متى يبدأ مفعول الخمر؟ هل تساءلت يومًا ما الذي يحدث في جسمك عندما تشرب الخمر؟ ومتى ينتهي تأثيره عليك؟
يمر الخمر بعدة مراحل بداخلك، بداية من لحظة الشرب وحتى إتمام تأثيره على وظائفك الجسدية وتأثيره على صحتك النفسية والعقلية، وهذه المراحل تستطيع معرفتها بالتفصيل حتى الوصول للإدمان، وحتى خطوات علاج الإدمان الفعال..
متى يبدأ مفعول الخمر؟
يبدأ مفعول الخمر في الظهور عندما يجري في الدم، وذلك في الدقائق الأولى من شربه، ويصل إلى الدماغ مباشرة في وقت من 5 إلى 10 دقائق، ليبدأ وقتها تأثيره عليك سواء كان في صورة انتشاء أو في صورة آثاره السلبية عليك.
مراحل تأثير الخمر على جسدك:
يمر الخمر داخل جسدك بعدة مراحل بدءا من وصوله إلى المعدة وحتى الدم والمخ.
1. المرحلة الأولى: امتصاص الخمر:
في الثواني الأولى التي تشرب فيها الخمر ويصل إلى معدتك، يمتص الدم ما يصل إلى 20% منه، وبعد ذلك ينتقل الخمر إلى الأمعاء الدقيقة، وقد يبقى الخمر في معدتك لوقت أطول إن كان بها طعام يمنعه من المرور إلى الأمعاء الدقيقة، وكلما بقي لفترة أطول في المعدة فإن امتصاصه سيكون أبطأ.
2. المرحلة الثانية: الاستقلاب:
يحاول جسمك في هذه المرحلة التخلص من الخمر عن طريق إخراجه، فتشعر برغبة في التبوُّل، ويحاول الكبد أيضًا التخلص منه عبر تقليل تأثيره، ويؤثر الخمر على الدم بزيادة نسبة الجلوكوز فيه، ويبطئ من سرعة تحطيم الدهون في الجسم، ما يراكمها على الكبد على المدى البعيد.
ويظهر التأثير النفسي لهذه المرحلة عليك، فيجعلك تشعر بمزيد من الثقة، وتكون أكثر حيوية وحركة.
3. المرحلة الثالثة: تغير طريقة السلوك والتفكير:
في هذه المرحلة يبدأ مفعول الخمر بالسيطرة على سلوكياتك وتفكيرك، بسبب تأثيره على الناقلات العصبية في الدماغ، والخمر ينتشر في الدماغ في أماكن مختلفة، بداية من القشرة المخية ثم الفص الجبهي، فيؤثر على وظائف التفكير لديك، فيجعلك تقوم بسلوكيات غيرلائقة، ويقلل من قدرتك على التحكم في أفعالك ويقلل من إدراكك للأمور من حولك.
4. المرحلة الرابعة: فقدان التحكم في المشاعر والذكريات:
عندما يصل الخمر إلى منطقة الحصين في الدماغ، يؤثر على تحكمك بمشاعرك وذكرياتك، فالخمر يجعلك تبالغ في إظهار الحزن أو الفرح والتفاؤل أو الاكتئاب، فإن كنت حزينًا قبل شرب الخمر، فعلى الأرجح أنه سيجعلك أكثر حزنًا، وإن كنت متفائلًا قبل شربه فإنه سيجعلك سعيدًا جدًا.
5. المرحلة الخامسة: فقدان التوازن:
وهنا ينتقل الخمر إلى المخيخ، وهو الجزء المسؤول عن التناسق الحركي لديك، فتصبح غير قادر على الوقوف بثبات، ولن تسطيع التحكم بكأسك التي تحتوي على الشراب، وتظهر أعراض هذه المرحلة بوضوح في كالتالي:
- عدم القدرة على المشي.
- عدم القدرة على التحكم في أجزاء الجسم.
- التقيؤ.
- الإغماء.
6. المرحلة السادسة: تدهور الوظائف الحيوية:
وهذه هي المرحلة الأخطر على الإطلاق، فإذا شربت كميات كبيرة من الخمر لفترة متواصلة، سيصل الخمر إلى الجزء المسؤول عن وظائفك الحيوية في الدماغ، كوظيفة التنفس، ونبضات القلب، ودرجة حرارة جسمك، فإن بدأ الخمر يؤثر على هذه الوظائف فستصبح في خطر كبير، ويجب المسارعة في طلب الرعاية الطبية حتى لا يصل بك إلى الموت.
مدة بقاء مفعول الخمر في الجسم؟
يتم تكسير الخمر عن طريق الكبد، ويبقى في الجسم لفترة طويلة، لما يجعله يظهر في تحليل المخدرات، فهو تظل سمومه في دمك، وفي الجهاز التنفسي، وفي البول واللعاب والشعر، وتشمل مدة بقاء الكحول أيضًا كما يلي:
- الدم: يظل لمدة تصل إلى ست ساعات بعد انتهاء الشرب.
- التنفس: يقارب مدة بقاء الخمر في التنفس لمدة يوم كامل.
- البول: تصل مدة بقاء الخمر في البول إلى ما يصل إلى 48-72 ساعة.
- اللعاب: يظل في اللعاب لمدة 12- 24 ساعة.
- الشعر: يبقى تأثيره على الشعر لمدة تصل إلى 90 يومًا.
كيف تتخلص من مفعول الخمر؟
إذا أردت أن تتخلص من مفعول الخمر الذي يؤثر عليك أو على أحد المقربين منك، فإن عليك القيام بالأمور الخمسة التالية:
1. لاتجعله ينام:
حاول إيقاظه إن بدأ في الغفوة بعد الشرب، قم بحثه على التحرك ولا تجعله في حالة خمول، حاول بكل الطرق إفاقته، فإن لم يحدث، فعليك طلب المساعدة بسرعة.
2. لا تتركه بمفرده:
من الخطر ترك متعاطي الخمر في حالة السكر وحده، فعليك البقاء معه ورعايته حتى يفيق من حالة السكر.
3. أبدل الخمر بالطعام:
عند نزول الأكل للمعدة فذلك يقلل من وصول الخمر إلى الأمعاء الدقيقة، ويجعل الشخص غير راغب في شرب المزيد من الخمر، ولذلك حاول جعله يأكل وأبعد عنه الشراب.
4. امنعه من الاستلقاء:
لا تجعل شرب الخمر ينام على ظهره، فإن تلك الوضعية ستجعله يتقيأ وهو نائم، وإن حدث ذلك فسيتعرض للاختناق والموت.
5. حافظ على ثباتك الانفعالي:
الشخص الذي يتعرض للسكر فإنه يكون عدواني، وسلوكياته غير مستقرة، ولذلك قد يجعلك في حالة من الانفعال، فعليك حينها المحافظة على هدوئك، ولا تحاول جعله يسيطر عليك.
6. اطلب المساعدة إن لزم:
إن فقد شارب الخمر وعيه، فإن مهمة إيقاظه قد تكون صعبة للغاية، وعليك طلب المساعدة الفورية له إن وصل الأمر إلى هذا الحد، حتى يسارع الطبيب في تقديم الإسعافات اللازمة لإنقاذ حياته.
كيفية علاج إدمان الخمر؟
يعد الحل الأول والأساسي للتخلص من مفعول الخمر في جسدك هو البدأ في علاج إدمان الخمر، من خلال التوجه إلى أحد مصحات علاج الإدمان، التي ستتولى وضع خطة علاج مناسبة لك، تتضمن عدة خطوات يتم الاعتماد عليها في مسيرتك العلاجية:
1. الفحص والتشخيص:
وهي أول خطوة لعلاج إدمان الخمر، ويتم تقييم المريض ونمط الشرب ومدة التعاطي، لما يساعد ذلك على صياغة خطة علاجية مخصصة للمريض، بعد إجراء التحاليل المناسبة لمعرفة مدى بقاء الخمر في الجسم.
2. التخلص من السموم:
مدة تلك المرحلة من 10-15 يوم، وتهدف إلى علاج الآثار الانسحابية الناتجة عن التوقف عن الخمر فتمر بسهولة وبدون أن تشعر بأي ألم.
3. التأهيل النفسي والسلوكي:
وذلك من خلال العلاج المعرفي السلوكي، هو علاج حديث يستخدم أسلوب حل المشكلات في التعامل مع إدمان الخمر. ويتضمن النهج تحديد الأفكار والمعتقدات غير المفيدة وغير الواقعية التي قد تساهم في إدمانك للكحول ، مثل:
- “لا أستطيع الاسترخاء بدون كحول“.
- “أصدقائي سيجدونني مملًا إذا كنت متيقظًا”.
- “مجرد شرب نصف لتر لا يضر”.
بمجرد تحديد هذه الأفكار والمعتقدات ، سيتم تشجيعك على بناء سلوكك على أفكار أكثر واقعية ومفيدة ، مثل:
- “يقضي الكثير من الناس وقتًا ممتعًا بدون كحول ، ويمكنني أن أكون واحدًا منهم”.
- “أصدقائي يحبونني بسبب شخصيتي ، وليس لشربتي”..
- “أعلم أنني لا أستطيع التوقف عن الشرب بمجرد أن أبدأ”.
وعلاج كافة الأسباب التي دفعتك للإدمان، مع إعادة دمجك في المجتمع مرة أخرى وتعليمك العيش بدون الاعتماد على الخمر لمنع الانتكاسة.
كلمة من مستشفى التعافي…
مفعول الخمر يبدأ في الدقائق الأولى من تعاطيه، ويمر داخل جسدك بعدة مراحل تبدأ من النشوة إلى السكر، ويمكنك التغلب عليه من خلال اتباع عدة خطوات تسرع من إزالة تأثيره وعودتك لوعيك مرة أخرى.