هل يمكن الزواج من مدمن متعافي؟ سؤال يطرح نفسه عليك إذا تقدم لخطبتك شخص ما وأخبرك أنه وقع في إدمان المخدرات ومر برحلة علاج الإدمان من المخدرات و تعافى منه تماما، وقتها تقعي في حيرة الاختيار ما بين رغبتك في الموافقة والخوف من عدم القدرة على عيش حياة زوجية طبيعية مع هذا الشخص واحتمال تعرضه للانتكاسة في المستقبل، ولكن الإجابة التي تحسم حيرتك لا يمكن تحديدها في المطلق بنعم أو لا، فذلك بناء علي عدة شروط يجب توفيرها والتأكد من أن الشخص قد خضع لها.
هل يمكن الزواج من مدمن متعافي؟
من الممكن الزواج من مدمن متعافي وبدء حياة جديدة، ولكن تلك الإمكانية تتحدد ب بمدى قوة تعافيه وهل التحق بأحد مراكز علاج الإدمان أم لا؟ ووهل تم تغييره بشكل تام وتهيئه لبدء حياة جديدة، ومدى التزامه بخطوات منع الانتكاسة التي يحددها البرنامج العلاجي، فالتعافي لا يقصد به التوقف عن التعاطي فقط، بل تغيير المريض بشكل كلي تام يضمن عدم الانتكاسة وتتضمن تلك الخطوات:
1. تغيير شامل في سلوكياته وأفكاره:
قبل أن توافقي على الزواج من مدمن متعافي يجب أن تتأكدي من أنه خضع للعلاج النفسي والتأهيل السلوكي وتم تغيير سلوكياته وأفكاره السلبية بشكل شامل، وتحريره من سيطرة المخدر، والأهم تدريبه علي مقاومة أفكار التعاطي والرغبة في المخدر والتي سوف تظل تطارده حتى بعد العلاج ولكنه يتعلم كيفية التحكم فيها.
2. تعلم كيفية العيش دون مخدر:
يجب أن تتأكدي أن الشخص المتعافي قد خضع للتأهيل الاجتماعي والتدريب على كيفية العيش دون أن يتعاطى المخدر، علي الجانب الآخر تأكدي من تعامله الصحيح مع الأزمات والضغوط التي تواجهه بهدوء وعدم الهروب منها حتى لا يتعرض للانتكاسة فيما بعد.
3. علاج الأمراض النفسية المصاحبة للإدمان:
تأكدي من أنه تم علاج بعض الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان مثل الاكتئاب، القلق، الفصام، والأعراض الذهانية، ويجب أن تتأكدي من أنه يلتزم بتعليمات الطبيب.
4. الالتزام ببرنامج المتابعة بعد:
في علاقة مدمن المخدرات والزواج من المهم للغاية للموافقة علي الزواج من مدمن متعافي هو التأكد من التزامه بخطوات برنامج المتابعة بعد العلاج وحضور الاجتماعات مع المشرف والمرضى الآخرين بشكل مستمر حتى يحيط نفسه بمجتمع علاجي داعم يمنعه من الانتكاسة.
5. الابتعاد عن أي عوامل تحفز على التعاطي:
تلك النقطة مهمة للغاية في حالة أردت الموافقة على الزواج من مدمن متعافي فيجب أن يبتعد عن أي أماكن أو أصدقاء شاركوه فترة التعاطي، وأن يتجنب التعرض لصور أو مشاهد يتم فيها تعاطى المخدرات، حتى لا يثير الحنين إلى المخدر ويحفز عقله للتفكير فيه.
كيف تحمي زوجك من الانتكاسة والعودة للتعاطي؟
بعد الموافقة علي الزواج من مدمن متعافي، يجب أن تدركي حجم الدور المهم والذي تلعبينه في حياته للحفاظ علي النتيجة التي حققها ومنعه من الانتكاسة والعودة لتلك الدائرة المشئومة مرة أخرى ويكون ذلك من خلال:
1. تعرفي على الإدمان:
تعرفي على الإدمان ومدى تأثيره النفسي والجسدي على المريض، حيث يسيطر عليه بشكل كلي ويسبب اعتماد مراكز المخ على المخدر، لذا فإن المريض لا يملك القدرة على التوقف عن التعاطي بمفرده ويحتاج إلى مساعدة طبية حتى تتفهمي حالته وتعامله كونه مريض وليس مذنب قد ارتكب خطأ اخلاقي.
2. امنحيه الحب والدعم:
هو في أشد الحاجة لحبك ودعمك وتعزيز الثقة في قدرته على الثبات على التعافي واستكمال طريق العلاج، اخبريه أنك تثقين به، وابتعدي عن أسلوب الإهانة والتقليل وتجنبي تماما إظهار الشك في تصرفاته.
3. الالتزام بالأدوية وبرنامج المتابعة بعد العلاج:
يجب تشجيعه على الالتزام بتناول الأدوية في موعدها حتى لو لم تحقق فعالية قريبة، وحضور اجتماعات المتابعة بعد العلاج مهما مل منها لأنها المنبه الذي يذكره دائما بمشوار التعافي ويجدد نيته نحو العلاج.
4. لا تغضبي إذا شارك مشرفة بمشاعره السلبية:
في بعض الأحيان قد يقوم بمشاركة مشاعره وأفكاره السلبية سواء المتعلقة بعلاقته معكي أو بظروف الحياة عامة مع مشرفه، لا تأخذي الأمر على محمل شخصي ولا تغضبي منه فذلك جزء من خطة العلاج.
5. لا تذكريه بماضيه:
احذري أن تعايريه أو تذكريه بماضية وحياة الإدمان السابقة مهما ارتكب من أخطاء حتى لا تهزي ثقته في نفسه وتثيري مشاعر الذنب والعار بداخله مما يدفعه نحو المخدر، يجب أن تنسي الماضي تماما وتتعاملي معه من اللحظة التي تم الارتباط فيها معه.
5. اشغلي وقت فراغه باستمرار:
اجعلي جدوله مزدحم واحرصي على إشغال وقت فراغة باستمرار بممارسة الهوايات والأنشطة الرياضية، التطوع في العمل الخيري، أو السير خارج المنزل وشاركيه تلك الهوايات حتى يشعر بوجود دعم وتحفيز.
6. راقبيه من بعيد:
لا نقصد بذلك أن تضعيه في موقف اتهام في كل تصرف يقوم به ولا يعجبك، بل نقصد أن تنتبهي للتغيرات النفسية والجسدية التي تحدث له والمصادر التي ينفق فيها أمواله حتى تتأكدي من أنه ملتزم بخطة العلاج ولم ينجر إلى المخدرات مرة أخرى.
7. اجعلي الحوار والتفاهم هو اللغة السائدة:
يجب أن تكون العلاقة بينكما قائمة على الحوار والتفاهم وخاصة عند وجود مشاكل أو خلافات أسرية بينكما يجب حلها بهدوء وعقلانية حتى لا يتحول المنزل لبيئة غير داعمه تدفعه للمخدر.
8. التعامل الهادئ مع الضغوط والمواقف الصعبة:
وجهيه دائما للتعامل الهادئ العقلاني مع المشاكل التي تواجهكما والتفكير فيها بمنطق وإيجاد حلول سليمة لها، وابتعدي عن أسلوب الهروب أو ردود الأفعال المبالغة التي قد تثير جو من التوتر والقلق.