علامات الشفاء من الوسواس القهري هي بداية النهاية للأفكار القهرية والطقوس الوسواسية التي كان الفرد يعيش معها، وتتنوع هذه العلامات لتعطي للمريض وأهله أملا في جدوى العلاج، لكنها لا تعني انتهاء الخطر فهناك تحديات كثيرة تمنع التعافي وتصعب من علاج الوسواس القهري داخل مراكز علاج الإدمان المتخصصة و الوصول للشفاء.
ما هي علامات الشفاء من الوسواس القهري؟
الشفاء من الوسواس القهري يترجم إلى عدة أعراض تدل على بدء رحلة التعافي والتخلص من سيطرة الأفكار الوسواسية وتتضمن علامات الشفاء من الوسواس القهري:
1. اختفاء الأعراض:
اضطراب الوسواس القهري حالة مزمنة، وبالسيطرة عليها في إطار خطة العلاج يمكن للأعراض أن تتلاشى، لكن هذا لا يعني التعافي التام فقد ينجح العلاج في علاج الأعراض لكن بعد قطع العلاج ودون إكمال الخطة تماما يمكن للمصاب أن يعود سيرته الأولى مرة أخرى.
2. الاستعداد لإكمال خطة العلاج:
يشدد معالجوا الوسواس القهري على ضرورة إكمال مسار العلاج، مع وضع قائمة بالأفكار الجديدة والعائدة واستجابة المريض لها، وبالتالي فالتعافي لا يعني العلاج فقط بل استعداد المريض لإكمال جلسات العلاج بالدعم، والعلاج التنشيطي لتتعزز مكاسب العلاج.
3. قوة التركيز:
لو كنت تبدأ علاج الوسواس القهري لأول مرة، فغالبا ما يتشوش هدفك النهائي من العلاج والتعافي، فمن الشائع لدى هؤلاء المرضى الجدد أن التعافي يساوي عدم وجود أفكار قهرية، لكن التعافي رحلة أكبر من ذلك تشمل صفاء التفكير وعودة التركيز والنظرة للحياة واستعادة العلاقات والتخلص من أعراض الوسواس القهري الأخرى لحقتك أثناء المرض.
4. الأفكار موجودة لكنها أقل:
كلنا يحمل أفكارا قهرية في مواقف ما، وبالتالي فوجود الأفكار القهرية وترددها على المتعافي شيء طبيعي وعادي، ولكن طريقة تصرفه نحوها هو المهم، هل سيدفعها، أم سيستجيب لها ويترك ضوء الشمس والزهور التي ذهب ليتمشى في ساحاتها، هل سيكبر وزن الأفكار أم سندفعها عن أدمغتنا وصدورنا، تلك هي القضية، ومن هنا تكمن أهمية متابعة الطبيب وقت العلاج ومجموعات الدعم وإطلاعه على كافة الأعراض التي تصيب المتعافي.
5. عدم الاستجابة للأفكار الداخيلة:
التعافي من الوسواس القهري، كما سبق ووضحنا لا يعني ذهاب الأفكار بالكلية، فهي لازالت موجودة في مكان ما داخل عقلك وتحاول أن تأخذ مكانها السابق، وبمعرفة مهارات التعرض وطرق منع الاستجابة لهذه الأفكار بالمتابعة في جلسات الدعم والعلاج، تكون استجابة المريض للسلوك القهري مختلفة، وتقل الأفكار المتطفلة شيئا فشيئا.
6. الرغبة العالية في الشفاء التام:
بعد استعداد المريض للتعافي وتعمقه كثيرًا في ما يمكن أن نسميه الشفاء التام من الوسواس القهري، عندما تظهر أفكار قهرية في الرأس لن يمارس طقوس الوسواس القهري العادية وينجرف ورائها بل سيتعرض لها ويواجهها ويمنعها، ولو أخطأ وزل مرة فإنه سريعا ما يعود، لأنه بهدف وأكبر جزء فيه يعود إلى الرغبة فرغبة المتعافي في التعافي هي أهم ما يساعد الطبيب.
7. المشاعر المختلطة لا تزول:
يعرف المتعافي وخصوصا المتعافي لأول مرة من نوبة الوسواس القهري أن الأمر يستغرق وقتًا حتى تشعر بالراحة مع الانزعاج وأن تكون على استعداد للشعور به، فيمر بمشاعر مختلطة بين الإحساس بالانتصار على الأفكار والإحساس بالانتكاسة وقهر الأفكار الوسواسية في حد ذاته قد يدفعه لضيق أكبر، لكن بمجرد هزيمة هذه الأفكار بالأساليب المتبعة، يمكن للمريض أن يشعر بتحسن كبير وإنجاز.
التحديات التي تمنع التعافي من اضطراب الوسواس القهري:
يعاني معظم الأشخاص الذين يخضعون لدورة من العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري من انخفاض كبير في الأعراض، ولكن رغم هذا هناك العديد من العوائق التي تقلل من فاعلية نسبة الشفاء من الوسواس القهري وأهمها:
1. عدم الالتزام بالعلاج:
عندما يتجنب الأشخاص المصابون بالوسواس القهري تلقي العلاج أو لا يلتزمون بشكل كامل بجلسات العلاج والواجبات المنزلية المصاحبة، فإنهم يعرقلون عملية العلاج فيما يسمى بتجنب التعافي.
2. الاضطرابات المرضية المصاحبة:
يمكن أن يتداخل اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب الشديد، الاضطراب ثنائي القطب، إدمان الكحول، تعاطي المخدرات، أو اضطراب مرضي آخر مع نجاح العلاج ما يتطلب علاجًا منفصلاً وخبرة خاصة.
3. ضعف التواصل مع المعالج:
يعد التواصل الصريح والصادق حول الطبيعة الدقيقة للوساوس والأفعال القهرية وتكرارها أمرًا ضروريًا للمعالج لتصميم أفكار تعرض فعالة في العلاج، فغالبًا ما يخشى الناس الكشف عن جميع أعراضهم خوفا من الحكم عليهم خصوصا لو كانت جنسية تجلب الخجل، أو لأنهم يعتقدون أنه سيكون من المستحيل أن يساعدهم العلاج في الهواجس أو الإكراهات التي تكون صعبة بشكل.
4. جلسات العلاج غير متكررة:
يتم تحديد مواعيد جلسات العلاج بشكل عام أسبوعيًا، ولكن في بعض الحالات قد تحتاج الجلسات إلى أن تكون أكثر تكرارًا أو يتم إجراؤها في بيئة علاجية أقرب للسكن منها للعيادة التي يزورها المريض.
5. مكان العلاج غير مناسب:
قد تكون الجلسات العلاجية أكثر فاعلية إذا عُقدت في أماكن تثير الهواجس والأفعال القهرية مثل منزل الشخص، السيارة، أو في الهواء الطلق وبالتالي يكون المكان المريح وغير الفعال لتجارب التعرض سببا في عدم وضع نهاية الوسواس القهري.
6. التدخل الأسري:
يمكن لأفراد الأسرة الذين يشاركون في تجارب التعرض القهرية للفرد أن يفسدوا نجاح العلاج دون قصد، لذا يطلب مقدم العلاج من أفراد الأسرة الامتناع عن الانخراط في سلوكيات معينة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على العلاج بحسن نية، وفي بعض الحالات يتم تدريب أحد أفراد الأسرة ليكون بمثابة “مدرب” لتتبع حالات التعرض وتثبيط سلوك الوسواس.
7. الاختيار الخاطئ للمعالج:
قد لا ينجح الفرد مع معالج معين لأن شخصية المعالج غير مناسبة أو لا يصمم المعالج تعرض مناسب وقوي للسلوكيات القهرية، وقد يكون هذا نابعا من نقص الخبرة، وبالتالي إذا لم يفلح التعافي مع معالج في غياب عناصر منع التعافي الأخري فينبغي تجربة معالج جديد.
8. العلاج غير مناسب:
العلاج المعرفي السلوكي المصحوب أحيانًا بالأدوية هو العلاج الوحيد لاضطراب الوسواس القهري والمدعوم بأدلة علمية، ولا توجد أدلة كافية لدعم استخدام العلاجات كالتنويم المغناطيسي أو العلاجات العشبية أوالتحليل النفسي أو العلاج بالاسترخاء أو إعادة معالجة إزالة حساسية حركة العين أو التغييرات الغذائية، ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن التأمل واليوجا والتمارين الرياضية يمكن أن تكمل العلاج الرسمي لاضطراب الوسواس القهري، لكنها ليست بديلا عنه.
أسئلة شائعة عن علامات التعافي من الوسواس القهري:
نعرض لك أهم الأسئلة المتداولة عن علامات الشفاء من الوسواس القهري وإجابتنا عليها.
هل يمكنك الشفاء التام من الوسواس القهري؟
الخبر الجيد لكل المصابين وأسرهم، أن الناس يمكن أن يتعافوا حتى من الوسواس القهري، ولكن هناك عدة عوامل يجب اتباعها ليتم التعافي منها، اختيار المعالج والمشفى المناسب، وطريقة علاج مرخصة وثابتة علميا واستعداد المتعافي لإكمال خطة العلاج ودعم أسرته له.
ما الذي يجب عدم قوله للمتعافي من الوسواس القهري؟
لا تقلق أنا عندي أيضا وسواس، أنت تبالغ في أفكارك، فكر بعقلانية قليلا، لماذا لا تستطيع إيقاف الأفكار، هذه الأفكار في رأسك فقط، مجرد كبوة وستمر وحدها، استرخي فقط وستتحسن.
كيف أحقق نهاية الوسواس القهري؟
يلعب نمط الحياة الصحي والمتوازن مع العلاج النفسي والدوائي دورًا كبيرًا في تخفيف القلق والحفاظ على النفس من دوافع الخوف والقلق القهري، لذا يفيدك لإنهاء الوسواس القهري أن تتمرن بانتظام لأن التمرين مضاد فعال للقلق يساعدك في إعادة تركيز عقلك عند ظهور الأفكار الوسواسية والأفعال القهرية.
ما هي نسبة الشفاء من الوسواس القهري؟
عادة ما تكون نسبة الشفاء تدريجية كما الأفكار القهرية تدريجية، وهذا الأمر مرتبط بالعمر بشكل أساسي فتزيد النسبة لكنها تنحسر عند 20 ٪ فقط لو زاد العمر عن 40 عامًا، فيما 40 ٪ من الأفراد الذين يعانون من بداية الوسواس القهري في مرحلة الطفولة أو المراهقة يتعافون في مرحلة البلوغ المبكر.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته دكتور أنا تراودني أفكار بالإجرام بأنني سأقتل أحدا وأنا خائف من أن أطبقها
وعليكم السلام أستاذ زهير أهلا وسهلا بحضرتك في مستشفى التعافي لعلاج الإدمان سعداء بتواصلك معنا
ننصح بالتوجه الفوري لطبيب نفسي لمساعدتك على السيطرة على تلك الأفكار والتحكم فيها من خلال العلاج النفسي والدوائي،