علاج إدمان أولانزابين بدأت قصتي معه بكلمات الطبيب ” تناول ذلك الدواء والتزم بالجرعات التي حددتها لك وأحذرك تماما من الخروج عنه”
أتذكر جيدا حديث الطبيب عندما وصف لي دواء أولانزابين لعلاج الفصام، فقد كانت كلماته واضحة وصريحة يحذرني من أن أحيد عن الجرعات الموصوفة أو أخالف كلماته تحت أي ظرف، وبالفعل التزمت بأوامره الطبية في البداية وكنت منضبط كالساعة أتناول الجرعات بدقة شديدة في موعدها، ولم أسهو يوما عن المطلوب مني.
كيف وقعت في إدمان أولانزابين؟
كانت فرحتى كبيرة عندما لاحظت تأثير الدواء الإيجابي للغاية على حالتي الصحية، فقد اختفت الضلالات والهلاوس وبدأت في التحول لشخص طبيعي مرة أخرى، وقتها بدون إرادة قررت زيادة الجرعات حتى وصلت ل20 مجم يوميا لأن الجرعات الموصوفة لم تعد كافة واشعر دائما أني بحاجة للمزيد.
من هنا انزلقت قدمي في دائرة الإدمان واستمريت في تعاطي الدواء بكميات كبيرة ولفترات طويلة حتى بدأت الاحظ تأثير سلبي على جوانب حياتي ومن هنا قررت قطع ذلك الطريق و التوقف عن تعاطي الدواء فورا.
وياليتني لم أفعل! فهاجمتني اعراض انسحاب صعبة للغاية تضمنت:
أعراض انسحاب أولانزابين:
- رغبة شديدة في الدواء.
- نوبات عنف،
- قلق وتوتر،
- صداع شديد،
- اكتئاب شديد،
- آلام في الجسم
- أرق شديد
لم اتحمل تلك الأعراض فلم يكن أمامي سوى العودة التعاطي بسرعة شديدة حتى أتغلب عليها، واستمريت في دائرة الادمان المظلمة حتى طلبت المساعدة الطبية.
كيفية علاج إدمان أولانزابين في خطوتين؟
ظللت ابحث طويلا عن مساعدة طبية تخلصني من إدمان الدواء، وكان المعروض كثير ولكن الأهم هو توفر معايير طبية اضمن بها حصولي علي خدمة موثوقة والمرور برحلة علاجية سهلة قدر الإمكان
حتى وجدت غايتي في مستشفى التعافي، فبعد ترشيح عدة أصدقاء للمستشفى، تواصلت معهم وتم فورا إلحاقي ببرنامج علاجي تضمن خطوتين:
سحب السموم من جسدي:
بعد دخولي للمستشفى قام الأطباء بتوقيع كشف طبي شامل، ومعرفة تاريخي المرضي ومدة تعاطى الدواء، لتحديد حالتي النفسية والجسدية ووضع برنامج دوائي بأنواع أدوية وجرعات مناسبة لي.
فتوقفت تماما عن التعاطي وتم سحب السموم وعلاج أعراض الانسحاب التي كنت خائفا منها بدون أن أشعر بأي ألم وكانت مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لي.
علاجي نفسيا وسلوكيا:
ركز الأطباء بشدة علي علاجي نفسيا، وخاصة أني في الأصل مريض فصام، فتم وصف أدوية لعلاج مرض الفصام التي ظهرت أعراضه مرة أخرى، مع تعليمي كيف أتحكم في رغبتي تجاه الدواء، وتغيير سلوكي الذي اعتمد عليه وتعليمي سلوكيات أخرى لمنعي من الانتكاسة.
وبعد مرور 3 سنوات من إدماني للدواء أشاركك احتفالي بالتعافي التام منه، على الرغم من قسوة التجربة إلا أني استطعت تخطيها بأمان بدون أن أشعر بأي ألم، فقط عندما أدركت أني بحاجة لمساعدة ويد تدعمني خلال رحلة الشفاء.