الإدمان هو مرض سلوكي يتغذى على المشاعر السلبية وأبرزها الشك، سواء كان شك ذاتي ناتج عن شعور الشخص بأنه ليس جيدًا بما يكفي، أو أنه ارتكب العديد من الأخطاء مما يعزز الحاجة لتناول المخدر، أو شك ناتج عن عدم إيمان الآخرين بما يستطيع تحقيقه، وهو ما يولد لديه ضعف التحكم وعدم القدرة على إتخاذ القرارات، ويدفعه لارتكاب سلوكيات خاطئة مثل تعاطي المخدرات، في المقال التالي نتعرف على العلاقة بين مدمن الحشيش والشك، وأهم النصائح العلاجية.
هل تعاطي الحشيش يسبب الشك؟
يسبب تعاطي الحشيش الشك لأنه من أخطر المخدرات المثبطة للجهاز العصبي التي تؤثر بشكل قوي على الفص الجبهي الأمامي من الدماغ، مما يُخل بمستوى بعض الهرمونات، ويسبب اضطرابات نفسية تنطوي على الشعور بالشك مثل الفصام.
تسيطر الشكوك والضلالات على مدمن الحشيش طول فترة التعاطي، ليظن دائمًا أن من حوله يقصدونه بأي فعل أو تلميح، حتى وإن لم يكن هو معني بذلك.
ما العلاقة بين مدمن الحشيش والشك؟
مدمن الحشيش والشك بينهما علاقة وثيقة تنتج عن الاعتماد الشديد على المخدر مما يحدث خللًا بكيمياء الدماغ، ليرتفع مستوى هرموني السيروتونين والدوبامين، وتبدأ بعض الاضطرابات النفسية في الظهور أبرزها نوبات الشك والهلاوس والضلالات.
على الرغم من ارتفاع مستوى الهرمونات المسئولة عن التفكير والتركيز والشعور بالسعادة، إلا أنه خلال فترة قصيرة يشك مدمن الحشيش فيمن حوله، ويفسر تصرفاتهم بشكل سلبي، ويشعر دائمًا أن الجميع متآمر عليه، ويريد إلحاق الأذى به.
وبمرور الوقت تسبب نوبات الشك التي تصيب مدمن الحشيش بعض الأضرار أبرزها:
- صعوبة تحقيق الأهداف الشخصية أو المهنية.
- الشعور بعدم الأمان وصعوبة مواجهة تحديات الحياة.
- عدم ردع الشعور بالعجز تجاه أي تغييرات يمكن تحقيقها مثل تقليل الجرعة أو إيقاف المخدر.
- فقدان القدرة على تحسين الحالة الصحية عقب إدمان الحشيش.
- ارتكاب بعض الجرائم والحوادث دون وعي.
أعراض إصابة مدمن الحشيش بالشك
يظهر على مدمن الحشيش مجموعة من الأعراض خلال معاناته من نوبة شك، وقد تستمر هذه الأعراض لفترة طويلة، أو تظهر على فترات متباعدة، وأبرزها:
اتهامات مستمرة
ينتاب المدمن شعور قوي بالشك في جميع المحيطين به، وقد تكون نظرة واحدة او كلمة كافية ليتحدث معك بلهجة عنيفة، ويوجه لك سيل من الاتهامات، ويبدأ في توجيه أسئلة مثل: “لماذا نظرت لي بهذه الطريقة” أو “هل تعنيني أنا بالكلام الذي قولته؟”.
الهلوسة
معاناة مدمن الحشيش والشك تمتد لتشمل الهلاوس السمعية والبصرية، فقد يظن بأن هناك شخص ما يراقبه، او يسمع أصواتًا غير حقيقية، أو يظن أن هناك حشرات تسير على جسمه.
الخوف والعصبية
يسيطر الشعور بالخوف على مدمن الحشيش لدرجة أنه في بعض الأحيان يخشى الخروج من المنزل، ويستخدم العنف والعصبية كأداة للتعامل مع من حوله، لدرجة قد تصل إلى إيذاء الآخرين.
الشك شعور سيئ يدفعك إلى الاعتقاد بأنك لست جيدًا بما يكفي، أو قويًا و قادرًا على النجاح في أي شئ، كما يضعف إيمانك بنفسك، وفي بعض الأحيان تصب قوة الشك مدمرة للشخص، وتجعله يشكك باستمرار فيما يمكن تحقيقه من أهداف، لنتعرف على كيفية تجاوز نوبات الشك التي يمر بها مدمن الحشيش.
كيف يتغلب مدمن الحشيش على الشك؟
تسيطر على مدمن الحشيش مشاعر شك ليست حقيقية، لكنه لا يدرك ذلك بمفرده، بل يحتاج إلى دعم نفسي من قبل المختصين ليدرك أسباب اعتقاده بأنه غير قادر على تحقيق هدف ما مثل التعافي، وإلقاء نظرة صحيحة وواقعية على قدراته، وتحسين ثقته بنفسه.
على الرغم من أن الأمر يتطلب جهدًا كبيرًا للتخلص من الشك، خاصة إذا رغب المريض في عيش حياة صحية وسعيدة بعيدًا عن الإدمان، إلا أننا في مستشفى التعافي نتبع نهجًا متكاملًا لتمكين المريض من التعافي، يقوم على ما يلي:
خطة طويلة المدى
الطريق إلى تحقيق التعافي والحفاظ عليه مليء بالكثير من التحديات، لذلك كي ننهي علاقة مدمن الحشيش والشك نضع بعض الأهداف الصغيرة التي يود المريض حقيقها، ونطور الاستراتيجيات التي تسهل الوصول إليها، ثم نضع خطة تتضمن أهدافًا طويلة المدى للحفاظ على التركيز والثبات، وبذلك يشعر المرضى بالقدرة على التحكم واتخاذ القرارات.
مواجهة السلبيات
نساعد المريض كي يشعر بشكل إيجابي تجاه قدراته، والأهداف التي يستطيع تحقيقها، كما ننمي لديه تفكير واضح تجاه الأخطاء التي يرتكبها، يقتنع أنها ليست كارثة، وأن بإمكانه تحقيق الأفضل حتى وإن كانت نجاحات صغيرة.
بناء نظام دعم
التحدث مع الطبيب حول مخاوفك وشكوكك الذاتية، يساعد على إسكات صوت النقد الداخلي الذي يسيطر عليك، ويخلصك من الأفكار السلبية التي تعرقل تعافيك.
واجه مخاوفك
يجب أن تكون صادقًا مع نفسك، حدد قائمة تضم جميع الأشياء التي تشك في قدرتك على القيام بها، وارسم صورة إيجابية لما يمكنك فعله، وسوف تسير على المسار الصحيح نحو الشفاء.
علاج ادمان الحشيش
الشك وعدم الثقة بالنفس من أهم اعراض ادمان الحشيش، ومن أكبر عوامل فشل العلاج، حيث يعتمد التعافي بصورة أساسية على فكرة التغيير الإيجابي، وتقدير الذات، ويرتبط الشك ارتباطًا مباشرًا بقوة المدمن على مقاومة الحشيش واستعادة سيطرته على حياته مرة أخرى.
يمر علاج ادمان الحشيش داخل مستشفى التعافي بمجموعة من المراحل أهمها:
الكشف والفحص الدقيق
يساعد الفحص الكامل لمدمن الحشيش على معرفة الأضرار الصحية التي تعرض لها سواء جسدية أو نفسية، وتحديد البرنامج الأمثل للتعافي.
يجري الفريق الطبي جميع الفحوصات اللازمة، ويتعرف على التاريخ المرضي للمدمن، مما يساعد على تحقيق أفضل نتائج في أسرع وقت.
العلاج الدوائي
يهدف إلى مساعدة المريض على تخطي مرحلة الديتوكس او سحب السموم من الجسم، خاصة وأنها تشهد أعراضًا انسحابية مؤلمة، ورغبة قوية في المخدر، إضافة إلى التقلبات المزاجية الحادة والأفكار الانتحارية.
الرقابة المستمرة
تكون من جانب الأطباء المختصين وطاقم التمريض، وتتم بشكل لحظي ودقيق على مدار الساعة، حفاظًا على صحة وسلامة وأمان المريض.
نظام غذائي صحي
لدينا مجموعة من الأنظمة الغذائية الصحية التي وضعت على يد نخبة من أفضل الأطباء، وتساعد على تعزيز المناعة، والحفاظ على صحة الجسم خلال فترة التعافي.
العلاج النفسي والسلوكي
هي المرحلة الأهم، والتي تتضمن برنامج متكامل للقضاء على كافة مسببات الإدمان، والمعتقدات السلبية التي تسيطر على مدمن الحشيش والشك الذي يتملكه تجاه صعوبة الشفاء.
تتغير أفكار وسلوكيات المتعافي خلال هذه المرحلة، ويتعلم أبرز الطرق والاستراتيجيات المساعدة على مقاومة محفزات الإدمان مرة أخرى، أو المشكلات التي تواجهه.
المتابعة ومنع الانتكاس
لأن رحلة التعافي تستمر حتى بعد خروج المريض من المستشفى، يتابع أطبائنا كافة التغييرات التي تواجهها مستقبلًا، وإعادة دمجك في المجتمع مرة أخرى، إضافة إلى تدريبك على الطرق الصحيحة للتعامل مع الضغوط التي تواجهها، والتدخل سريعًا لإنقاذك في حالة الانتكاس.
كلمة من مستشفى التعافي:
هل أنت خائف من الفشل؟ هل تشك في قدرتك على الإقلاع عن الحشيش؟ وتمنعك مخاوفك من اتخاذ أصغر القرارات في حياتك؟ لا تقلق فأنت لست وحدك، دعنا نساعدك في التعافي من الإدمان واستعادة حياتك مرة أخرى، تواصل معنا الآن لتلقي الدعم اللازم في أسرع وقت.