متلازمة أسبرجر مرض العباقرة، لعلك سمعت هذه الجملة من قبل، فمشاهير متلازمة أسبرجر كثر، وعلى سبيل المثال أشهرهم إيلون ماسك، ولكن لهذه المتلازمة التي تشبه مرض التوحد تحديات وصعوبات، فما أسباب الإصابة بهذه المتلازمة وما أعراضها وكيف يمكن علاجها والتعامل معها؟كل هذه الأسئلة وأكثر ستجد الإجابة عليها في هذه المقالة.
ما هي متلازمة أسبرجر؟
متلازمة أسبرجر هي اضطراب في النمو العصبي يؤثر بشكل خاص على التواصل والتفاعل الاجتماعي للمصاب وعادة ما يتم تضمين هذا الاضطراب ضمن اضطرابات طيف التوحد.
الذين يعانون من متلازمة آسبرجر لا يفكرون بمرونة، ولديهم اهتمامات محدودة ومخاوف غير عادية تجاه شيء أو نشاط بعينه، مع مشكلات في الترابط والأداء الاجتماعي الضعيف والعلاقات المحدودة بالآخرين، وتختلف درجة هذه العلامات وغيرها وإذا ما كانت ستؤثر في حياة المصاب أو لا، ولكن أولا دعنا نعرف ما أعراض الإصابة بمتلازمة أسبرجر.
كيف تعرف المصاب بها؟؟؟
أعراض متلازمة أسبرجر:
تظهر أعراض متلازمة أسبرجر في ستة نواحي من حياة الطفل والمراهق هي التفاعل الاجتماعي والتواصل والاهتمامات والروتين المتكرر وهي بالتفصيل فيما يلي:
1. عدم التفاعل الاجتماعي:
الأطفال المصابون بمتلازمة أسبرجر لديهم مهارات اجتماعية ضعيفة، حيث لا يمكنهم الاستجابة العاطفية المناسبة والكافية في موقف اجتماعي معين وبالتالي يفتقرون إلى الرغبة في مشاركة المعلومات والخبرات مع الآخرين، وقد تكون هذه المشكلة غير واضحة للآباء والمعلمين لكنها تتضح في عدم قدرة الطفل على تكوين صداقات في سنه ثم إلى الإحباط ومشكلات السلوك، حيث يجد الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر العالم مكانا محيرا ويفضلون الوحدة لأنهم قد يتعرضون للسخرية والتنمر والاعتداء ما لم يساعدهم أصدقاء لهم يتعاونون معهم ويحمونهم.
2. قلة التواصل:
التواصل اللفظي وغير اللفظي يضع مشاكل وتحديات للطفل ذو متلازمة أسبرجر، حيث تكون لغته المنطوقة والمسموعة من الآخرين غير واضحة أو مفهومة غالبًا، لذا يجب أن يكون الكلام معه بسيطا وفي مستوى يمكن فهمه، لأن الأطفال المصابين بمتلازمة أسبرجر يميلون إلى تقديم تفسيرات حرفية للكلام الذي يسمعونه وقد يتأخر بعض الأطفال المصابين بمتلازمة أسبرجر في النطق أو يستخدمون الكثير من العبارات التي حفظوها في غير سياقها، أما التواصل غير اللفظي فقد يبدو وجه الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر في حالة جمود أو تحديق بدلا من التقاء العين في العين.
3. الاهتمامات المحدودة:
من الأعراض المميزة لمتلازمة أسبرجر انشغال الطفل (أو هوسه) بأشياء معينة، سواء كانت الهواتف أو الحواسيب أو القطارات أو الديناصورات أو الخرائط وغيرها وقد تتغير هذه الاهتمامات بمرور الوقت.
4. عدم المرونة:
غالبًا ما يفرض الأطفال المصابون بمتلازمة أسبرجر حدودا وروتينا صارما على أنفسهم ومن حولهم، بدءًا من الطريقة التي يريدون بها فعل الأشياء إلى ما سيأكلونه، ومع أن هذا قد يكون محبطا للوالدين إلا أنه يمكن تغييره نوعا ما، كما تظهر عدم المرونة بطرق مختلفة وهذا هو السبب في أنه من الشائع بالنسبة لهم عرض المشكلات الأكاديمية، وجدولة التكيف، وتغيير المعلمين، وما إلى ذلك.
5. صعوبات التعلم:
حين يتعلم الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر في مدرسة عادية، فمن المهم أن يتوفر له قدر أكبر من المساعدة، لأن الطفل المصاب بهذه المتلازمة قد يعاني من صعوبات التعلم والارتباك والإرهاق من العملية التعليمية.
ومن المفيد أن تكون المدرسة التي يختارها الأب لابنه أو ابنته على استعداد للتعرف على الصعوبات التي سيواجهونها هم والطفل، أن يكون هناك نوع من الارتباط بين المدرسة والمنزل لتبادل المعلومات حول الإنجازات والمشاكل التي تحدث.
6. زهد العلاقات الجنسية:
متلازمة أسبرجر والزواج مشكلة كبرى، فالعلامات والأعراض عند الأطفال قد تظهر على البالغين ويضاف إليها صعوبة بدء علاقة زوجية أو تأجيل اللقاءات الجنسية ليس بسبب عدم وجود حاجة أو رغبة، ولكن لصعوبة تحديد العواطف والتعبير عنها؟ والتفكير في نظرة الآخر له وصعوبة التعاطف والتواصل والتفاعل مع الشريك الجنسي.
7. الحزن والاكتئاب:
بالإضافة إلى ما سبق ، يظهر الحزن أو الاكتئاب أو القلق أحيانًا على المصاب بمتلازمة أسبرجر، بينما يمكن أن يكون الأمر بسيطًا بالنسبة لبقية الأشخاص إلا أن العزلة والروتين الصارم وصعوبة التعايش معهم والسلوكيات الوسواسية قد تجعل من المصاب بمتلازمة أسبرجر عرضة للنقد وبالتالي للعزلة أكثر والاكتئاب أكثر.
أسباب الإصابة بمتلازمة أسبرجر:
هناك عدة عوامل أدت للإصابة بمتلازمة أسبرجر شملت:
1. عوامل وراثية:
قد تلعب العوامل الوراثية دورا في تطوير متلازمة أسبرجر حيث إن نصف الحالات المصابة بالمتلازمة تقريبا نتيجة مكون وراثي.
2. الإصابة بمتلازمة X الهش:
متلازمة الهش أو FXS لها دور في تطوير متلازمة أسبرجر، ومتلازمة X الهش ID اضطراب وراثي يحدث بسبب التغيرات في الجين الذي أطلق عليه العلماء الجين X الهش والذي يصنع بروتينا يسمى بروتين التأخر العقلي.
3. متلازمة ريت:
متلازمة ريت لها دور في تطوير متلازمة أسبرجر باعتبارها اضطراب وراثي نادر يؤثر على نمو الدماغ، مما يؤدي إلى إعاقة عقلية وجسدية شديدة.
4. الولادة المبكرة:
من المفترض أن يطور الأطفال المولودين قبل 26 أسبوعًا من الحمل متلازمة أسبرجر عندما يكبرون قليلا.
كيفية تشخيص متلازمة أسبرجر؟
لتشخيص متلازمة أسبرجر يحتاج الطبيب النفسي المختص إلى تقييم مدى معاناة الشخص من مشاكل في التفاعل الاجتماعي وما إذا كان يقوم بأنماط متكررة من الأنشطة وما إذا كان اهتمامه محدود ومتمحور حول أشياء وأنشطة بعينها، إضافة إلى تقييم تطور اللغة وعموما هناك اختبارات أساسية تساعد في التشخيص أهمها:
- التقييم الجيني.
- التقييم العصبي.
- تقييم الوظائف الحركية.
- الاختبارات المعرفية.
- تشخيص متلازمة أسبرجر في البلوغ.
هناك بالغون مصابون بمتلازمة أسبرجر لم يتم تشخيصهم مطلقًا، وغالبا ما يحدد الأهل والأقارب مرضه كهوس نادر أو شخص موسوس أو متحذلق، وهناك مشاكل أخرى قد تظهر كرد الفعل الاجتماعي المنحسر أو الإدراك الذاتي للصعوبات التي يواجهونها في هذا العالم.
في مرحلة البلوغ، قد يساعد الشخص في تشخيص نفسه مع الطبيب بالحديث عن الصعوبات التي يواجهها في التعايش أو بسبب الانزعاج الناتج عن عزلته، والذي يستخدمه كملاذ من صراعاته مع صعوبات تأسيس روابط اجتماعية، أو بسبب الانزعاج العاطفي.
علاج متلازمة أسبرجر:
نظرًا لأن متلازمة أسبرجر اضطراب في النمو العصبي يؤثر على كيفية تطور الجهاز العصبي وتكوينه، فلا يوجد علاج يمكن ضمان الوقاية من هذه المتلازمة أو علاجها بشكل تام، ولكن هناك مبادئ توجيهية وأنظمة دعم لها طبيعة تربوية نفسية وتتمثل وظيفتها في تعزيز نوعية حياة الأفراد وأسرهم وهذه خيارات العلاج التي تتوفر لك عموما:
1. العلاج النفسي:
يعمل العلاج النفسي والسلوكي المعرفي على تعزيز نقاط قوة الطفل أو البالغ المصاب بمتلازمة أسبرج وتعزيز دمجهم ومشاركتهم الاجتماعية، من خلال تطوير قدرات التطوير والتعلم والتفاعل الاجتماعي وتوفير أدوات ضبط النفس ومساعدتهم على الحصول على صورة إيجابية عن أنفسهم.
ويحتل العلاج النفسي السلوكي الجزء الأكبر من علاج متلازمة أسبرجر نظرا لأنه يساعدهم في فهم العالم الذي يعيش فيه المصاب ولا يفهمه، ولا يشعر فيه بالأمان إضافة إلى قدرة العلاج النفسي السلوكي على تقليل الصعوبات التي يواجهوها المصاب عندما يتعلق الأمر بفهم التواصل الاجتماعي، والرسائل في التواصل، لأن هذا سبب ميلهم إلى العزلة أو ردود الفعل التي قد تبدو غير مناسبة.
2. العلاج الطبيعي:
اعتمادًا على المشاكل التي يعاني منها الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر فقد يحتاج العلاج أو مجموع العلاجات المختلفة إلى أخصائي العلاج الطبيعي والتدليك.
3. علاج التخاطب:
كذلك من ضمن العلاجات التكميلية التي قد يحتاجها الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر هي علاج التخاطب لتسهيل نطقه للكلام واستيعابه لكلام من هم حوله.
كيف تتعامل الأسرة مع الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر؟
تلعب الأسرة دورا مهما في التعامل مع طفل أسبرجر بل تلعب الدور الأكبر من خلال:
1. الكشف المبكر:
أول دور تلعبه الأسرة في العلاج هو الكشف المبكر عن الأعراض الأولى لمتلازمة أسبرجر، والطريقة التي تتعامل بها الأسرة مع صعوبات الابن الاجتماعية والعاطفية.
2. استخدم لغة بسيطة:
يعاني الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر في فهم لغة الآخرين لذا من المهم على الأسرة تبسيط اللغة إلى مستوى يمكن المصاب من فهمهم.
3. تبسيط التعليمات:
عند تقديم تعليمات للطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر حاول أن تبسطها، وحبذا لو استخدمت نظام القوائم أو الرسوم في حال كانت المهمة معقدة.
4. تأكد من أنهم يفهمون:
في علاج متلازمة أسبرجر من المهم للأسرة الحصول على تأكيد بأن الطفل المصاب يفهمهم ولا تقبل منه دوما كلمة نعم لأنه كثيرا ما يقولها حتى لو لم يفهمك.
5. دعهم ينظرون إليك:
كذلك من الاستراتيجيات المفيدة لعلاج طفل مصاب بمتلازمة أسبرجر أن تشرح لهم لماذا يجب أن ينظروا إليك عندما تتحدث إليهم، وأن تشجعهم على النظر إليك، وأن تمدح أي إنجاز يقدمونه، خاصةً لو كانت مهارة اجتماعية.
6. تقليل الخيارات:
لا تترك طفلك المصاب متلازمة أسبرجر في حيرة من أمره، بل عليك أن تحدد وتقلل الخيارات المقدمة له بخيارين أو أكثر.
7. خذ دورك في أنشطتهم:
تدرب دوما على أخذ دور في ممارسة أكبر قدر من الأنشطة اليومية مع طفلك في الألعاب والدراسة وفي المنزل وخارج المنزل.
8. إعدادهم للتغييرات:
عند وجود تغييرات مستقبلية من المهم إعداد طفلك المصاب بمتلازمة أسبرجر، بطريقة غير مباشرة حتى، يعني من الممكن أن تخبره أنك ستذهب معه للتسوق بعد الانتهاء من التلوين.
9. حدد مسببات التوتر:
حاول تحديد ما يسبب لابنك التوتر وأن تجنبه إياها قدر الإمكان وحدد أيضا طرق إلهائه عنها ببدائل مختلفة.
10. احتضنه عندما يسيء:
ابحث عن طريقة للتعامل مع مشاكل سلوك ابنك، وربما يساعد احتضانه أو التقليل من شأن الأمر إذا لم يكن سلوكه خطيرا في بعض الأحيان.
11. الوفاء بالوعود:
يجب عليك أن تفي بكل الوعود التي قطعتها لابنك أو حتى التهديدات البسيطة وحاول ألا تستخف بهذه الوعود.
12. ضع استراتيجيات للمواقف الصعبة:
بإمكانك تعويد طفلك على بعض الاستراتيجيات للتعامل مع المواقف الصعبة فمثلا أخذ نفس عميق والعد ل 20 إن شعر بالحاجة للبكاء في مكان عام قد تساعده على التعايش أفضل مع صعوباته.
13. عرفه الفرق بين المكان الخاص والعام:
ابدأ مبكرًا في تعليم طفل متلازمة أسبرجر بالفرق بين الأماكن الخاصة والعامة، حتى يتمكن من تطوير استراتيجيات للتعامل مع القواعد الاجتماعية المعقدة في وقت لاحق من الحياة.
14. عرفه أنك فخور به:
عرف طفل متلازمة أسبرجر أنك تحبه وأنك فخور بك، لأن الطفل لا يتحدث كثيرا ولا يخبرهم الآباء وأفراد الأسرة بما يشعرون تجاههم.
15. تذكر أنه طفل:
تذكر أن طفل متلازمة أسبرجر طفل كبقية الأطفال، جميل على طريقته وبقدراته الخاصة، لديه ما يحب وما يكره وهو بحاجة فقط لصبر أكبر وتفاهم ممن هم حولهم.
أسئلة تدور في عقلك…
أسئلة شائعة حول متلازمة أسبرجر:
هل مازال لديك أسئلة متداولة عن متلازمة ابرجر؟ إليك كافة إجابتنا عليها.
ما الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد؟
لم تعد متلازمة أسبرجر والتوحد مختلفين، فالآن تعد الإصابة بمتلازمة أسبرجر والتوحد شيئا واحدا لكن بعض الأسر لازالت تفضل التشخيص بمتلازمة أسبرجر نظرا لأن التوحد مرتبط بوصمة لا تزال تحيط بالشخص المصاب به. ومع هذا فإن الفرق الوحيد بين التوحد ومتلازمة أسبرجر هو أن المصابين بمتلازمة أسبرجر أكثر مرونة وأقل عصبية من مريض التوحد.
كيف تعرف الشخص المصاب بمتلازمة أسبرجر؟
لديه صعوبة في فهم التواصل اللفظي وغير اللفظي، يواجه صعوبة في التفاعل الاجتماعي وإجراء محادثة، يفهم الكلمات بشكل حرفي ولا يفهم الاستعارات أو النكات، يواجه صعوبات في التعلم، لا يتسم بالمرونة، و لا يضع عينه في عين من يكلمه، صعوبة التعبير عن المشاعر والاندماج.
كيف تساعد شخص مصاب بمتلازمة أسبرجر؟
ضع نفسك مكانه وافهم صعوباته، تعاطف مع تجربته، تقبل اختلافه، عرفه على نقاط قوته، وضح لمن يقابلونه حالته حتى لا يسخرون منه، استخدم لغة مباشرة وبسيطة معه، واعرف أن اختلاف سلوكه يعبر عن طريقة فهمه للعالم.
كلمة من التعافي…
على الرغم من أن متلازمة أسبرجر قد تكون عائق في حياة طفلك يجعله مختلف عن الآخرين، ولكنه في نفس الوقت تجعله ذو طبيعة خاصة وله العديد من المميزات التي تشجعه على النجاح، فقط تحتاج معك إلى تعلم كيفية التعامل معه وملاحظة أعراض مبكرا وسرعة العلاج.