متلازمة التعب المزمن حالة من الإجهاد النفسي والجسدي الدائم دون أسباب، يمكن أن تؤثر على أي شخص رغم شيوعه عند من تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عامًا، إلا أنه يؤثر على الكل سواء كانوا أطفالا أو كبارا أو مراهقين، رجالا كانوا أو نساء، فما هو وما أسبابه وكيف يمكن علاجه؟ هذا المقال يوفر لك كل المعلومات التي ستحتاجها.
ما هي متلازمة التعب المزمن؟
متلازمة التعب المزمن هي حالة من الالتهابات تصيب الدماغ والنخاع العضلي ويفقد فيها الأشخاص القدرة المعتادة على القيام بالأنشطة العادية، ويطرحهم التعب في الفراش، ولا يتحسن المريض مع الراحة، ويزيد الوضع سوءً بعد ممارسة الشخص لنشاط بدني مسببة إجهاد ما بعد الجهد والتي تشمل مشكلات النوم والتفكير والتركيز والآلام والدوخة.
وتؤثر متلازمة التعب المزمن على المصابين بها فلا يقدرون على العمل أو على حتى الاستحمام وتناول الطعام، وقد يدوم هذا التعب لسنوات بل قد يؤدي لإعاقة شديدة حيث إن واحد من كل أربعة مرضى مصابين بمتلازمة التعب المزمن يطرحون في الفراش أو يبقون في المنزل لسنوات.
أعراض متلازمة التعب المزمن:
وتحدث هذه الأعراض لدى معظم المرضى المصابين بالمرض، وتشمل:
1. عدم القدرة على القيام بالأنشطة:
من أعراض متلازمة الإرهاق المزمن الأساسية وجود انخفاض كبير في القدرة على القيام بالأنشطة التي كانت معتادة قبل المرض، ويحدث هذا الانخفاض في مستوى النشاط بالتزامن مع التعب ويجب أن يستمر لمدة ستة أشهر أو أكثر لتشخيص المريض بمتلازمة التعب المزمن.
ويمكن أن تكون هذه المشكلة خطيرة لأن المريض لا يفعل حتى الأنشطة العادية ويشعر بالتعب دون التحسن بالراحة والنوم.
2. أزمة ما بعد الجهد:
تتفاقم هذه الأعراض بعد القيام بنشاط عقلي أو بدني وهو ما يسمى بأزمة أو ضيق ما بعد المجهود سواء كان بدنيا أو عقليا، حيث يصل المريض إلى حالة من الانهيار العصبي، وقد يستغرق التعافي من الأزمة أيامًا أو أسابيع أو حتى وقتًا أطول، وأثناء الأزمة يظل المريض حبيس فراشه.
3. مشاكل في النوم:
قد لا يشعر الأشخاص المصابون بمتلازمة التعب النفسي بالتحسن حتى بعد النوم طوال الليل، وقد يواجه البعض منهم أرق صعوبة في الدخول في النوم أو البقاء نائمين لفترة.
4. مشاكل في التفكير والذاكرة:
يعاني معظم الأشخاص المصابين بمتلازمة التعب النفسي من صعوبات التفكير وتذكر الأشياء بسعة ولا يهتمون بالتفاصيل عادة، وبالتالي يعيشون حالة إدراكية ضبابية تماما تجعلهم لا يشعرون بأنفسهم ولا ما حولهم.
5. آلام الجسم:
شائع جدا في الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب النفسي أن يصابون بآلام مختلفة في الجسم تختلف في حدتها ومكانها، وتشمل آلام العضلات، وآلام المفاصل دون احمرار أو تورم، وصداع جديد يزيد ويستمر.
6. أعراض أخرى ثانوية:
قد يصاب المريض أيضا بمشكلات في الغدد الليمفاوية والتهابات الحلق ومشاكل الجهاز الهضمي والقشعريرة، والتعرق الليلي والحساسية تجاه الأطعم والروائح والضوضاء.
أسباب متلازمة التعب المزمن:
لم يحدد الباحثون بعد سببا واضحا يؤدي إلى متلازمة التعب المزمن ولا توجد اختبارات معملية قد تشخص حالة الشخص من خلالها ولكن يحتاج الأمر إلى بحوث متعمقة، ولكن هذه هي الأسباب المحتملة للإصابة بمتلازمة التعب المزمن:
1. الالتهابات:
عادة ما يعتقد الأشخاص المصابون بمتلازمة التعب المزمن بحالة التهابات تشبه تكسيرا في الجسم كالذي يصاب به مريض الإنفلونزا، وهناك بعض العدوى والأمراض الفيروسية والالتهابات المرتبطة بمتلازمة التعب المزمن.
وتشمل الالتهابات المتعلقة بمتلازمة التعب المزمن الهربس والحصبة الألمانية والميكوبلازما وفيروس نقص المناعة (الإيدز) وتسبب هذه الأنواع من العدوى التهابات في الجسم تشبه أعراض متلازمة التعب المزمن.
2. تغيرات في جهاز المناعة:
قد يكون السبب في متلازمة التعب المزمن هو حدوث تغييرات في جهاز المناعة لدى المصاب وطريقة استجابة الجسم للتوتر وفي حالة الأمراض التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أجهزة الجسم مثل الروماتويد.
3. خلل التوازن الكيميائي بالجسم:
يؤثر الإجهاد البدني أو العاطفي على الغدة النخامية والكظرية وهذا المحور عبارة عن شبكة معقدة تتحكم في رد فعل الجسم للتوتر وتنظم العديد من عمليات الجسم، مثل الاستجابة المناعية والهضم واستخدام الطاقة والمزاج.
وعند حدوث خلل كيميائي في التوازن بين هذه الهرمونات، تتأثر أنظمة ووظائف الجسم المختلفة سلبًا، كالاستجابة المناعية أو زيادة التوتر لأن هرمون الكورتيزول يساعد أصلا في تقليل التوتر والالتهاب.
4. الخلايا لا تنتج الطاقة بكفاية:
وجد العلماء اختلافات بين الأشخاص المصابين بمتلازمة التعب المزمن والأصحاء في طريقة إنتاج للطاقة، فالمصابون بمتلازمة التعب لا ينتجون كميات كبيرة من الطاقة مما يؤدي إلى الإصابة بالإرهاق المستمر.
5. الجينات:
أحيانًا قد يرتبط ظهور متلازمة التعب بالعامل الوراثي لظهورها عند أحد أفراد العائلة، وتشير بعض الدراسات التي تم تطبيقها على التوائم أن الجينات والبيئة قد تلعب دورًا في متلازمة التعب المزمن.
علاج متلازمة التعب المزمن:
يبحث كثير من أهل مرضى متلازمة التعب المزمن عن أفضل دواء لمتلازمة التعب المزمن، وحاليا لا يوجد علاج نهائي أو معتمد يساعد في التخلص من متلازمة التعب المزمن بشكل فوري لكن يمكن التعامل مع الأعراض المختلفة التي تصيب الشخص سواء بالدواء أو من خلال المساعدة الذاتية، وهذه هي أغلب الأعراض التي قد يحاول الطبيب السيطرة عليها هكذا:
1. أدوية تنظيم النوم:
غالبًا ما يشعر مرضى متلازمة التعب المزمن من قلة النوم والراحة حتى بعد النوم، حيث يشعرون أنهم كما كانوا دون تغيير، أو قد يعانون عموما من صعوبات النوم والبقاء نائما، إضافة إلى تململ الساقين، وتشنجات العضلات ليلاً، لذا من المهم اتباع عادات النوم الجيدة وإذا استمر الاضطراب قد يوصي الطبيب بأدوية منومة حيث يستجيب الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس وقت النوم للعلاج.
2. المسكنات:
غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة التعب المزمن من آلام عميقة، وبالتالي من المهم قبل تناول أي دواء استشارة الطبيب وطلب وصفة من المسكنات، مثل الأسيتامينوفين أو الأسبرين أو الإيبوبروفين وإذا لم تخفف هذه الأدوية الآلام فقد يحتاج المريض لزيارة الطبيب مرة أخرى.
3. مضادات الاكتئاب والقلق:
يؤدي التكيف مع متلازمة التعب المزمن إلى مشاكل أخرى عاطفية ونفسية، بما في ذلك الاكتئاب والتوتر والقلق، وهذه الأعراض بحاجة إلى العلاج النفسي والدوائي فقد يوصي الطبيب المريض بمضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق، ومع ذلك ينبغي مناقشة الأعراض الجانبية مع الطبيب.
4. أدوية الدوخة والدوار:
قد يعاني بعض مرضى متلازمة التعب المزمن من عدم تحمل الوقوف أو الجلوس لفترة وبالتالي قد يتعرضون للدوخة أو الدوار أو ضبابية الرؤية أو الشعور بان القلب سريع وسيتوقف.
ويكمن العلاج في فحص الطبيب لضربات وضغط دم القلب، وقد يقترح الطبيب زيادة كمية الأملاح التي يتناولونها يوميا.
5. منشطات الذاكرة والتركيز:
يمكن لبعض الأدوية المنشطة أن تساعد مريض متلازمة التعب المزمن في التذكر أكثر، أو قد يصف الطبيب علاج اضطراب نقص الانتباه في حالة فقدان التركيز.
كلمة من مستشفى التعافي…
“أنا مرهق” نعلم أنها كلمة تتردد بشكل دائم في حياتك اليومية حتى بعد ساعات من الراحة، فأعراض التعب والإنهاك تسيطر عليك بعد أقل مجهود، وتعوق حياتك بشكل كبير، تحتاج معها إلى اكتشاف إصابتك بتلك المتلازمة وبدء العلاج بشكل فوري.