مراحل الإدمان على المخدرات “جرب ذلك المخدر سيأخذك في عالم آخر” تلك الجملة التي يعرض فيها أحد أصدقائك عليك تجربة المخدرات هي أول مراحل التحول إلى مدمن، فالإدمان لا يحدث بمجرد التعاطي وإنما هناك مراحل يجب المرور بها قبل أن يسيطر عليك المخدر، ويجب عليك معرفتها للحاق بنفسك والتوقف في الوقت المناسب وضرورة الخضوع لبرنامج متخصص في علاج الإدمان من المخدرات قبل أن تدمر حياتك وتنتهي بالسجن أو الوفاة.
ما هي أخطر مراحل الإدمان على المخدرات؟
“أريد تجربة تعاطي المخدرات” تلك الجملة هي أول مراحل الإدمان على المخدرات وتعبر عن رغبتك ونيتك في التعاطي ومع تنفيذها على أرض الواقع تبدأ في الإنزلاق إلى طريق الإدمان، ولكن لا يحدث ذلك السقوط فجأة وإنما هناك مراحل تخبرك بها مصحات علاج الإدمان يجب عليك المرور بها أثناء رحلة التعاطي حتى تأخذ لقب مدمن وتشمل:
المرحلة الأولى: الرغبة:
المرحلة الأولى من الإدمان تسمى الرغبة أو النية، وفيها يتردد على تفكيرك الرغبة في تجربة المادة المخدرة، وكل إنسان مهما كان معرض لهذه المرحلة، في أي وقت في حياته، لكن هناك تقارير تفيد بأن غالبية من جربوا المخدرات بدأوا قبل سن الثامنة عشرة، أي في مرحلة التهور وعدم اكتمال نضج المخ ليتحولوا في سن العشرين إلى مدمنين.
أما أسباب المبادرة للمخدرات والنية لأخذها فتختلف ولكن أهمها:
- الفضول خصوصا في ظل عدم اكتمال نمو دماغ المراهقين وشغفهم نحو التجريب واتخاذ القرار دون حساب للعواقب.
- ضغط الأصدقاء وتقديمهم للمدمن عرضا إما صداقتهم وإما التجريب معهم في هذا الطريق، في ظل بعد الأهل عن مشكلات المراهق وعدم احتوائهم ودعمهم له، بل هم من يخلقون بيئة تنفره من العائلة.
- توافر المخدرات من حوله سواء بسبب تعاطي الوالدين، أصدقائه أو جيرانه.
- الصحة النفسية إذ غالبا ما ما تشجع حالات مثل الاكتئاب والقلق على استخدام المخدرات.
ولا يعني المبادرة إلى المخدر الإدمان، فالمرضى يتناولون بضعا من العقاقير المخدرة ولا يدمنون عليها ولكن التجريب هو بداية سقوط الحصن، ومن المؤكد أن الظرف الذي دفع المدمن للتجريب زائل أما أثر المخدرات والاستمرار فباق ويزيد.
المرحلة الثانية: التجربة:
في مرحلة التجربة الأولى تقوم بتجربة المخدرات بمفردك وتبدأ في البحث عن أفضل وقت وأفضل مادة تؤثر في نشوتك بها، وفي حين يرتبط البالغون في هذه المرحلة بالمخدر رغبة في مكافحة التوتر وأملا في الحصول على مشاعر المتعة أو الاسترخاء بعد يوم طويل، أما بالنسبة للمراهقين فيستخدمون المخدرات في هذه المرحلة في سياق حفلات الزفاف لإدارة الإجهاد الناتج عن الدراسة، العمل الكادح، أو حتى مشكلات البيت.
خلال هذه المرحلة، تكون الرغبة في تناول المخدر قليلة لذا سلوكك فيها يكون واعيا وقرارك في تكرار التجربة أو وقفها هو ما سيحدد مستقبلك مع الإدمان، وقد تستخدمه بحذر ورقابة لمن حولك حتى لا يلاحظ عليك شيء، والمؤكد أنك في هذه المرحلة لم يصل بعد إلى عتبة الإدمان وأنه لا يزال بإمكانك الإقلاع عن المخدر بسهولة إذا قرر ذلك.
المرحلة الثالثة: التعاطي الغير المنتظم:
مع استمرار تجربتك للمخدر يصبح تعاطيك طبيعيًا بل ويكبر التعاطي الدوري للمخدر وينتظم، وهذا لا يعني أنك ستستخدم المخدرات كل يوم، بل يعني أنه سيضيف لحياته نمطا معينا تكون المخدرات جزءا منه، فممكن أن تتناوله في نهاية كل أسبوع، في المناسبات والأعياد، أو خلال فترات الاضطرابات العاطفية مثل الشعور بالوحدة، الملل، أو التوتر، لذا من المهم التأكيد على أن هذه المرحلة هي مرحلة فردية للتعاطي تتخفى فيها ويصنع مع نفسك ظروف تعاطيك المادة المخدرة.
في هذه المرحلة تصبح استخدام المخدر مشكلة ويبدأ التأثير السلبي على حياتك في الظهور، فتبدأ في الوصول للعمل سكرانا أو منتش بعد تدخين الحشيش والماريجوانا، ورغم هذه العلامات لم تصل إلى عتبة الإدمان بعد، ولكن من المرجح أن تتردد على المادة المخدرة تكرارا وأن تديم التفكير فيها لأن عقلك يبدأ الاعتماد عليها.
المرحلة الرابعة: التعاطي المنتظم:
مع المرحلة الرابعة تستمر في الاستخدام المنتظم وتصبح كل يوم وتكبر حتى يزيد التأثير السلبي على حياتك الأسرية وفي العمل، ففي المرحلة الثالثة تحدث مشكلات، ولكن ليس بحجم حدوثها في هذه المرحلة التي تكشف عن التعاطي نتيجة سلوكك، وفي هذه المرحلة أيضا قد يتم القبض عليك في حالة سُكر أو انتشاء، كما تعاني في هذه المرحلة من الإفلاس تقريبا.
ورغم عدم إدراكك لما يحدث من حولك في هذه المرحلة، إلا أن ملاحظة سلوكك تتنامى لدى المحيطين به وأهم ما يلاحظه من حوله ما يلي:
- الاقتراض أو السرقة.
- إهمال المسؤوليات مثل العمل أو الأسرة.
- محاولة إخفاء تعاطي المخدرات.
- إخفاء المخدرات في أماكن يسهل الوصول إليها مثل علب المربى أو غيرها.
- تغيير الصداقات.
- الخوف من التحليل.
- فقدان الاهتمام بالذات والهوايات.
المرحلة الخامسة: الاعتماد:
علامة دخولك المرحلة الخامسة هي أن تعاطي المخدرات لم يعد للترفيه أو للتداوي، بل نظرا للاعتماد على المادة التي تتعاطاها، وتنظر لهذه المرحلة أحيانا كمرحلة فيها من التسامح مع المخدر والاعتماد عليه ما يجعلك تابعا له أو إن شئت فقل عبدا.
أما بالنسبة للاعتماد الجسدي فقد أساءت كمتعاطي المخدر حتى تكيف جسمك مع وجوده وتعلم الاعتماد عليه، فإذا توقف الاستخدام فجأة سيبدأ الجسم حالة من الارتباك تعرف بعلامات أعراض الانسحاب، وهي مرحلة من الألم والمعاناة وظهور أعراض غير مريحة وخطيرة في بعض الأحيان يجب أن تدار تحت إشراف طبيب، وفي غالب الأحيان ستفضل الاستمرار في الإدمان على العلاج.
المرحلة السادسة: الإدمان:
تشعر في هذه المرحلة كما لو أنه لم تعد قادرا على التعامل مع الحياة دون الوصول إلى المخدر الذي أدمنت عليه، ونتيجة لذلك تفقد السيطرة الكاملة على خياراتك وأفعالك، وهنا تظهر تحولات سلوكية في أقصى حالاتها إذ من المحتمل أن تتخلى كمدمن عن هواياتك القديمة وأن تتجنب الأصدقاء والعائلة في كل موقف، وأن تكذب بشكل مستمر بشأن تعاطيك للمخدرات عند استجوابك، تتهيج وتغضب بسرعة لأقل سبب، وتزيد فرصة الغضب لو كان أسلوب حياتك الجديد مهددًا بأي شكل من الأشكال.
في هذه المرحلة يحق لنا أن نصف الإدمان بدقة على أنه اضطراب تعاطي المخدرات، والذي يعد وصفا دقيقا لأن الإدمان مرض مزمن يشكل مخاطر تدوم مدى الحياة، حتى بعد إقلاع الشخص عن تعاطي المخدرات وخضوعه للعلاج وأقلها أنه معرض دوما لخطر الانتكاس.
المرحلة السابعة: مرحلة الأزمة:
المرحلة الأخيرة من مراحل الإدمان هي نقطة السقوط الحر لحياتك كمدمن، فقد نما إدمانك وبلغ حدا بعيدًا لا تستطيع أن تسيطر عليه وحدك مهما فعلت والآن لم يعد الخطر محيطا بك فقط، بل بإيذاء المحيطين به، ونظرا لطلب الجسم مزيدا من المخدرات للحصول على ذات النشوة تكون أكثر عرضة للإصابة بجرعة زائدة مميتة قد تنهي حياته.
هناك سيناريو مشرق دوما، بالتعافي والدعم، من الخبرات المناسبة في المكان المناسب، ومن هنا نحن في مركز التعافي نعرض عليك المساعدة العلاجية السرية التامة في مكان هادئ وببرنامج قوي ومجرب وبنسب شفاء عالية لإعادة تأهيلك وولادتك من جديد.
كيفية علاج الإدمان من المخدرات؟
يمر علاج الإدمان على المخدرات داخل مراكز علاج الإدمان بعدة مراحل علاجية يتم اختيارها لتناسب حالتك الصحية وتشمل:
أولا: مرحلة الفحص الشامل والتقييم الطبي:
وهذه الخطوة نقيم فيها صحتك ونفحص تاريخك المرضي لنستطيع تحديد الخطوات التالية بناءا على ما يحتاجه وما يتطلبه جسمك وموقفك الطبي والنفسي والاجتماعي، ولا يكون التقييم عابرا بل شاملا وتاما ودقيقا لأن كل نقطة مهمة في تقييم مخاطر الإدمان التي وصل لها الفرد لتحديد ووصف البرنامج والعلاج.
ثانيا: التخلص من السموم:
وفي هذه المرحلة سيقوم أطباؤنا بمباشرة سحب السموم من جسمك دون ألم بمزيج من العقاقير والأدوية والرعاية المستمرة والمراقبة الدائمة والتي يشرف عليها طاقم طبي متمرس وتقديم رعاية مستمرة ودقيقة، لأننا لا نغفل عن مرضانا ولو للحظة واحدة على مدار 24 ساعة.
ثالثا: مرحلة العلاج النفسي والتأهيل الاجتماعي:
بعد سحب السموم، تبرز أهمية هذه المرحلة، لأن جسم المريض صار نظيفا وصار علينا بجلسات التأهيل السلوكي والدعم الاجتماعي أن نعد المريض للتعامل مع الضغوط والدوافع التي يتعرض لها وتدعوه للعودة لطريق المخدرات من جديد، وذلك بعد العلاج التام ببرنامج التشخيص المزدوج لأي اضطرابات نفسية تسبب فيها المخدر.
رابعا: الدعم بعد العلاج:
نحن لا نتركك بعد العلاج، بل نستمر معك ببرنامج خاص بالخريجين نتشاور معك ونتحاور ونتخطى معك الضغوط والأسباب التي تدفعك في الخارج للعودة للمخدر لنضمن استقرارك بعد العلاج واستمرار حياتك طبيعية وخالية من أي منغصات نفسية تدعوك للمخدرات مرة ثانية.
إذا كنت تعاني من إدمان المخدرات، فلست مضطرا لتخطي رحلة العلاج بمفردك، ففي مستشفى التعافي نحن متواجدون لمساعدتك، تواصل معنا الآن.