ما هي أدوية الباربيتورات وهل تسبب الإدمان؟
عام 1903 وفي حانة القديس باربارا احتفل عالم ألماني باكتشاف مادة الباربيتورات المهدئة للجهاز العصبي، والتي تم استخدامها في علاج حالات القلق، الأرق ونوبات الصرع لفترات طويلة، حتى أن ربات المنازل أقبلوا بقوة على تناولها، ولكن ظهر للدواء آثار جانبية خطيرة على المدى البعيد أثرت على السلوك والحالة النفسية والجسدية، فتم استخدامها في أضيق الحدود خوفا من تلك الآثار.
ما هي أدوية الباربيتورات؟
الباربيتورات مهدئات للجهاز العصبي والتي تسبب شعور بالاسترخاء والنعاس بمجرد تعاطيها، حيث تعمل على بطء نشاط المخ ووظائف الجسم، من خلال زيادة تركيز مادة جابا المسؤولة عن مشاعر الهدوء والاسترخاء.
فتم استخدامها في علاج حالات القلق، الأرق، نوبات الصرع وتهدئة المرضى قبل العمليات الجراحية، ولكن بسبب الآثار الجانبية لم تعد الخيار الأول للأطباء فتم استخدام أدوية بديلة تقوم بنفس المهمة بدون أن تسبب نفس الضرر.
أنواع أدوية الباربيتورات؟
الباربيتورات ليس دواء واحد بل أنواع مختلفة لكل منها استخدام طبي معين، وتحتوي على تركيزات مختلفة من المادة الفعالة، ولا يمكنك استبدال دواء بالآخر ألا بعد استشارة الطب المعالج.
سيكوباربيتال:
تم استخدامه أساسا في علاج حالات الأرق والحصول علي نعاس مستمر، ولكن بسبب آثاره الجانبية تم تجنبه من قبل الأطباء ووصف أدوية بديلة.
بوتاربيتال – اسبرين- كوديين:
مجموعة أدوية تستخدم في علاج نوبات الصداع النصفي وتسكين الآلام الناتجة عنه.
أموباربيتال:
دواء قصير الأمد في علاج نوبات الأرق، والنوم المتقطع.
بنتوباربيتال:
يستخدم في التخدير قبل العمليات الجراحية، كما أنه يدخل في علاج نوبات الصرع أيضا.
فينوباربيتال:
يدخل الدواء في علاج نوبات الصرع الجزئي والكلى، كما أنه يستخدم في منع حدوثها من البداية من خلال تقليل انتقال الإشارات العصبية بين مراكز المخ.
بريميدون:
يعالج الدواء التشنجات الناتجة عن نوبات الصرع، والوقاية من حدوثها.
هل أدوية الباربيتورات تسبب الإدمان؟
بالفعل أدوية الباربيتورات تسبب الإدمان عند استخدامها لفترات طويلة، ولهذا تم تجنب وصفها للمرضى.
حيث تسبب اعتماد المخ عليها في زيادة تركيز المواد المسؤولة عن السعادة والاسترخاء وبالتالي لا يستطيع العمل بشكل طبيعي بدونها، وتدريجيا يقل تأثير الجرعات المعتادة فتحتاج لزيادة الجرعة للحصول على تأثير أقوى.
وتستمر في المعاناة من أضرار الدواء الجانبية وتأثيرها على حالتك الصحية النفسية والجسدية إلى جانب حياتك الاجتماعية أيضا بدون أن تستطيع التوقف عن تعاطيه، وعلى العكس أي محاولة للتراجع يقابلها أعراض انسحاب خطرة تعيدك لدائرة التعاطي وهذا ما نعرفه بالإدمان.
كيف تعرف أنك وقعت في إدمان الباربيتورات؟
لن تصبح مدمن من الجرعة الأولى، وإنما هناك علامات تدل على بدء وقوعك في خطر الإدمان، وضرورة اللحاق بنفسك وإنقاذها بسرعة وتشمل:
- ضيق في التنفس: المخدر يبطئ من وظائف الرئة، فإذا كنت تشعر بضيق مستمر في التنفس ونهجان عند أبسط الأنشطة، فأنت بذلك تواجه خطر الإدمان.
- ضعف التركيز والذاكرة: انظر لحالة الذاكرة والانتباه لديك، إذا بدأت في النسيان وفقدان التركيز المستمر، تكون بذلك بدأت رحلة الإدمان.
- تعاني من اكتئاب بدون مبرر: حالات الاكتئاب والحزن الغير مبرر والأفكار الانتحارية التي تطاردك، دلالة قوية على الإدمان، نتيجة اضطراب الحالة النفسية وانخفاض مستوى هرمون جاباب المسؤول عن السعادة,
- هلاوس سمعية وبصرية: أحيانا ترى أشخاص وتسمع أصوات غير حقيقية؟ الأمر ليس غريبا بل ناتج عن اضطراب هرمون حادث في المخ بفعل تأثير المخدر عليك.
- تعجز عن التوقف عن التعاطي: عجزك عن التوقف عن التعاطي لفترة طويلة وميلك لزيادة الجرعة لأن الجرعة المعتادة لم تعد كافية، دليل على بدء رحلة إدمانك.
- تكرر الوصفات الطبية: تكرار الوصفات الطبية والذهاب إلى أكثر من طبيب للحصول على الدواء، دليل على إدمان المخدر.
- تنفق جميع أموالك على شراء الدواء: راقب محفظتك واعرف أين تذهب أموالك كل شهر؟ إذا كانت تذهب جميعها لشراء الدواء فإنك بذلك وقعت رسميا في إدمانه، وأصبحت تنفق جميع مدخراتك عليه لدرجة أثرت على التزاماتك الشخصية والأسرية.
كيف تعالج الإدمان من الباربيتورات؟
توقف فورا عن محاولاتك الفردية لعلاج إدمان الباربيتورات بمفردك في أغلب الأحيان لن تأتي بنتيجة وتسبب لك مخاطر كبيرة، أنت بحاجة لمساعدة طبية وبرنامج علاجي نصممه خصيصا ليناسبك ويحل مشاكلك الصحية يمر على مرحلتين:
- سحب السموم من جسمك وعلاج أعراض الانسحاب بدون أن تسبب لك أي ألم.
- علاجك نفسيا وتغيير سلوكياتك السلبية واستبدالها بسلوكيات أخرى إيجابية قائمة على المواجهة وتعليمك كيف تتحكم في الرغبة الشديدة تجاه التعاطي وبالتالي منعك من الانتكاسة.
كلمة من مستشفى التعافي…
قديما كان الباربيتورات أفضل علاج للأرق واضطراب القلق إلى جانب تسكين الصداع النصفي، ولكن لآثاره السلبية النفسية والجسدية وصلت للإدمان، فلم يعد الأطباء متحمسين لوصفه وظهرت بدائل أكثر فائدة.