علامات الوقوع في الإدمان أو الاضطرابات التي تظهر على المدمن هي علامات هامة جدا لتنبيه المريض أو أهله لوجود مشكلة كبيرة تستدعي التدخل الطبي، ولا تقتصر أهمية هذه العلامات على متعاطي المخدرات فقط؛ بل تنبه أيضا كل من يتعاطى أدوية طبية تسبب الإدمان لمدة طويلة.
التناول المستمر لبعض الادوية قد يسبب ادمان لها مما يتطلب علاج ادمان متخصص حتى يصل المريض الى الامتناع التام عن تناوله.
نتعرف معا في هذا المقال المقدم من مستشفى التعافي -أفضل مستشفى للطب النفسي في مصر- إلى علامات الوقوع في الإدمان لنشر الوعي بين جميع أفراد المجتمع؛ لحماية أبنائنا وشبابنا من الإدمان وأضراره المدمرة.
أهمية التعرف إلى علامات الوقوع في الإدمان
يحدث الإدمان نتيجة خلل في نظام المكافأة في المخ ومراكز التحفيز؛ نتيجة تعاطي مادة تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المركزي تسبب العديد من الاضطرابات في النواقل العصبية وهرمونات الشعور بالسعادة.
وتسبب هذه المواد المخدرة اعتماد وظائف المخ -ووظائف جسدية أخرى لأعضاء الجسم- على وجودها؛ وبناء على ذلك يصبح اهتمام المريض الأول هو الوصول للمادة المخدرة ويشعر بأعراض انسحاب مؤلمة عند التوقف المفاجئ عن تعاطي هذه المادة.
ونتيجة إلى ذلك تضطرب وظائف المخ ويصاب المريض بالعديد من الأضرار الجسدية، إضافة إلى الأضرار الاجتماعية نتيجة سلوكه العنيف وارتكابه للجرائم والوصمة الاجتماعية له بسبب الإدمان.
لذلك من الضروري أن ينتبه جميع أفراد المجتمع لعلامات الوقوع في الإدمان ويراقبوا أبناءهم عن قرب، لأن ملاحظة هذه العلامات مبكرا واللجوء لعلاج الإدمان في مراكز علاج الإدمان المعتمدة هو طوق النجاة الوحيد لإنقاذ حياة المدمن.
علامات الوقوع في الإدمان
تختلف حدة هذه الأعراض وتوقيت ظهورها باختلاف المادة المخدرة ومدة تعاطيها؛ إضافة للحالة الصحية للمدمن وعمره وقد تظهر جميعها أو بعض منها فقط، لذلك يجب الانتباه لكل عرض جيدا.
الحزن والاكتئاب
نتيجة اضطراب إفراز هرمونات السعادة طبيعيا من المخ، يمر المدمن بسوء الحالة المزاجية والاكتئاب خصوصا مع اقتراب موعد انتهاء مفعول المادة المخدرة.
يلاحظ المحيطون بالمريض حزنه واضطراب حالته المزاجية دون وجود مبرر أو سبب ظاهر لذلك، وقد يحاول المدمن الانتحار بسبب الاكتئاب.
اقرأ أيضا: 7 علامات خفية تخبرك أن ابنك مدمن مخدرات
تقلب المزاج
يرتبط مزاج المدمن بجرعة المخدر وليس بالظروف المحيطة به؛ بمعنى أنه يفرح وينتشي بعد الجرعة ويكتئب ويحزن مع موعد انتهاء مفعول جرعة المخدر، وتنعكس التقلبات المزاجية على سلوك المدمن فهو أحيانا عنيف ومؤذي وأحيانا أخرى هادئ.
إهمال المظهر الخارجي
ربما أول ما يلفت نظر الأهل هو سوء المظهر الخارجي للمدمن، وهذا انعكاس طبيعي لوقوع المدمن في دوامة الوصول إلى المخدر وتعاطيه فيهمل النظافة الشخصية لجسده وملابسه.
وعادة ما يهمل المريض تناول الغذاء الصحي مما يصيبه بفقدان الوزن وظهوره بشكل مريض وهزيل، مع ظهور الهالات السوداء المشهورة حول عيني المدمن.
ومن أشهر علامات الوقوع في الإدمان هو ملاحظة إصابات وكدمات غريبة في ذراعي المدمن أو أماكن الأوردة في جسمه، وعادة ما يعطي المدمن إجابات غير منطقية عندما يُسأل عن سبب هذه الكدمات.
أقرأ أيضا: ما الفرق المدمن وغير المدمن؟
إهمال الدراسة والتقصير في العمل
تؤثر أغلب المواد المخدرة على الذاكرة وعلى اتخاذ القرارات بشكل سليم، إضافة لانشغال المدمن بالبحث عن المادة المخدرة وعدم اهتمامه بدراسته أو عمله؛ لذلك من الطبيعي أن تتأثر درجات الطالب في المدرسة سلبيا وأن يتعرض المريض للفصل من العمل.
البحث عن المال دائما
ليحصل المدمن على المخدر يحتاج دائما إلى المال؛ لذلك عادة ما يطلب المال من أهله أو أصدقائه ويستلف من معارفه ليشتري المخدر.
ومع مرور الوقت ومعرفة المحيطين به بأنه لن يعيد هذا المال لهم ورفضهم لإعطائه المزيد من المال، يلجأ للطرق غير المشروعة ليحصل على النقود مثل السرقة والنصب أو تهديد الآخرين بالأسلحة لإعطائه المال.
لذلك نود أن ننبه لضرورة مشاركة الأبناء في طريقة إنفاق الأموال وعدم الاستجابة لإعطائهم المال باستمرار دون فهم الداعي لطلبهم هذا المال، مع التنبه لاختفاء أي أموال أو أشياء قيمة من المنزل إذا رفضت إعطائهم المال.
كثرة التبريرات غير المنطقية والكذب
بالطبع لا يريد المدمن أن ينكشف سره ويعرف أحد بهذا الامر؛ لذلك يرد عن أي سؤال بتبريرات غير منطقية ويكذب باستمرار سواء حول طرق صرفه للأموال أو سبب غيابه عن المدرسة أو إهمال الشغل وكذلك بشأن سبب وجود كدمات غريبة في جسمه.
من السهل أن يكتشف الأهل كذب الأبناء واضطراب سلوكهم إذا كانت العلاقات بين الأهل وأبنائهم جيدة وقريبة ويتشاركون الحديث يوميا، أما إذا كانت علاقة الأهل والأبناء سيئة ولا تعتمد على تبادل الحديث والمشورة؛ فعادة ما يقع الأبناء بسهولة في شبكة الإدمان دون أن يشعر الأهل بهم، لذلك تعد العلاقات القوية بين الآباء والأبناء من أهم أركان الحماية من الإدمان.
أقرأ أيضا: كيف اساعد شخص مدمن مخدرات؟
التصرفات المؤذية
يغلب العنف والهياج والتهور على أغلب تصرفات المدمن بسبب تأثير المواد المخدرة على المدمن، لذلك عادة ما يتسبب في الحوادث والتصرفات المؤذية له وللمحيطين به.
وتسبب هذه التصرفات إصابات بالغة للمدمن قد تؤدي إلى وفاته بجانب وقوعه تحت المسؤولية القانونية والعقاب بالسجن أو الغرامات المالية.
حب العزلة وظهور أصدقاء السوء
بسبب تغير اهتمامات المدمن وعدم اكتراثه بالعلاقات الأسرية يميل للانعزال عن الأسرة والأصدقاء، وبما أن هدفه الأول هو الوصول للمخدر يكتسب صداقة أصدقاء السوء المدمنين ويتقرب لهم ليحصل على المخدر بسهولة.
اضطرابات النوم والنشاط
تعد اضطرابات النوم والنشاط من أشهر علامات الوقوع في الإدمان، بسبب ارتباط انتظام النوم واعتدال النشاط بعمل المخ بطريقة طبيعية.
على عكس في حالة الإدمان نجد أن المادة المخدرة تسبب اضطراب وظائف المخ مما ينعكس على النوم والنشاط، ويتوقف نوع الاضطراب على طريقة عمل المادة المخدرة.
ففي حالة تعاطي مواد مخدرة منشطة للجهاز العصبي المركزي يزداد نشاط المريض وتقل عدد ساعات نومه، بينما تسبب المخدرات المهدئة لنشاط المخ نوم المريض مدة طويلة وانخفاض نشاطه وكسله.
ظهور أعراض انسحابية
تظهر الأعراض الانسحابية للمادة المخدرة عند التوقف المفاجئ عن تعاطيها، وتختلف هذه الأعراض باختلاف تأثير المخدر على الجسم، ولكن عموما يشعر المريض بالألم والقلق والحزن والاضطراب في هذا التوقيت، ويبحث عن المادة المخدرة بجنون مما يثير الشك به ويكشف سره الذي يخفيه عن الآخرين.
كلمة مستشفى التعافي…
يستطيع أي شخص طبيعي يتمتع بالعقل والحكمة أن ينتبه لتأثير المخدرات الضارة على الجسم، ولكن المدمن لا يفكر بطريقة سليمة ولا يحكم على الأمور بحكمة ومنطق بسبب تأثير المخدرات على مراكز التفكير واتخاذ القرار في المخ.
لذلك يجب أن يتنبه الآباء لظهور علامات الوقوع في الإدمان على أبنائهم ويطلبون مساعدة مراكز علاج الإدمان المتخصصة في التعامل مع المدمن بطريقة سليمة.
يسعدنا في مستشفى التعافي -الرائدة في مجال علاج الإدمان- تلقي استفساراتكم والإجابة عنها بالإجابات العلمية الطبية في سرية تامة.