علاج إدمان نيورنتين حاولت كثيرا القيام به بمفردي ولكن سرعان ما تنتهي تجربتي بالفشل، لم أستطيع مواجهة أعراض الانسحاب، وكنت أضعف من أن اسيطر علي رغبتي في التعاطي، فأعود للمخدر وأعاني من أضراره على وأنا أشعر بيأس شديد، حتى أدركت أن الأمر أكبر من قدرتي، وأني بحاجة لمساعدة، ولكن مخاوفي وعدم ثقتي في العلاج منعتني حتى وجدت أخيرا من أثق بهم وخضت رحلة علاجية غاية في السهولة وصلت بها للتعافي التام، واحتفل الآن بمرور 3 سنوات على نجاحي.
كيف بدأت رحلتي مع إدمان نيورنتين؟
كان مرض الصرع هو من عرفني لأول مرة على دواء نيورونتين، فقد وصفه لي الطبيب للسيطرة على النوبات الصرعية التي كنت أعاني منها، وقد ساهم الدواء في علاجها بنسبة كبير فهدأت الدواء وكنت أشعر بحالة ارتخاء وهدوء شديد كنت أفتقده،
بدأت جرعات الدواء بقرص يوميا بتركيز 100 مجم، واستمريت على وصفة الطبيب لفترة، بعدها قررت الاستمرار في التعاطي من تلقاء نفسي.
وفجأة لم أعد أشعر بتأثير الجرعة المعتادة واحتاجت لزيادة الجرعة تدريجيا حتى وصلت لشريط كامل يوميا، وأصبحت أسير للدواء لا أستطيع الحياة بدونه، وأنفق جميع أموالي للحصول عليه.
اقرأ بالتفصيل حول: ما هو دواء نيورنتين
محاولتي في علاج إدمان نيورنتين بمفردي:
كان لابد من وقفة جادة تجاه الدواء فقد أدركت أن الأمور أصبحت خارج السيطرة، وهكذا حاولت أولا تقليل الجرعة تدريجيا مثلما سمعت، ولكني سرعان ما كنت أهزم أمام تلك المحاولة ويجبرني عقلي على زيادة الجرعة، جربت أيضا الامتناع التام، ولكن أبواب الجحيم فتحت أمامي فواجهت اعراض انسحاب صعبة للغاية ( رغبة في الدواء، أشعر بقئ حاد، أرق مستمر، اكتئاب حاد، نوبات صرع وتشنجات قوية، قلق وتوتر، آلام في كل جسمي) لم أستطع تحمل كل ذلك وعدت سريعا المخدر مرة أخرى، وبالتالي انتهت تجربتي للعلاج بمفردي بفشل ويأس شديد.
فشل العلاج والاستمرار في الإدمان على الرغم من أضراره:
بعد فشل تجربة علاج ادمان نيورنتين بمفردي، عدت للإدمان مرة أخرى ولكن تلك المرة بصورة أشد فازدادت جرعات الدواء، وعلى العكس مزجته بمسكن آخر كان في الأغلب المورفين لأحصل على تأثير أقوى من السابق، وظللت أعاني من أَضرار الادمان فدمرت حياتي بالكامل، عانيت من فقدان في الذاكرة، وشعرت بالاكتئاب حاد، أصبحت أتسول النقود بل وأسرق أحيانا لأحصل على الدواء.
فصلت من عملي لغيابي المتكرر، طردت من شقتي لعدم التزامي بالإيجار، فقدت كمية كبيرة من وزني، والمفاجأة عادت لي نوبات الصرع مرة أخرى، فلم يكن أمامي سوى طلب المساعدة لأتخلص من الداء الذي سلبني كل شئ.
لماذا كنت أخاف من تجربة العلاج داخل المراكز المتخصصة:
لم يكن لدي تجارب سابقة مع مراكز علاج الإدمان، ولكنهم لم يكونو الخيار الأول لي، فلم أقتنع بوجود علاج نهائي للإدمان، ولم أثق بجودة العلاج المقدمة بالداخل وقدرة أي أحد على مساعدتي، كنت أخاف من تكرار تجربة اعراض الانسحاب، ولم أتخيل أن أعيش حياتي دون الدواء، كانت مخاوف وهمية أدركت بعدها أنها صوت المرض بداخلي هو من يشككني في العلاج لأصبح أسير له مدى الحياة.
تجربتي في علاج الإدمان داخل مستشفى التعافي وكيف وصلت للتعافي في خطوتين فقط:
تعرفت على مستشفى التعافي من خلال صديق خاض تجربة العلاج لديهم، وبالفعل استطاع الوصول للشفاء من إدمان لسنوات، وعندما علم بحالتي اقترح على اللجوء إليهم، ترددت في البداية ، ولكن حسمت أمري بالتواصل معهم، وفاجأني الاهتمام البالغ والدقة في العلاج
فبمجرد الوصول تم استقبال من قبل فريق طبي يتكون من طبيب نفسي، طبيب عام، وممرض وعلى الفور خضعت لبرنامج علاجي مر علي 3 مراحل:
كشف طبي شامل:
قام الطبيب النفسي والطبيب العام بتوقيع كشف طبي شامل لمعرفة وضعي الصحي والأمراض التي سببها لي الإدمان، وإجراء تحاليل مخدرات، صورة دم، تحليل فيروسات لاختيار برنامج علاجي مناسب لي.
إزالة السموم من جسمي بدون ألم:
تلك المرة كانت مواجهتي مع اعراض الإنسحاب أسهل بكثير، فلم أشعر بأي ألم، وذلك لأني خضعت لبروتوكول دوائي سحب السموم من جسدي وعالج أعراض الانسحاب بأمان تام، وفي مستشفى التعافي وجدت رقابة طبية دقيقة على مدار الساعة، وتم متابعة وظائفي الحيوية وقياس الضغط ، السكر، ودرجة الحرارة باستمرار لضمان عدم حدوث أي مضاعفات.
علاجي نفسيا وتغيير شخصيتي:
أكد علي الأطباء أن ضمان نجاح علاج إدمان نيورنتين هو تغييري وليس فقط امتناعي عن التعاطي، فتم تطبيق أحد برامج العلاج النفسي ، وخضعت لجلسات علاج نفسي فردي وعلاج سلوكي معرفي غير نظرتي النفسي ومن حولي وعلمتني كيف أتحكم في الأفكار التي تدفعني التعاطي وأسيطر عليها، وأتعامل مع نوبات الصرع وأي ضغوط تواجهني دون المخدر وبالتالي أتجنب الانتكاسة.
وبالفعل نجحت تجربة علاجي والآن احتفل بمرور 3 سنوات على التعافي من ادمان نيورنتين وبدء حياة جديدة أشعر فيها بالحرية والأمان.
كلمة مني لك..
لا تجازف بصحتك وتضيع وقتك في تجارب علاجية فاشلة تعاني منها من ألم شديد وتعرض نفسك لمخاطر كبيرة، أنت بحاجة لمساعدة طبية وخبراء يفهمون جيدا ما تعانيه ويضعون حلول جذرية لك يضمنون بها تخلصك من الادمان نهائيا وبدون ألم.