علاج إدمان الفاليوم المستخدم في اضطرابات القلق أو الاكتئاب يحتاج لمهارة عالية من الأطباء، لأن المريض عادة ما يعاني الأعراض الانسحابية المزعجة التي تحتاج للتدخل الطبي لتمر رحلة علاج الادمان دون ألم.
يمثل دواء الفاليوم أحد الأدوية المعروفة في علاج أكثر من مشكلة من المشكلات والاضطرابات النفسية، ولكن مثل أي دواء طبي يحتاج إلى الالتزام بالجرعات الموصوفة من قبل الطبيب لمدة معينة حسب الحالة الصحية.
وللعديد من الأسباب يجازف بعض الأشخاص بتخطي جرعة الفاليوم الموصوفة ويقعون في إدمان الفاليوم، لذلك نتطرق معا في هذا المقال إلى تفاصيل طبية هامة عن دواء الفاليوم وخطوات علاج إدمان الفاليوم المتبعة في مستشفى التعافي أفضل مستشفى للطب النفسي في مصر، فتابعوا معنا…
ما هي حبوب الفاليوم؟
بداية يجب أن نعرف أن اسم الفاليوم هو مجرد الاسم التجاري أو المتداول للمادة الطبية “الديازيبام”، وتمثل مادة الديازيبام أحد عائلة المهدئات المنتمية لعائلة “البنزوديازبين”.
يستخدم الأطباء النفسيون دواء الفاليوم في العديد من الاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب، والقلق الشديد، ونوبات الهلع والتشنجات، إضافة لدوره الهام في تخفيف الأعراض الانسحابية للمخدرات في مرحلة سحب السموم داخل مراكز علاج الإدمان.
ولكن على الرغم من وجود دور هام وفعال لدواء الفاليوم في مجال علاج الإدمان والأمراض النفسية، نجد أن بعض الخارجين عن القانون يتعاطونه دون وجود داع طبي، أو يتخطى المرضى الجرعات الموصوفة لهم من قبل الطبيب.
ونتيجة لسوء استخدام الفاليوم يقع العديد من الأفراد في شبكة الإدمان؛ مما يعرضهم إلى العديد من المخاطر سواء على المستوى الجسدي أو النفسي أو الأسري أو الاجتماعي، نتيجة إلى ذلك أصبح علاج إدمان الفاليوم ضروري وهام للغاية.
كيف يؤثر الفاليوم على الدماغ؟
يفرز الدماغ العديد من الناقلات العصبية بطريقة طبيعية، وتنقسم هذه الناقلات العصبية إلى مجموعة محفزة لوظائف المخ والجسم، ومجموعة مثبطة لوظائف المخ والجسم.
ومن ضمن الناقلات العصبية المثبطة للمخ مادة الجابا “GABA” وهذه هي المادة التي يزداد إفرازها بعد تناول دواء الفاليوم.
من ذلك نفهم أن الفاليوم يؤثر على الجهاز العصبي المركزي تأثيرا مهدئا، بمعنى أنه يقلل من سرعة الإشارات العصبية وبذلك يمكن أن يعالج التشنجات والقلق والهلع ويساعد على استرخاء التشنجات العضلية.
ومن ثم يلجأ الأطباء النفسيون لاستخدامه بجرعات قليلة في مرحلة سحب سموم المخدرات حتى يتغلب المريض على الأعراض الانسحابية ويكون أكثر هدوءا.
الجدير بالذكر أن هذه الفوائد المذكورة مرهونة بخضوع العلاج بالفاليوم للإشراف الطبي الدقيق، وعدم تناول هذا الدواء دون استشارة الطبيب.
اقرأ ابضا تجربة شخصية مع مدمن سابق للفاليوم
علامات إدمان حبوب الفاليوم
كما فهمنا في الفقرة السابقة أن دواء الفاليوم له تأثير قوي على الجهاز العصبي المركزي، وبناء على ذلك يمكن أن يعتمد الجهاز العصبي على وجوده -خصوصا في حال تناول جرعات كبيرة منه- ويتحول تعاطي الفاليوم إلى الإدمان.
في هذه الحالة تظهر هذه العلامات على مدمن الفاليوم:
- وجود رغبة شديدة في تناول دواء الفاليوم مع محاولة زيادة الجرعة باستمرار.
- الشعور بأعراض انسحاب مزعجة متى توقف المريض عن تناول الفاليوم.
- إهمال المسؤوليات المطلوبة من الشخص، سواء على مستوى العمل أو الأسرة.
- حب العزلة والابتعاد عن أفراد الأسرة.
- تأثر الذاكرة والتركيز في أثناء اليوم.
- الشعور بالكسل والهمدان والنعاس.
- عدم السيطرة على الأفكار والانخراط في أفعال خطرة تعرض حياة المريض للخطر وتعرضه للمسؤولية القانونية.
- تمحور حياة المريض حول كيفية الحصول على دواء الفاليوم وتعاطيه وزيادة جرعته.
لذلك ننبه عليك عزيزي القارئ إذا كنت تتناول دواء الفاليوم لغرض طبي، يجب أن تلتزم بتعليمات الطبيب الخاصة بالجرعة، ولو شعرت بأنك تميل لزيادة الجرعة أو تريد خلط الدواء مع مواد أخرى، فالجأ فورا إلى الطبيب فهذه بداية علامات الوقوع في إدمان الفاليوم.
أضرار إدمان الفاليوم
نسرد معا مخاطر وأضرار إدمان الفاليوم لنفهم ضرورة علاج إدمان حبوب الفاليوم في مراكز علاج الإدمان، ونذكر من الأضرار ما يلي:
أضرار ادمان الفاليوم الجسدية:
- ضعف العضلات والشعور بالتعب.
- الدوخة وعدم الاتزان.
- اضطرابات في التنفس.
- اضطرابات الجهاز الهضمي والغثيان.
- اختلال وظيفة الكبد والكلى.
- اضطراب الذاكرة والتركيز.
ونذكر من الأضرار النفسية:
- اضطراب المزاج.
- رد الفعل العصبي المبالغ فيه لمواقف عادية.
- الاكتئاب والحزن.
- الهلاوس السمعية والبصرية التي قد تسبب الفصام.
- جنون العظمة.
- الأفكار الانتحارية.
أيضا من الأضرار الاجتماعية لإدمان مخدر الفاليوم:
- الفصل من الوظيفة أو من المدرسة والجامعة.
- التفكك الأسري نتيجة السلوك العدواني للمدمن.
- التعرض للسجن نتيجة الأفعال الخطرة التي ينخرط فيها المريض.
- السرقة للحصول على الأموال اللازمة للحصول على الفاليوم بطريقة غير مشروعة.
- الوصمة الاجتماعية بسبب سمعة الإدمان والتصرفات المتهورة.
اقرأ ايضا عن اضرار الفاليوم الجنسية
مراحل علاج إدمان الفاليوم
بعد أن فهمنا الخلفية الطبية لدواء الفاليوم وأضرار إدمانه ننتقل إلى خطوات علاج إدمان الفاليوم في مستشفى التعافي، ونذكر منها ما يلي:
مرحلة تشخيص المريض وتقييم حالته
يخضع المريض إلى التقييم الدقيق لحالته على المستوى الجسدي والنفسي، بمعنى أنه يخضع للفحص السريري من قبل الطبيب والتحاليل الطبية التي تقيم كفاءة الكبد والكلى، وتحاليل الفيروسات لفيروس بي وسي والإيدز.
كما يخضع للتقييم النفسي من قبل الطبيب النفسي لتحديد الأسباب النفسية التي أدت إلى وقوعه في الإدمان، والأمراض النفسية الناتجة عن الإدمان.
مرحلة سحب سموم الفاليوم دون ألم
تحتاج هذه الفترة للإشراف الطبي الدقيق حتى لا يشعر المريض بأي ألم خلال مرحلة سحب السموم، وفي هذه المرحلة الحرجة يحرص طاقم المستشفى على تشجيع المريض على العلاج ومنعه من الوصول إلى الفاليوم بأي طريقة.
مرحلة العلاج النفسي
بعد أن يتخلص الجسم من سموم الفاليوم تأتي مرحلة العلاج النفسي التي يتحدث فيها المريض بحرية وخصوصية مع الطبيب، ويتعالج من الأمراض النفسية الموجود قبل إدمان الفاليوم أو التي نتجت عن الإدمان.
يتكون برنامج العلاج النفسي في مستشفى التعافي من جلسات نفسية فردية وجلسات نفسية جماعية تعرف ببرنامج ال12 خطوة.
مرحلة إعادة التأهيل السلوكي والاجتماعي
نظرا للتأثير السلبي للإدمان على سلوك المريض والعزلة الاجتماعية التي يقع فيها، إضافة للخسائر الاجتماعية على مستوى الأسرة والعمل أو الدراسة، يحتاج المريض إلى التأهيل السلوكي والاجتماعي ليندمج مع المجتمع بنجاح مرة أخرى.
وتعد هذه المرحلة هامة للغاية لحماية المتعافي من العودة للإدمان مرة أخرى، عن طريق تعليمه الطرق الصحيحة للتعامل مع القلق والتوتر وضغوطات الحياة، والحصول على الدعم النفسي متى احتاج إلى ذلك من خلال لقاءات دورية تجمعه مع طاقم المستشفى.
كلمة من مستشفى التعافي…
تذكر عزيزي أن تناول الأدوية النفسية -مثل الفاليوم- بطريقة صحيحة يجعلك تحصل على فوائد هذا الدواء وتتجنب أضراره، وإن تناول الفاليوم بطريقة خاطئة قد يؤدي إلى الإدمان الذي يحتاج إلى علاج إدمان الفاليوم في مركز متخصص.