنسبة للانطوائيين من المنزل، فهو مكان قوتهم وأمانهم وراحتهم، هو بمثابة مملكة صغيرة يكونون فيها على طبيعتهم تماما ويشحنون فيها طاقتهم لمواجهة العالم ولا يزعجون فيها أحدا أبدا.
18. لا يعرف المجاملة:
لو علم الانطوائي أن شخصا ما مغرور، زائف، أو مضلل في حبه، فمن سمات الشخصية الانطوائية في هذه الحالة إظهار الكره الواضح أو عدم الحب إن شئنا الدقة، الانطوائي لا يزيف بسمة، ولا يقول ما لا يعني، ولا يجامل من الآخر.
19. صعوبة التعود علي الأماكن الجديدة:
من سمات الشخصية الانطوائية تفضيلها للبيئات المألوفة، ولا تتعاطى مع التغيير بل تعتبره الشخصية الانطوائية مرهق ومؤذي، فلا عجب من أن تجد الانطوائي يشتري من بائع واحد، حتى ولو كان أغلى، فقط لأنه اعتاد هذا البائع.
20. الاستماع للآخرين أكثر من الكلام:
نعم لا يحب الانطوائيون الأحاديث الصغيرة ويصمون آذانهم عنها، لكنهم يقومون بالأحاديث العميقة مع من يحبونهم، يستمعونك بكل حواسهم، ويهتمون بمعرفة كل شيء من مشاكل أو أحلام أو تطلعات لمن يحبونهم.
21. عدم القدرة على التعبير عن المشاعر:
نعم، فالانطوائي لا يتظاهر بمشاعره، ويظلمها بعدم قولها في الوقت المناسب، بل قد يؤجلون ويصارعون من أجل التعبير عن استيائهم أو اشتياقهم أو حبهم، فينسحبون أحيانا.
22. التخطيط للمشاعر:
من العلامات وسمات الشخصية الانطوائية المؤكدة عدم حب المواقف العفوية والمفاجآت، رؤية ضيف غير مدعو، لأنك تجهز نفسك بالفعل لكل تفاعل اجتماعي وتستعد له نفسيا قبلها بمدة، وبالتالي فالمفاجآت تخرب عليك خططك وتفقدك ذلك الاستعداد وتدفعك للوحدة أكثر والخجل.
هل يمكن تغيير الشخصية الانطوائية؟
لا تعد الانطوائية عيب أو اضطراب في حد ذاته يتم تغييره أو علاجه بل هي سمة من سمات الشخصية التي يجب احترامها وتعلم كيفية التعامل معها والانسجام مع صاحبها وذلك من خلال عدة خطوات:
1. انقذه من الأحاديث مع الغرباء:
من المعروف أن الانطوائيين أكثر ما يبغضونه هو التحدث مع الغرباء لذا يكون من المهم بالنسبة لك إنقاذهم ممن يحاول الدخول معهم في أحاديث صغيرة وغريبة في نفس الوقت عليهم.
2. امنحه مساحته الشخصية:
في بعض الأحيان يشعر الانطوائيين بالاستنزاف ويحتاجون فقط إلى وقت لأنفسهم، هذا لا يعني صددك، تجنبك، أو البدء في كراهيتك، بل يعني إعادة تنشيط حياتهم للبدء من جديد.
3. شجعهم على التعبير عن حاجتهم للوحدة:
أخذ الوقت بمفردهم يدفع شركاء الانطوائيين للضغط عليهم، لذا إذا كان زوجك انطوائيا أو زوجتك كذلك، فلربما يمكن لك أن تشحعهم على التعبير عن حاجتهم لقضاء وقت مع أنفسهم دون أحكام أو ضغوط.
4. تواصل معهم بعمق:
بينما يكره الانطوائيين الأحاديث الصغيرة مع غرباء لا يعرفونهم، فإنهم يعشقون التحدث بتفاصيل مع الآخرين، وهذا بالنسبة لهم جوهر الحياة بل ويساعد في إعادة تنشيطهم دائما.
5. شجعهم على الانتباه لطاقتهم الاجتماعية:
فمن الناس من لا يعرف أنه انطوائي لعشرات السنين، وبالتالي فإن شعور الاستنزاف المتكرر الذي يشعر به الانطوائي يحتاج منك للانتباه له لتنبيه شريكك على قضاء وقت ممتع مع نفسه ليتنشط.
الحمدلله يادكتور انا انطواءي وقرأت الكثير عن شخصيتي بحثتها اكثر وتعرفتها اكثر وتعلمت كيفية تعيشي مع صفاتي لأني مع الحاح الأشخاص الى حوالي حسيت ان فيني مشكلة بس لما بحثت عرفت اني مثل اي شخصية اخر وفخور بنفسي وايضا احب الهدوء والشغل بمفردي وانشاء الله حلمي ان اكون اخصاءي نفسي له مكانة ومكتبه الخاص بس الشيء الوحيد الى احس به هو القلق من مواقف لا تحتاج لقلق ولكن عندما انفرد يزول هذا القلق وايضا لأني كنت اضيع وقتي في السوشيال ميديا حاليا احاول بشدة ان اكون عادات جيدة وبدأت اقرأ كتب تنمية البشرية
مساء الخير أستاذ عبد الجميد أهلا وسهلا بحضرتك
سعيد جدا برسالتك واشعر بالفخر بك وبقدرتك على فهم شخصيتك واكتساب مهارات مفسيدة واشجعك على الاستمرار في تحقيق جميع اهدافك
السلام عليكم دكتور أنا شخص إنطوائي وخسرت بها كثيرا أحب التجمعات لكن أشعر بها الوحدة ولا أعبر مشاعري وأندم بعدها وأريد أن أغير هذا وأكون إجتماعيا فهل من نصيحة
وشكر.
صباح الخير أستاذ أحمد أهلا وسهلا بحضرتك في مستشفى التعافي لعلاج الإدمان سعداء بتواصلك معنا
في الحقيقة الانطوائية ليست مرض يستدعي علاج وانما هي سمات شخصية وحالة طبيعية تماما، ما ننصحك به في حالة اردت تغييرها هو التواجد مع افراد تفضل صحيتهم، الاشتراك في انشطة اجتماعية وهوايات مفضلة لديك، التعبير عن نفسك ومشاعرك بالكتابة، في حالة التجمعات اهتم بالاستماع للاخرين لو لم تحب الكلام انت حتى تشعرهم باهتمامك وتقديرك وبالتالي يحبون الحديث معك