كيفية التعامل مع مدمن الحشيش؟
سؤال يحمل حيرتك وخوفك من وجود شخص مدمن للحشيش بالقرب منك ولا تستطيع التعامل معه وإقناعه بالالتحاق ب مستشفى لعلاج الإدمان وتلقي العلاج، وبالتالي تضطر للعيش في حالة من القلق على صحته وما تتعرض له من تدهور بسبب المخدر، تحتاج معه لمعرفة كيفية التدخل واتباع أساليب معينة ينصحك بها الأطباء لإقناعه بخطورة المخدر وعلاج الإدمان منه.
كيفية التعامل مع مدمن الحشيش؟
“ابني مدمن حشيش ويرفض العلاج” “زوجي مدمن حشيش وأصبح مكتئب ومنعزل دائما” “أخي يتعاطى حشيش ويشكك أننا نريد قتله”
جملة حقيقية تأتينا يوميا من أسر لمدمني الحشيش يشاركونك معاناتك معهم، تحتاج لتعلم أساليب للتواصل وإقناع المتعاطي ببرنامج علاج الإدمان منه وتجنب بعض الأخطاء التي قد تزيد رفضه للانصات لك وعدم قبول فكرة العلاج.
1. حذره من أضرار الحشيش وآثاره النفسية الخطيرة:
اعتقاد شائع وقناعة أكيدة لدى متعاطي الحشيش وربما لديك أيضا لكونه لا يسبب تأثير إدماني أو أضرار مثل باقي أنواع المخدرات، الأمر الذي يعد خطأ فادح فيجب أولا تغيير قناعات المتعاطي بأن الحشيش إدمان مثل باقي أنواع المخدرات ولكن إدمانه نفسي لذا لا يدركه أغلب المتعاطين، حيث يحتوي المخدر على مادة تعرف بTHC والتي تسبب خلل في كيمياء المخ ينتج عنه آثار نفسية خطيرة تصل للإصابة بالفصام، الاكتئاب، الضلالات، الهلاوس، ضعف في الذاكرة والتركيز، وحالة من التبلد تظهر بشكل مفاجئ على المدى البعيد.
2. أظهر له دعمك وحبك:
” أنا أحبك” أريد مساعدتك”
كرر تلك الجمل أثناء كلامك معه حتى تظهر له حبك ودعمك له وتصل إليه رسالة مفادها أن مصلحته هي شاغلك الأول وبالتالي تزيد من قربه منك ورغبته في الإنصات وسهولة إقناعه أكثر.
3. عدم منحه أي أموال:
مهما طلب منك متعاطي الحشيش لا تمنحه أي أموال تحت أي ظرف، أيا كانت أسبابه أو مهما توسل إليك، حتى لا ينفقها على شراء الحشيش وحتى لا تكون ممولة للحصول على المخدر.
4. اخرجه من عزلته:
حاول دائما إخراجه من العزلة التي نسجها حوله المخدر واشغل وقت فراغه باستمرار حتى لا تدع له مجال للتفكير والرغبة في تعاطي الحشيش، سواء كانت بمشاركته في ممارسة أنشطة مفضلة إليه أو توليه واجبات و مسؤوليات أسرية تدمجه مع المجتمع المحيط وتخرجه من دائرة العزلة واللامبالاة التي سببها الحشيش.
5. إسأله عن الأسباب التي تدفعه للتعاطي:
إسأله عن الأسباب التي تدفعه لتعاطي الحشيش سواء كانت الهروب من مشاكل أسرية، عملية، شعور بالاكتئاب أو التعرض لصدمة لا يستطيع التعايش معها، أو حتى اعتقاد خاطئ بقوة الحشيش والجنس واستخدامه لتقوية العلاقة الجنسية حتى يتم فهم أسبابه وتغيير طريقة التعامل معه وحل مشكلته النفسية التي أدت للتعاطي.
6. إبعده عن البيئة التي تدفعه للتعاطي:
لم يتعرف متعاطي الحشيش على المخدر بمفرده بل هناك من أرشده لذلك وفي الأغلب ستكون دائرة من أصدقائه، لذا جفف منابع الحصول على المخدر وابعده تماما عن تلك البيئة المحيطة حتى لا تشجعه على التعاطي.
7. لا تعامله كمذنب:
غير نظرتك إلى متعاطي الحشيش فلا تتعامل معه كونه مذنب أو شخص ذو سلوك أخلاقي منحرف يستدعي العقاب وإنما مريض لا يستطيع السيطرة على سلوكه المرضي ويحتاج إلى مساعدة، فتجنب اللوم والعتاب تماما وأي كلمات تحمل نوع من الوعظ أو التنظير.
8. راقبه باستمرار:
لا نقصد أن تعامله كمشتبه به وإنما أن تقوم برعايته بشكل مستمر ومتابعة تصرفاته وسلوكياته وكمية المخدر الذي يقوم بتناوله، وخاصة إذا كان مريض فصام وضلالات يحتاج منك إلى التأكد من تناول أدويته وتوجيهه إلى ما يجب عليه فعله، وتجنب ارتكابه أي تصرفات أو سلوكيات عنيفة.
9. لا تعامله بعنف:
لدى قوة خارقة” المخابرات تراقبني” “أنا مسحور” “
جمل غير منطقية سوف يرددها مدمن الحشيش ناتجة عن حدوث ضلالات وهلاوس سببها المخدر، لا تتعامل معها أبدا بعنف أو بحدة، أخبره أنك تختلف معه ووجهة نظره غير صحيحة تماما ووجه نحو الرأي الصحيح حتى لا تزيد حفيظته ونفوره منك.
11. اتخذ قرار العلاج عنه:
اتخاذ قرار العلاج عن مدمن الحشيش وعدم انتظاره للقيام بذلك ، هو أفضل ما يمكن تقديم إليه وخاصة عند إصابته بضلالات أو نوبات شك وهلاوس ترتب عليها سلوكيات خطيرة، وقتها يحتاج إلى سرعة إلحاقه ببرنامج متخصص في علاج إدمان الحشيش بشكل فوري.
كيفية علاج إدمان الحشيش؟
للحشيش خصوصية في العلاج فتأثيره النفسي يكون شديد الضرر علي المتعاطي لذا يتم التركيز بقوة علي الجانب النفسي والتأهيل السلوكي الذي يضمن التخلص منه تماما دون انتكاسة، وتمر رحلة العلاج ب4 مراحل تشمل:
1. الفحص والتشخيص الطبي:
في مستشفى التعافي لعلاج الإدمان سوف تخضع لفحص طبي شامل للحالة النفسية والجسدية يتم فيها إجراء(تحليل مخدرات لمعرفة نسبتها في الدم)، تحليل فيروسات، صورة دم كاملة، تحليل لوظائف الكبد والكلى، قياس الضغط والسكر لتحديد الأضرار الجسدية التي يسببها الحشيش.
ثم إجراء فحص للحالة النفسية بشكل دقيق لمعرفة الآثار النفسية التي تركها الحشيش من اكتئاب، فصام، ضلالات، هلاوس، ونوبات شك ووضع برنامج علاجي مناسب لك.
2. سحب السموم دون ألم:
بعد الفحص يتم سحب السموم وعلاج الأعراض الانسحابية للحشيش النفسية والجسدية والتي تتضمن (رغبة شديدة في المخدر، نوبات اكتئاب وعزلة، قئ وغثيان، هلاوس سمعية وبصرية، ضلالات، آلام في المعدة، واضطرابات في النوم) من خلال برنامج دوائي فتمر دون ألم.
3. العلاج النفسي والتأهيل السلوكي:
هي أهم مرحلة في علاج إدمان الحشيش وهو عبارة عن جلسات علاج نفسي فردي وتأهيل سلوكي تضم 3 جلسات أسبوعيا لمدة ساعة تهدف إلى:
- علاج الأسباب النفسية التي أدت للمخدر من خلال جلسات علاج نفسي فردي يجتمع فيها المريض مع الطبيب ويعبر فيها عن مشاكله وظروفه الحياتية التي أدت لإدمانه لضمان عدم تكرارها.
- تغيير السلوك الاعتمادي المرتبط بالحشيش واستبداله بسلوكيات وأفكار أخرى صحية.
- تعلم كيفية التحكم في الرغبة والأفكار التي تدفع لتعاطي الحشيش والسيطرة عليها.
- علاج الاضطرابات النفسية المصاحبة للتعاطي من خلال وحدة التشخيص المزدوج باستخدام أدوية وجلسات علاج نفسي للتخلص منها نهائيا.
4. التأهيل الاجتماعي ومنع الانتكاسة:
في آخر مراحل العلاج يتم تأهيل المريض اجتماعيا من خلال:
- مساعدته على العودة للدراسة وإيجاد فرص عمل.
- التعامل مع الضغوط والمشاكل الحياتية والمواقف الصعبة التي تواجهه وحالات الاكتئاب التي تنتابه دون اللجوء للمخدر.
- تجنب أي عوامل أو محفزات تشجعه على التعاطي لمنع الانتكاسة.